الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » لمحة البارق من حيث لمح

عدد الابيات : 29

طباعة

لَمحةُ البارقِ من حيثُ لَمحْ

طَمَحَتْ للشَّوقِ وَهْناً فطَمَحْ

أَذكَرَتْنا الجِيرَةَ الغادين من

برقةِ الأبرقِ والرَّكْبَ الرَّوَحْ

والخيامَ المُسْتَقِلاَّتِ ضُحىً

بِظِباءٍ نزَحَتْ فيمن نزَح

وتَرى الكارين مَغبوقاً به

رَوَقُ الغيثِ به أو مُصطَبَح

وقُرى دِجلةَ تَطفو فوقَه

واضحاتِ النَّهْجِ ما فيه وضَح

كل خَفَّاقِ الجَناحين إذا

فارَقَته غَمْرةُ الماءِ جَنَح

والرُّبا من شاطئِ النَّهرِ إذا

سَرَبَ الماءُ عليه وسَرَح

واختيالُ الرَّوضِ في وَشْيِ الحَيا

واعتراضُ الجوِّ في قَوسِ قُزَح

وَطَنُ اللَّهوِ فَمن مجروحةٍ

دمعُها الرّاحُ ودمعٌ مُجتَرَح

يُسلِمُ الدمعَ عليه نازحٌ

لو رآه أسلمَ الدمعَ قُزَح

حَبَّذا أحناؤه لا المُنحَنى

وذُرى الطَّلْحِ به لا مُطَّلَح

حيثُ تُرْبُ الأرضِ مِسكٌ راقدٌ

فإذا نبَّهه القَطْرُ نفَح

ومَقالُ الشَّرْبِ للساقي أدِرْ

فَلَكَ الرّاح وللطاهي برَح

يا ابْنَ فَهْدٍ أنتَ لي جارٌ إذا

حادثٌ أعضلَ أو خَطْبٌ فَدَح

كلُّ قولي لكَ ما هذا ندىً

حين قولي لأُناسٍ ما أشحّ

أَربَي أن أجلُبَ الحمدَ إلى

يَعرُبيّ الفخْرِ أو أُهدي المِدَح

وَهَبَ المجدُ له أوضاحَه

فارتداهُنَّ وللنَّاسِ التَّرَح

بات يجري والحيا في طَلَقٍ

كلَّما كلَّ مُجاريه جَمَح

هِمَّةٌ إن شامَها غاضَتْ به

هِمَّةٌ إن رامَها لاحٍ ألحّ

أصلحَ اللهُ لكَ الدَّهرَ فقد

أصلحَتْ يُمناك دهري فصَلُح

هو عَيشٌ عادَ في صِحَّتِه

وهلالٌ عادَ للسُّقْمِ شَبَح

وصَيامٌ أزعجَت بارحَه

سانحاتٌ الفِطرِ من حيثُ سَنَح

ورياضٌ تُجتَلى في طَرَفٍ

نظمَ القَطْرُ حِلاها ومَلُح

فإذا مرَّ بها مُرتَجِزٌ

عاد فيها هَزِجَ الصَّوتِ أبَحٌ

وإذا ما ابتسم البرق لها

جد صوب المزن فيها ومزح

فالبَسِ البُردَ الذي منه ضَفا

وادخلِ البابَ الذي منه انفَتح

واقتدِحْ نارَ سرورٍ زَنْدُها

حينَ يخبو وجهُ ساقٍ وقَدَح

بينَ أوتارٍ إذا ما اسُتنطِقَتْ

نُثِرَ العُنَّابُ فيه والبلَح

وإذا ازدَدْتَ لشيء فَرَحاً

فليَزِد شانيكَ هَمّاً وترَح

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة