الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » باليمن ما رفع الأمير وشيدا

عدد الابيات : 35

طباعة

باليُمْنِ ما رفعَ الأميرُ وشيَّدا

وبِجَدِّه النعماءُ ما قد جدَّدا

قصرٌ أنافَ على القصورِ بحُلَّةٍ

مَلِكٌ أنافَ على المُلوكِ مؤيَّدا

قُلنا وقد أعلاه جَدٌّ صاعِدٌ

في الجوِّ حتى ما يُصادِفُ مَصْعَدا

أبنيَّةٌ ببنائِها فُضِحَ البِنَا

أم فَرقَدٌ بسَناه شانَ الفَرقَدا

غُرَفٌ تَألَّقُ في الظَّلامِ فلو سرَى

بضِيائِها ساري الدُّجُنَّةِ لاهتدَى

عُنِيَ الرَّبيعُ بها فَنشَّرَ حولَها

حُللاً تُدَبِّجُ وَشْيَها أيدي النَّدى

فكأنَّما تُزجي السَّحائبُ فوقَها

جَيْشاً يهُزُّ البَرقُ فيه مِطْرَدا

وكأنَّما نَشَرَ الهواءُ بجوِّها

في كلِّ ناحيةٍ رِداءً مُجسَدا

وكأنَّ ظِلَّ النَّخلِ حولَ قِبابِها

ظِلُّ الغَمامِ إذا الهجيرُ تَوقَّدا

من كلِّ خَضراءِ الذَّوائبِ زُيِّنَتْ

بِثمارِها جيداً لها ومُقَلَّدا

خرَقَتْ أسافُلهنَّ رَيَّانَ الثَّرى

حتى اتَّخَذْنَ البحرَ فيه مَورِدا

شَجَرٌ إذا ما الصُّبحُ أسفرَ لم يِنُحْ

للأمنِ طائرُه ولكن غَرَّدا

غَنِيَتْ مَغانيها الحِسانُ عنِ الحَيا

ما راحَ في عَرَصاتِهنَّ وما اغتدَى

بمُشَمِّرٍ في السَّيْر إلا أنَّه

يَسري فيمنَعُه السُّرى أن يَبعُدا

وَصَلَ الحَنينَ بِعْبَرةٍ مَسفوحَةٍ

حتى حَسبِنْاه مَشُوقاً مُكْمَدا

مُستَرْفِدٌ أمواجَ دِجلةَ رافدٌ

وجهَ الثَّرى أَكْرِمْ بهِ مُستَرْفِدا

ينفي الصدى عن جنة نفحاتها

أرج وبرد يشفيان من الصدى

كملت محاسنها فنشر يرتضى

وفواكه تجنى وظل يرتدى

وبساط ريحان كماء زبرجد

عبثت بفصحته الجنوب فأرعدا

يشتاقه الشسرب الكرام فكلما

مرض النسيم سعوا إليه عودا

يغشون زاهرة النبات كأنما

حملت لجينا في الغصون وعسجدا

ومعرجا كالأين ما ونت الصبا

فإذا علته أرتك منه مبردا

وقواطنا في الماء تحسب أنها

شم الهشاب لبسن ليلا أربدا

مثل الإماء السود خاف إباقها

مولى فشد وثاقها وتشددا

نصبت حيازيما لها مشعوفة

بالماء تمنحه عناقا سرمدا

لم تخل من زور يصادف معركا

ذا قسطل فيشيب فيه أمردا

بدع إذا ما الفكر حاول وصفها

يوما تحير دونها وتبلدا

لو عاينت أملاك فارس حسنها

خرت لها أملاك فارس سجدا

وعلا إذا لحظ الزمان شعاعها

ولى حسير الطرف عنها أرمدا

فاسعد أبا حسن بمؤنق حسنها

والق الزمان بما تحاول مسعدا

حتى تمد أبا الوفاء بعرفه

كفا ومذكورا بسطوته يدا

فيكون ذا غيث الولي بجرده

ويكون ذاك ببأسه سم العدا

والبس مدائحنا التي ألبستها

شرفا بذكراك لا يبيد وسوددا

من كل خالدة المحاسن ما حوت

ذكر امرىء إلا وراح مخلدا

أصبحت محسودا وهل يضحي الفتى

إلا على كرم الفعال محسدا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة