الديوان » العصر العثماني » محمد المعولي » وبارق بعض العالمين نساءهم

عدد الابيات : 30

طباعة

وبارقَ بعضُ العالمينَ نساءَهم

وضاقَ بهم من ذلك الوعرُ والسهلُ

وقلّ البِنَا والحرثُ والزرعُ للورَى

وضاقَ بأهليها بها العُلوُ والسُّفْلُ

وقد يَبِس الآبارُ إلا نوادراً

وأكْدَى جميعُ الخلق وافترقَ الأهلُ

فبعضٌ غدا في الغرب يطلبُ رزقه

وبعضٌ غدَا في الشرق واضطربَ الجُلّ

ترَى الناسَ سَكْرَى خاشعين تذللاً

مِن القلّ حتى لا يَصيحَ لهم طِفلُ

وعهدِي ببعض يلقطُ النخَلَ بلحها

ويشربُ ماءَ لا يُمِرُّ ولا يَحْلُو

وبعضٌ تولى يطلبُ الناس بُلْغَةً

فحلَّ به من سوءِ مطلبه الذل

وبعضٌ تغدى بالقليلِ ولم يسلْ

وبعضٌ تراهُ سائِلاً وهو الكلُّ

وبعضٌ فلا يبكى ولا هو ضاحِك

يكابِدُ أشغالاً من الهم لا يخُلو

وبعضٌ تمنى للحمام لِفَقْرِه

وممّا رأى السُّوأى وحَل به القُلُّ

وذلك في عام الثمانين حجةً

وألف توالتْ مع ثمان وما حلوا

ولولاكَ سلطان بن سيف بن سالك

لحلَّ بنا مِن أجْل مَا مَسَّنَا الخبْلُ

فأمطرْتنا مِن جُود كَفّيْك وابلاً

أقام مقاماً لا يقومُ به الولُ

فأحييكَ أرضَ اللهِ بالعدلِ والندى

إلى أن أمتّ الجهلَ وانتشر العدلُ

وهذا قديمٌ منكم ليس محدثاً

كذَا كانَ أجدادٌ لكَ العزُّ مِنْ قبلُ

هُمُ مَعشر لا خابَ راجى نوالهم

لهم بحرُ جود لا يكدره مَطْلُ

ومن تكنْ الغُرّ الكرامُ جدودَه

ليوثاً ضوارى هَكذا يكن الشبلُ

فعِشْ إِن مَدْحى فيكَ حَقٌّ مؤثرٌ

ومَدْحُ سواى في سواك هو الجَهلُ

دعوتُ إِلهي أَنْ يخلِّدَ مُلككم

ويسقَينا غيثا به يُجمعُ الشملُ

فيا ربِّ يا مولايَ ندعوكَ فاسقما

حياً ذا شآبيبٍ بموتُ بهِ المْحلُ

ويا خيرَ مسئولٍ دعوناك فاستجبْ

وأكرمَ مأمولٍ به وثق الكُلُّ

عبادَك يا ربَّ العبادِ إغاثةً

بِفَضْلِكَ يا مَنْ منه قد عمّنا الفضلُ

دَعَوناكَ يا رْحمن دعوةَ واثقٍ

بجودِك يا مَن قوله الحقُّ والعدْلُ

ويا مَن هُو الربُّ العظيمُ جلاله

ومَنْ بيديه الخلقُ والأمرُ والفعلُ

فأنت الحكيمُ الخالقُ الرزاقُ الورَى

أغثْنا فمنك الجود يا رب والفضلُ

فأنتَ العليمُ الفادرُ الواهبُ الذي

تسبِّحه الحيتانُ في البحر والنملُ

وأنتَ الجوادُ السيدُ الصمدُ الذي

تفردَ عزّاً أنْ يكونَ له مِثْلُ

تعالَى إلهُ الخلق عَنْ كلِّ واصفٍ

لقدرتِه أو أنْ يحيطَ به عَقْلُ

وصلِّ إلهَ الخلق جلَّ ثناؤُه

عَلَى أَحْمَدَ المختارِ ما سارتْ بِه الإبلُ

صلاةً توالى ليس يُحصَى عدادُها

كمَا ليس يُحْصَى القَطْرُ ولويْلُ والرمْلُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد المعولي

avatar

محمد المعولي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Mohamed-Almawali@

208

قصيدة

2

الاقتباسات

31

متابعين

محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ...

المزيد عن محمد المعولي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة