الديوان » العصر المملوكي » الطغرائي » على أثلات الواديين سلام

عدد الابيات : 42

طباعة

على أثَلاتِ الواديينِ سَلامُ

وبعضُ تحايا الزائرينَ غَرامُ

تذكّرتُ أيامي بها وأحبَّتِي

إِذِ العيشُ غَضٌّ والزمانُ غُلامُ

وإِلمامتي بالحيِّ حيثُ تواجهتْ

قصورٌ بأكنافِ الحِمَى وخيامُ

ألامُ على هِجرانهمْ وهمُ المُنَى

وكيف يُقيمُ الحرُّ وهو يُضَامُ

هُمُ شَرعوا أنَّ الجَفاءَ محلَّلٌ

وهمْ حكموا أن الوفاءَ حَرامُ

بقلبي رَوْحٌ منهمُ وضمانةٌ

وعنديَ بُرءٌ منهمُ وسَقامُ

وأبلجُ أمّا وجهه حين يجتلى

فشمسٌ وأمّا كفُّه فغَمامُ

جرى طائري منه سنيحاً وعلَّنِي

بدَرِّ أيادٍ ما لهنَّ فِطامُ

وأنزلني منه بألطفِ منزلٍ

كما مُزِجتْ بابنِ الغمامِ مُدامُ

شردتُ عليه غيرَ جاحِد نعمةٍ

أكَلَّفُ خسفاً بعدَهُ وأُسَامُ

وقد يُسلبُ الرأيَ الفتَى وهو حازمٌ

وينبُو غِرارُ السيف وهو حُسامُ

فقد وجدَ الواشونَ سُوقاً ونفَّقُوا

بضائعَ زُورٍ مالهنَّ دَوامُ

وبعضُ كلامِ القائلينَ تزَيُّدٌ

وبعضُ قَبولِ السامعين أثامُ

فأصبحَ شملُ الأُنسِ وهو مُبَدَّدٌ

لديهِ وحبلُ القُربِ وهو رِمامُ

يُقَرَّبُ دوني من شَهِدتُ وغُيِّبُوا

ويوصَلُ قبلي من سَهِرتُ ونامُوا

تَزاورَ حتى ما يُرجَّى التفاتُهُ

وأَعرضَ حتى ما يُرَدُّ سَلامُ

فلا عطفَ إِلّا سخطةٌ وتنكّرٌ

ولا ردَّ إِلّا ضَجرةٌ وسَآمُ

فإنِ يَكُ رأيٌ زَلَّ أو قَدَرٌ جَرى

بنازلةٍ فيها عليَّ مَلامُ

فواللّهِ ما قارفتُ فيك خيانةً

أُعابُ بها في مَحْفِلٍ وأُذامُ

ولا قرَّ لي بعدَ التفرُّق مضجعٌ

ولا طابَ لي بعد الرحيل مقامُ

ولا ليَ إِلّا في ولائِكَ مَسرْحٌ

ولا ليَ إِلّا في هواك مَسَامُ

وإِن أكُ قد فارقتُ بابكَ طائعاً

فللدهرِ في الشملِ الجميع عَرَامُ

فقبلِيَ ما خلَّى عليّاً شقيقُهُ

وقرَّ بهِ بعدَ العراقِ شآمُ

حياءً فإِنّ الصفْحَ خيرُ مغبَّةٍ

ومعذرةً إِنّ الكرامَ كرامُ

ألمنا وأعذرتُمْ فإِن تبلُغوا المَدى

من العتبِ نُعْذَرْ دونكمْ وتُلامُوا

وأحسنتمُ بَدءاً فهلّا أعدْتُمُ

ففي العَودِ للفعلِ الجميل تَمامُ

أُجلُّكَ أنْ ألقاك بالعُذرِ صادقاً

وبعضُ اعتذارِ المذنبينَ خِصامُ

أتبعدُ حتى ليس في العَتْبِ مطمعٌ

وتُعرِضُ حتى ما تكادُ تُرامُ

وتنسَى حقوقي عندَ أولِ زَلَّةٍ

وأنتَ لأهلِ المكرماتِ إِمامُ

ألمْ ألقَ فيك الأسرَ وهو مبرّحٌ

وألتذُّ طعمَ الموتِ وهو زُؤامُ

وأخطُ سوادَ الليل وهو جَحافلٌ

وأرعَ نجومَ الأفقِ وهي سِهامُ

هو الذنبُ بين العفو والسيفِ فاحتكمْ

بما شئتَ لا يَعْلَقْ بفعلِك ذَامُ

ولا تُبْلِني بالبعدِ عنك فإِنَّما

حياتيَ إِلّا في ذُراكَ حِمامُ

إِذا ما جزيتَ السوءَ بالسوءِ لم يكنْ

لفضلكَ بين الأكرمينَ مَقامُ

أعِدْ نظراً في حالتي تلقَ باطناً

سليماً وسرِّي ما عليه قَتَامُ

فمثُلكَ لم تغلِبْ عوائدُ سخطهِ

رضاهُ ولم يبعُدْ لديه مَرامُ

ولا تنكرنْ فيما تسخّطتَ ساعةً

فقد مرَّ عامٌ في رِضاكَ وعامُ

وإِنْ عزَّ ما أرجوهُ منك فإِنَّنِي

لَتُقنعني تسليمةٌ ولِمَامُ

فلا تُشعرنّي عزةَ اليأسِ إِنَّما

أمامي وراءٌ والوراءُ أمامُ

أترضَى لفضلي أن يضيعَ ذمِامُه

ومثلُكَ لم يُخْفَرْ لديهِ ذِمامُ

وتحجبُني حتى تهدَّ مناكبي

بابك ما بينَ الوفودِ زِحامُ

فإنْ نِمتَ عنّي واطَّرحْتَ وسائلي

فللهِ عينٌ ما تكادُ تنامُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الطغرائي

avatar

الطغرائي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Tughrai@

375

قصيدة

4

الاقتباسات

159

متابعين

الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد، أبو إسماعيل، مؤيد الدين، الأصبهاني الطغرائي. شاعر، من الوزراء الكتاب، كان ينعت بالأستاذ. ولد بأصبهان، واتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب ...

المزيد عن الطغرائي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة