الديوان » تونس » أبو القاسم الشابي » يا عذارى الجمال والحب والأحلام

عدد الابيات : 19

طباعة

يا عَذارى الجمال والحُبِّ والأحلامِ

بَلْ يا بَهاءَ هذا الوُجودِ

قَدْ رأيْنا الشُّعورَ مُنْسَدِلاتٍ

كلّلَتْ حُسْنَها صباحُ الورودِ

ورَأينا الجفونَ تَبْسِمُ أو تَحْلُمُ

بالنُّورِ بالهوى بالنّشيدِ

ورَأينا الخُدودَ ضرّجَها السِّحْرُ

فآهاً من سِحْرِ تِلْكَ الخُدودِ

ورأينا الشِّفاهَ تَبْسِمُ عن دنْيا

من الوَردِ غَضّةٍ أُمْلودِ

ورأينا النُّهودَ تَهْتَزُّ كالأزهارِ

في نَشْوَة الشَّبابِ السَّعيدِ

فتنةٌ توقِظُ الغَرامَ وتُذْكيهِ

ولكنْ ماذا وراءَ النُّهودِ

مَا الَّذي خَلْفَ سِحْرِها الحالمِ السَّكرانِ

في ذلك القرار البعيدِ

أنُفوسٌ جميلةٌ كطيورِ الغابِ

تَشْدو بِساحِرِ التَغْريدِ

طاهراتٌ كأنَّها أرَجُ الأزهارِ

في مَوْلدِ الرَّبيعِ الجَديدِ

وقلوبٌ مضيئةٌ كنُجومِ اللّيلِ

ضَوّاعَةٌ كَغَضِّ الوُرودِ

أو ظَلامٌ كأنَّهُ قِطَعُ اللّيلِ

وهَوْلٌ يُشيبُ قلبَ الوليدِ

وخِضَمُّ يَموج بالإثمِ والنَّكْرِ

والشَّرِّ والظِّلالِ المَديدِ

لستُ أدري فرُبَّ زهرٍ شديِّ

قاتلٌ رُغْمَ حُسْنِهِ المَشْهودِ

صانَكُنَّ الإلهُ من ظُلْمةِ الرُّوحِ

ومن ضَلّة الضّميرِ المُريدِ

إنَّ لَيلَ النُّفوسِ ليلٌ مريعٌ

سَرْمَديُّ الأسى شنيعُ الخُلودِ

يرزَحُ القَلْبُ فيه بالألَم المرّ

ويَشقى بعيشِهِ المَنْكودِ

ورَبيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُ الدّهْرُ

ويمضي بِحُسِنهِ المَعْبودِ

غيرُ باقٍ في الكونِ إلاَّ جمالُ

الرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأبيدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو القاسم الشابي

avatar

أبو القاسم الشابي حساب موثق

تونس

poet-aboul-qacem-echebbi@

95

قصيدة

8

الاقتباسات

459

متابعين

أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشابي. شاعر تونسي. في نفحات أندلسية. ولد في قرية (الشابيّة) من ضواحي توزر (عاصمة الواحات التونسية في الجنوب) وقرأ العربية بالمعهد الزيتوني (بتونس) ...

المزيد عن أبو القاسم الشابي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة