الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » صدودك علم النوم الصدودا

عدد الابيات : 30

طباعة

صُدودُكَ علَّمَ النَّومَ الصُّدودَا

وجدَّدَ للهَوى عَهْداً جديدا

مَلَلْتَ فعاد منك الجُودُ مَنْعَاً

ولو أنصفْتَ عادَ المنعُ جودا

أحلَّ وَداعُنا عَطْفاً جديداً

وأدنى بينُنا وَصْلاً بعيدا

فمِنْ خَدٍّ يُصافِحُ فيه خَدّاً

ومن جيدٍ يُعانِقُ فيه جِيدَا

وساجي الطَّرْفِ أَلبْسَهُ التَّصابي

سِخاباً يُلبِسُ الجَزِعَ الجَليدا

أُنازِعُه اللِّحاظَ فإن تَصدَّى

لنا واشٍ تَنازَعنا الصُّدودا

فما ضيَّعْتُ فيه الحِلمَ إلاَّ

لأحفَظَ في الهَوى منه العُهودا

وما انحلَّت عقودُ الدَّمعِ حتى

تحلَّى من مدامعِه عُقودا

سقى رَبْعَاً يُجدِّدُ لي التَّصابي

رُباه ويُخلِقُ الصَبْرَ الجديِدا

حَيَاً يزدادُ منه الرَّوْضُ حُسْناً

إذا ما ازدادَ بارِقُهُ وَقُودا

فكم صَعَّدْنَ من أنفاسِ صَبٍّ

فأروى من مَدامِعِه الصَّعيدا

تلقَّى الدَّهرُ آمالي بنُجْحٍ

وعاد ذميمُ أيامى حَميدا

وقالَ ألا إلى جُودِ ابنِ فَهْدٍ

فرُحْتُ من اللَّيالي مُستزَيدا

فتىً يُمسي بنائِله مُفيداً

ويُصبحُ للمحامدِ مُستَفيدا

ربيعُ الجودُ ما ينفكُّ بُيْدي

رَبيعاً من خلائقِهِ مَجودا

ملئٌ أن يَزيدَ الأزْدَ فخراً

طريفاً أو يَشِيدَ لها تَليدا

رأى وجهَ العُلى حَسَناً جَميلا

فأصبحَ بالعُلى صبّاً عَميدا

وردَّ عَطاه لي صفوَ العَطايا

فليسَ يَمَلُّ وارِدُهُ الوُرودا

ومدَّ عليه ظِلُّ السَّيفِ حتى

تَفَيَّأ للعُلى ظِلاً مَديدا

فأسعدَ جُودُه جَدّاً شقيّاً

وأشقى بأْسُه جَدّاً سَعيدا

تَمَلَّ أبا الفوارسِ مُشرِقاتٍ

تُعيدُ نحوسَها أبداً سُعودا

أقام نداك للآداب سوقا

يعيد نحوسها أبدا سعودا

وزادَك وافدُ الآمالِ نَشْراً

يُبَشِّرُ بالعُلى منكَ الوُفودا

فكم أنجزْتَ من عِدَةٍ لعافٍ

فأنجزَ للزمانٍ بكَ الوعيدا

متى شرَّفْتُ غيرَك بامتداحي

لَبِسْتُ بمدحِكَ الشَّرَفَ العَتيدا

وكم لي فيك من عَذراءَ بِكْرٍ

تُخالُ لحُسْنِها عَذراءَ رُودا

عرائسَ ما اجتلاها الطَّرْفُ إلاّ

أباحَتْه السَّوالِفَ والخُدودا

بألفاظٍ يراها القلبُ بيضاً

إذا ما عايَنَتْها العينُ سُودا

مُخلَّدَةٍ تُطيلُ شَجَى الأعادي

وتَضمَنُ عن معاليكَ الخُلودا

شَغَلْتُ بها قلوبَ النّاسِ طُرّاً

فما تَنفَكُّ نَسْخاً أو نَشيدا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة