الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » أما ترى الرزء الذي أقبلا

عدد الابيات : 41

طباعة

أَما تَرى الرُّزْءَ الّذي أَقبلا

حمَّلَ قلبي الحَزَنَ الأثقلا

بُليتُ والسّالمُ رهنٌ على

قضيّةِ الدّهر بأنْ يُبْتَلى

مُجَرَّحاً لا حاملٌ جارحي

بِكفّه رمحاً ولا مُنْصُلا

يُقرَعُ مَرْوي بأكفّ الرّدى

يردعني من قبل أنْ ينزلا

وإنْ تأمّلتُ أوانَ الردى

رأيتُ ليلاً دونه أَلْيلا

كأنّني أعشى وإنْ لم أكنْ

أعشى من الأمر الّذي أَثْكلا

يا بؤسَ للإنسان في عيشه

يُسلُّ منه أوّلاً أوّلا

يَنْأى عن الأهل وما ملّهمْ

ويُبدل الحيَّ وما اِستَبدلا

بين ترى في ملأٍ دارَه

حتّى تراه في صَعيدِ المَلا

فقل لقومٍ زرعُهمْ قائمٌ

زرعُكمْ لابدّ أنْ يُخْتَلى

وقلْ لمن سُرّ بتخويله

خُوِّل مَنْ يأخذ مَنْ خَوَّلا

وقلْ لماشٍ في عِراصِ الرّدى

أنسيتَ مَن يستعثر الأرجلا

أسْمَنَك الدّهرُ فلم تخشَه

وإنّما أسمن مَن أهزلا

إنْ تُلفِهِ للمرء مستركباً

فهوَ الّذي تَلقاه مُستنزلا

أوْ صانه عن بذله مرّةً

فَهوَ الّذي يَرجعُ مُستبذلا

فَلا يَغرّنْك وميضٌ له

ما لاح في الآفاقِ حتّى اِنحلى

ولا تصدّقْ مائناً دَأْبُهُ

أن يَكذِبَ القولَ وأنْ يَبْطُلا

وكلّنا يَكرع صِرْفَ الرّدى

إمّا طويلَ اللَّبْثِ أو مُعْجَلا

فَما الّذي يُجْزِعُ من طارقٍ

إنْ لم يزرْ يوماً فما أمْهلا

نعى إلى قلِبيَ شطراً له

من حقّه أنْ يلقم الجندلا

فقلتُ ما أحسنتَ بلْ يا فتى

ما أحسن الدّهرُ ولا أجملا

يا دهرُ كم تنقل ما بيننا

مَن ليس نهوى فيه أن ينقلا

تأخذ مِنّا واحداً واحداً

بل تأخذ الأمْثَلَ فالأمثلا

أفنيتَ بالأمسِ شقيقاً له

فَاِنظرْ إلى حَظّك ما أجزلا

فعدتَ تستهلك ما حُزتَه

صبراً فصبرٌ غايةُ المُبتَلى

قالوا تسلَّ اليومَ عن فائتٍ

فقلتُ بُعْداً لفؤادٍ سلا

لا تَعذلوا المُعْوِلَ حُزْناً له

فخيرُكم مَن ساعد المُعْوِلا

أيُّ فتىً فارقنا عَنْوَةً

رُحِّلَ عنّا قبلَ أن نرحلا

لا الجِدُّ مملولٌ لديه ولا

يُخاف في الخَلوَةِ أنْ يَهزِلا

وذو عَفافٍ كلّما سامه

ذو الغشّ منه مرّةً قال لا

لا تألفُ الرِّيبةُ أبوابَه

ولا خلا في سيّئٍ إنْ خلا

يا غائباً عنّي ولولا الرّدَى

ما غاب عنّي الزَّمنَ الأطْوَلا

سَرْبَلَني ما لا بديلٌ له

وربّما اِستبدل مَن سربلا

لا أخطأتْ قبرَك هطّالةٌ

ولا عداك المُزْنُ إنْ أسبلا

وجانبٌ أنتَ به ساكنٌ

لا عدم القطرَ ولا أمْحلا

ولا يزلْ والجدبُ في غيره

مُرَوَّضاً حَوْذانُه مُبْقِلا

واِمضِ إلى حيث مضى معشرٌ

كانتْ لهم في الدّرجاتِ العُلا

وصِرْ لما صاروا فأنت الّذي

أعددتَهمْ في حَذَرٍ مَوْئِلا

فهمْ شفيعٌ لك إنْ زلّةٌ

كانتْ وإنْ بعضُ عثارٍ خلا

وجنّةُ الخُلدِ لهمْ إذْنُها

وموقَداتُ النّارِ لا للصِّلا

وحبُّهمْ والفوزُ في حبّهمْ

أخرج مَن أخرج أو أدخلا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

80

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة