الديوان » العصر المملوكي » ابن زمرك » عليك يا رية السلام

عدد الابيات : 27

طباعة

عليكِ يا رَيَّةُ السلامُ

ولا عَدَا رَبْعَكِ المطَرْ

مُذْ حَلَّ في قصرِكِ الإمامُ

فقُربُكِ السؤلُ والوَطَرْ

والدَّوْحُ في روضكِ الأَنيقْ

للشكْر قد حَطَّتِ الرُّؤُوسْ

والغصنُ في نَهْرهِ غَريقْ

وفي حَلاهُ كما عروسْ

والجوُّ من وجهِكَ الشّريقْ

تحسُدُهُ أَوْجُهُ الشموسْ

وأَعْيُنُ الزَّهْرِ لا تَنامُ

تَسْتَعْذِبُ السُّهْدَ والسَّهَرْ

تَنْفُثُ مِنْ تحتِها الغَمامُ

تَرقيكَ من أَعْيُنِ الزَّهَرْ

عَروسةٌ أَنْت يا عَقيلَهْ

تُجْلَى على مَظْهرِ الكَمالْ

مَدَّتْ لكِ الكفَّ مُسْتقيلَهْ

تمسَحُ أَعْطافَك الشَّمَالْ

والبَحْرُ مرْآتُكِ الصَّقيلّهْ

تَشِفُّ عنْ ذلكَ الجَمَالْ

والحَلْيُ زَهْرٌ لَهُ انتظامُ

يُكَلِّلُ القُضْبَ بالدُّرَرْ

قد راقَ من ثغرهِ ابتسامُ

والوردُ في خَدِّها خَفَرْ

إِنْ قيلَ مَنْ بَعْلُها المفَدَّى

وَمَنْ لَهُ وَصْلُها مُباحْ

أقولُ أسنَى الملوكِ رِفْدَا

مُخَلَّدُ الفَخْر بالصِّفاحْ

مُحَمَّدُ الحمدِ حينَ يُهْدَى

ثناؤُهُ عاطِرَ الرياحْ

تُخْبِرُ عن طيبهِ الكِمامُ

والخُبْرُ يُغْني عن الخَبَرْ

فالسعْدُ والرُّعْبُ والحُسَامُ

والنصْرُ آياتُهُ الكُبَرْ

ذو غُرةٍ تَسْحَر البُدُورَا

وطلعةٍ تُخْجِلُ الصّباحْ

كم رايةٍ سَامَها ظهورَا

تُظَلِّلُ الأَوجُهَ الصِّبَاحْ

وكم ظَلامٍ جَلاهُ نُورَا

أَظْفَرَ بالفَوزِ والنجاحْ

الطَّاهرُ الظَّاهرُ الهُمامُ

أَعَزُّ من صَالَ وافْتَخَرْ

لِسَيْفِهِ في العِدى احتكِامُ

جرَى بِهِ سابِقُ القَدَرْ

يا مُرسِلَ الخيرِ في الغِوارِ

لو تَطْلُبُ البحْرَ تَلْحَقُ

لَكَ الجواري إذا تجاري

سَوابقَ الشُّهْبِ تسْبِقُ

تَسْتَنُّ في لُجَّةِ البِحارِ

فالكُفرُ مِنْهُنَّ يَفْرَقُ

فَالدَّيْنُ وَلْيُقْصَرِ الكلامُ

بسيفِكَ اعْتَزَّ وانتصَرْ

كذاكَ أَسْلافُكُ الكرامُ

هُمْ نصَروا سَيِّدَ البَشَرْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن زمرك

avatar

ابن زمرك حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-zamrak@

153

قصيدة

29

متابعين

محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي، أبو عبد الله، المعروف بابن زمرك. وزير من كبار الشعراء والكتاب في الأندلس. أصله من شرقيها، ومولده بروض البيازين (بغرناطة) تتلمذ للسان ...

المزيد عن ابن زمرك

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة