الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » ليس التجلد شيمة العشاق

عدد الابيات : 20

طباعة

ليسَ التجلُّدُ شِيمَةَ العُشَّاقِ

إلا إذا شِيبَ الهَوى بنِفاقِ

سفحت رقى العذال يوم محجر

دمعا على الخدين ليس براقي

فكأننا في الحب أهل ديانة

وكأنه في العذل أهل شقاق

عُدْ بالمُدامِ على سَليمِ زَمانِه

إن المُدامَ له من الدِّرياقِ

بكراً أضافَ إلى مَحاسِنِ خَلقِها

قَرعُ المِزاجِ مَحاسِنَ الأَخلاقِ

وإذا سقاني الدهر سم خطوبه

داويته بمدامة أو ساقي

إنا إذا المرزوق فاز برزقه

مثل الدبى خلقت بلا أرزاق

أزجي إلى الآفاق حلي مدائح

كسدت غرائبهن في الآفاق

وأعوذُ من شَرْقِ البلادِ بِغَرْبِها

فأؤُوبُ من وَصَبٍ إلى إخفاقِ

مثلَ الهِلالِ أغَذَّ شَهْراً كامِلاً

فرَماه آخرُ شَهْرِه بمَحاقِ

سَفَرٌ رَجَوْتُ به النَّهايةَ في الغِنَى

فبلغتُ منه نِهايةَ الإملاقِ

ولكَمْ طَلَعْتُ على الشآمِ فنفَّسَتْ

شِيَمُ الأميرِ التغلبيِّ خنِاقي

نثني عليه وجوده أطواقنا

مثل الحمام سجعن في الأطواق

جَدَّدْتَ أخلاقَ المَكارِمِ بعدَما

أشفَتْ خَلائِقُها على الإخلاقِ

وفَعَلْتَ في نُوْبِ الحَوادِثِ مثلَ ما

فَعَلَتْ ظُباكَ بمَعْشَرٍ مُزَّاقِ

وملَكْتَ بالمِنَنِ الرِّقابَ وإنَّما

مِنَنُ المُلوكِ جَوامِعُ الأعناقِ

المجدُ ما سَلِمَتْ خِلالُكَ سالِمٌ

والجُودُ ما بَقِيَتْ يَمينُكَ بَاقي

علَّمْتَني النَّظرَ المديدَ إلى العُلى

من بَعْدِ ما أَلِفَ العِدا إطراقي

فكأنَّما أسطو لشَزْرِ لواحظي

بِظُباً على كَيْدِ العَدُوِّ رِقاقِ

فَلأجلِبَنَّ إليكَ كلَّ غَريبَةٍ

تُضْحى الكِرامُ لها من العُشَّاقِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة