الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » ما بال تلك الشامة الخضراء

عدد الابيات : 30

طباعة

ما بالُ تلكَ الشَّامةِ الخَضراءِ

في النارِ وَهْيَ كأنَّها في الماءِ

ومنَ العجائِبِ أنَّ ناراً قد بَدَت

في جَنَّةِ حُمِيَت عنِ الشُّهداءُ

يا ظَبيةً في الحيِّ حولَ كناسِها

سُمْرٌ حَفَفْنَ بصَعْدةٍ سَمْراءِ

ما نَرْتجي والحَرْبُ دائرةٌ إذا

قابَلْتِنا بالرَّايةِ البَيضاء

لا تَفتَخِر عَيناكِ في سَفكِ الدِّما

فَلَنا عُيونٌ سافكاتُ دِماءِ

ودعِي مُفاخَرَتي بحُمرةِ وَجنْةٍ

فقدِ انقلَبتُ بوَجْنةٍ حَمْراءِ

في الخيمةِ الزَّرقاءِ بِتِّ كأنَّما

أمسَيتِ فوقَ القُبَّةِ الزَّرقاءِ

ورأيتِ عَينَكِ في سَوادِ مَلابِسٍ

فظَنَنْتِها صارَتْ من الخُلَفاءِ

مَهلاً عليكِ فإنَّ حُسنَكِ دَولةٌ

ظَلَمَتْ فَليسَ لها طويلُ بَقاءِ

قد سُدْتِ أطرافَ الرِّجالِ فكيفَ لو

سُدْتِ الكِرامَ كسَيِّدِ الأمراءِ

الوارثُ الشَّرَفَ الذي يُغنيهِ عن

إنشاءِ مَرْتَبةٍ ورَفعِ بِناءِ

والمُنشئُ الحَسَبَ الذي يُغنيهِ عن

شَرَفٍ تَوارَثَهُ منَ الآباءِ

أوفَى وزادَ على القديمِ حديثُهُ

كصناعةِ التَخْميسِ للشُعراءِ

وتألَّفتْ أقلامُهُ وسُيُوفُهُ

فتَشابَهَتْ في هَيبةٍ ومَضاءِ

قد عَلَّمَتْهُ المَكْرُماتِ جُدُودُهُ

فاستَخَدمَ التعليمَ للأبناءِ

يجري على طُرُقِ الأمين مُحمَّدٌ

كالشِّبلِ يَقْفُو الليثَ في البَيْداءِ

في الشَّرْقِ غَرْبٌ للبلادِ كَشَرقِها

يَجُلو بهِ القَمرانِ عينَ الرائي

قَمرانِ ما للشمسِ يُفرَضُ منهُما

صُبحٌ ولا للبَدرِ وقتُ مساءِ

شَوقي إلى تِلكَ الرُبوعِ ومَنْ بها

شَوقُ العليلِ إلى شِفاءِ الدَّاءِ

تُهدِي لَنا أرَجَ النَّسيمِ فلا تَقُلْ

أرَجُ النّسيمِ سَرَى من الزَّوراءِ

أَصفَيتُ ساكِنَها العزيزَ مَوَدَّتي

وعلى مَحَبَّتهِ عَقَدتُ وَلائي

لاَ يَستطيعُ شِرَاءَ قَلبي غيرُهُ

فلَهُ بقَلْبي شُفعةُ الشُّرَكاءِ

إِنْ لم أَزُرْهُ فقد تَزُورُ رَسائلِي

شَوقاً بكلِّ وَصيفةٍ عَذراءِ

فَرْضٌ كتسليمِ المُصِلِّي عِندَنا

إِهداءُ تَسليمٍ لهُ ودُعاءِ

أكثَرتُ من مَدحِ الأميرِ فقالَ لي

أسرَفْتَ فاترُكْ فَضلةً لِسَوائي

فأجَبتُهُ دَعْ في المناقِبِ فَضلةً

للناسِ واحكُمْ بعَدها بخَطائي

يا ظالمَ الأشرافِ إذ قاسَمْتَهُم

فأخذتَ كُلَّ سجيَّةٍ غَرَّاءِ

إني رأيتُ الشِّعرَ فيكَ يُطيعُني

فأرَاكَ تُسِعفُني على الإنشاءِ

تُبدي ليَ المَعْنَى الذي أثني بهِ

وأنا أصوغُ عليهِ لفظَ ثَنائي

فَلَك الجميلُ فذاكَ رُوحٌ جِسمُها

لَفظٌ يُعَدُّ بها منَ الأحياء

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

146

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير باليازجي. شاعر، من كبار الأدباء في عصره. أصله من حمص (بسورية) ومولده في (كفر شيما) بلبنان، ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة