الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » رفق الزمان بنا وكان عنيفا

عدد الابيات : 31

طباعة

رَفِقَ الزَّمانُ بنا وكانَ عَنيفا

وغَدا لنا بعدَ القِراعِ حَليفا

ودَنَتْ ظِلالُ المَكرُماتِ وذُلِّلَتْ

أثمارُها للطَّالبينَ قُطُوفا

أهلاً بمَنْ رَعتِ المدائحُ رَوضَه

فعَرَفْنَ في أيامِه المَعروفا

وحنَتَه رأفتُه على زُوَّارِهِ

فأراهُمُ خَلَقَ النَّوائبِ ريفا

قَدِمَتْ بمَقدَمِه المكارِمُ فاغتَدَتْ

خُضْراً تَرُفُّ على العُفاةِ رَفيفا

وزَهَتْ بلادُ الحِصنِ بالقَمَر الذي

أهدى إلى القمرِ المُنيرِ كُسوفا

نَظَمَ الأَميرُ لها قَلائِدَ سُؤدُدٍ

أشرَفْنَ في لَبَّاتِها وشُنوفا

وغَدا الفُراتُ لبَيْتِه مُتَضائِلاً

لا يَستبينُ ضُؤُولةً ونُحوفا

فلو استطاعَ إليه قَصداً لانكَفى

حتى يُرَى عن قَصْدِه مَصروفا

لولا أبو العطَّافِ لم تَلْقَ النَّدى

غَضّاً ولم يَكُنِ الزَّمانُ عَطوفا

مَلِكٌ يراه عدوُّهُ مُتحنِّناً

ويراه طالبُ رِفْدِهِ مألُوفا

مُغْضٍ وليسَ لِحاظُه إن بَثَّها

إلا حياةً غَضَّةً وحُتوفا

وأغَرَّ يأنَفُ أن يَصُدَّ عَنِ الوَغى

حتَّى يُذِلَّ مَعاطِساً وأُنوفا

وفتىً إذا شُغِفَ الملوكُ بحفْظهِم

أضحَى بخَفْضِ عدوِّهِ مَشغوفا

سائِلْ بِصَوْلَتِه ابنَ مَزروعٍ وقد

وَلَّى يَشُقُّ من العَجاجِ سُجُوفا

وأَرَتْهُ خيفَةُ سَيفِه وسِنانِه

لينَ المِهادِ أسِنَّةً وسُيوفا

أوفَى عليه مُقارِعاً حتى إذا

أعطى القِيادَ أجارَه مَلهوفا

طوَّقْتَه بالمَنِّ حينَ مَلَكْتَه

طَوْقاً ثَقيلاً في الرِّقابِ خَفيفا

والدَّيلميُّ هَفَتْ به أُمنِيَّةٌ

غَرَرٌ يُفيدُ اللَّوْمَ والتَّعنيفا

وافاك كالمحتالِ يَختُلُ صَيْدَه

فأثارَ منكَ الأَصُيَدَ الغِطْريفا

وأحقُّ مَنْ يُضحي فريسةَ ضَيْغَمٍ

مَنْ رَاحَ مُقْتَحِماً عليه عَريفا

قَيَّدْتَ لَحْظَ جُفونِه فأرَيْتَه

رأدَ الضُّحى ليلاً عليه كَثيفا

وتَرَكْتَه ما إن يُعايِنُ إلفَهُ

إلا خَيالاً في المَنامِ مُطيفا

وكذاكَ من شُبَّتْ بأَرْضِكَ نارُهُ

أضحَى بنارِكَ طرفُه مَطروفا

لا تُعْدَ منك ربيعةُ الفَرَسِ التي

عَمَرَتْ جَنابَكَ مَربعاً ومَصيفا

أحَللْتَها للجُودِ رَوْضاً مُعْشِباً

سَهْلاً وطَوْداً للفَخارِ مُنيفا

فاسلَمْ فكم شيَّدْتَ من أُكرومَةٍ

وهَدَمْتَ تالِدَ ثَروَةٍ وطَريفا

وتَمَلَّها غَرَّاءَ لستَ بمُلْبِسٍ

أفوافَها إلاّ أغرَّ شَريفا

رَقَّت ورَقَّ كَلامُها فكأنَّما

جَلَبَتْ رَبيعَ مَحاسنٍ وخَريفا

وكأنَّ لا بِسَها يُعاينُ جَوهراً

من لَفْظِها أو يَستَشِفُّ شُفوفا

لو صَافَحَتْ سَمْعَ ابنِ أوْسٍ لم يَقُلْ

أطلالُهُم سَلَبَتْ دماها الهِيفا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة