الديوان » العصر العباسي » التهامي » قفوا جددوا عتبا على من له العتب

عدد الابيات : 28

طباعة

قفوا جددوا عَتباً عَلى مَن لَهُ العَتبُ

فَكَم راغِب في الصَفحِ مِمَّن لَهُ ذَنبُ

قفوا عَرِّجوا عَوِّجوا عَلى ذي صَبابَةٍ

بِأَحشائِهِ نارٌ تأَجَّجُ لا تَخبو

حِمى النَومَ عَن عَينيَّ ذكر ظَبا الحِمى

فَبانَ الكَرى عَنها وَلَم يَبِن السَكَبُ

الّا في سبيل اللَهِ دَهرٌ فُجعتَه

تُباكِرُني فيهِ المُدامَةُ وَالشُربُ

وَعَيرانَةٍ زَيّافَةٍ تَحذف الحَصى

غَريرية يَغتالها القيد وَاللَصبُ

طَواها الرَدى واجتاحها لازم السُرى

فَلَم يُبقِ فيها لا عَنيقٌ ولا جَذبُ

قطعت عَليها بالدياجي وَبالضُحى

وَفي حومَةِ التَهجيرَ والآلِ مُنصَبُّ

إِلى بَلَدٍ عزت لِعز مُلوكِهِ

مُلوك البَرايا وَالأَعاجِمُ وَالعربُ

بِهِ طيىء طالَت عَلى مُضَرٍ وَلَن

يَقوم لَها في الحَربِ تَغلبها الغلبُ

أَشادَ لَها مَجداً تَليداً مؤَيَّداً

وَشرفهُ الخِرصانُ وَالمرهف العَضبُ

وُجوداً نسينا حاتِم الجود عِندَهُ

وَعَمرو وَلَو تُحصيهِ لَم تَسَع الكُتب

إِذا فَزِعَت أَفراسه نَحوَ جَحفَلٍ

تُقدَّمها الأقبالُ وَالخَوفُ وَالرُعبُ

وَإِن بَّيَتَ الأَعداء أَمراً رَماهُمُ

صَباحاً بَخيلٍ لا تُرَدُّ وَلا تَكبو

عَلَيها رِجالٌ طَيئونَ إِذا اعتَزوا

فَمعنٌ أَخاً وَالخال أَكرِم بِهِ كَعبُ

سَرى بِهُمُ نَحوَ السَراةِ وَقَد طَغوا

وَساقوا إِمام الدينَ وَهوَ لَهُم قطبُ

فَصَبَّحهُم في دارِهِم شَرَّ صُبحَة

عَلَيهم وَقَد وآلاهُمُ الطَعن وَالضَربُ

أَبادَ حُماةَ القَومِ وَاجتاحَ أَرضَهُم

وَلَولاهُ لَم يَطرِق لمعقلِهِم خَطب

وَقَد عَلِمَ المَولى الإِمام بِأَنَّهُ

أَخو عزمة خدامها السبعة الشُهُبُ

بِحَبلِ أَبي الذواد أَصبَحتُ مُمسِكاً

وَحَسبي بِهِ أَن كانَ يَنفَعَني الحَسبُ

أَذادَ الرَدى عَنّي تتابع رفده

وَأَرغَم حُسّادي حباه الَّذي يَحبو

فَأَصبَحت في نُعماهُ غادٍ وَرائح

تَروحُ بيَ الوجنا وَتَغدو بيَ الصُهُبُ

أَمّا آن يُغنيني عَنِ الناسِ كُلِّهِم

فَلَم يَبقَ فيهِم مِن بِجُثمانِهِ قَلب

وَلا سُلكت سُبلُ السَماحِ وَلا اهتَدى

إِلى نَهجِ الأَفضالِ في شامنا نَدبُ

فَكُن أَوحَداً في المَجدِ يا نَجلُ دُغفُلِ

فَأَنتَ وَحيدٌ لا تَضَلُّ وَلا تَصبو

بَقيتَ أَبا الذَوادِ لِلملك وَالعُلى

ومن كنت تَشناه يباكِرُهُ الصَلب

فَدونكها مِن شاعِرٍ لَكَ ناشِر

مناقِب طي حَيثُ لا ينشر الثَلبُ

قَوافٍ زَهَت لَمّا بِمَدحِكَ وُشِّحَت

عَلى الدُرِّ وَالياقوتِ فَهيَ لَها قُلُبُ

إِذا أَنشَدَت في نادِ قَومٍ أَكارِمٍ

يَخِرّونَ للأَذقانِ إِن ذكر الرَبُّ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن التهامي

avatar

التهامي حساب موثق

العصر العباسي

poet-al-tohami@

105

قصيدة

3

الاقتباسات

216

متابعين

أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي. من كبار شعراء العرب، نعته الذهبي بشاعر وقته. مولده ومنشؤه في اليمن، وأصله من أهل مكة، كان يكتم نسبه، فينتسب مرة للعلوية ...

المزيد عن التهامي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة