الديوان » العصر المملوكي » ابن المُقري » سود العيون أم المواضي البيض

عدد الابيات : 50

طباعة

سودُ العيون أم المواضي البيضِ

تنضي علينا والنفوس تفيضُ

مقلٌ نفضن علي فضلة سقمها

وقذى العيون يثيرُ المنفوضُ

نفضته سقماً ممرضاً وسقامها

معه الشفآءُ لأَنه تمريضُ

مرضُ الجفون محببٌ بعيوننا

لكنَّه بجسومنا مبغوضُ

فاغضضْ إذا أقبلنَ طرفك إِنه

غضُّ وطرفُ السانحات غضيضُ

فيهن من في خصرها خلخالها

جارٍ وفي الساق النطاق غضوضِ

وتهزلي رمحاً لأكعب صدره

طعن شهي والطعان بغيضِ

وتريك نارا في الخدود وجنةً

طرف المحب عليهما معروضُ

لانارها بالماء تطفي إن جرى

فيها ولا الما باللهيب يغيضُ

وإذا ضللتَ بشعرها فبثغرها

هادٍ يدلُّكَ من سناه وميضَ

ضحكت بها دراً بكيت بمثلها

دمعاً ولكن درُه مرفوضُ

عقلي معي إن لامني فيها امرؤ

والكفُّ عن بطشٍ به مقبوضُ

اللومُ إِغراءٌ إذا اشتدَّ الهوى

والعذل فيه إذا طغى تحريضُ

آشقى العواذل من آتى متحبباً

جهلاً بما اتيانه تبغيضُ

إِن سن موت الصَبِ في شرعِ الهوى

قبلي فموتي في الهوى مفروضُ

من يسمُ مطلبه يقع ان لم يقع

من أحمدِ بالضبع منه يهوضُ

الناصر ابن الأشرفِ السامي إلى

ملك له ملك الملوك حضيضُ

ملك ترى منه إذا انقطع الرجا

نهضات ليثٍ والملوك ربوضُ

كسب الكمال هوى وفيه مشقةٌ

غشيانها عند الورى مبغوضُ

يا من يحاول أن يحاربه اقتصر

عن مسنح البازي فأنت بعوضُ

ما أنت في كسب المكارم كفوه

أين القليبَ من الخضمِّ يفيضُ

الفرقُ بين الشمس ظهراً والسها

في النور بادٍ ليس فيه غموضُ

في كفه للجود خمسةُ أبحرٍ

تجرى ووكف الكف منك بضيضُ

الأسْدَ لم تكُ ارحياء من سطاً

والبحر من غيض يكاد يغيضُ

ملك يرى عرض البسيطة فرسخاً

ويرى البحار مخاضة فيخوضُ

حلمٌ يؤيّدَهَ اقتدارُ رأيه

في العفو رأى لا يليه نقيضُ

وعزائم لك لو طبعن صوارماً

ما دوفعت بالبيض منها البيضُ

ما آنت تنقضه فليس بمبرمٍ

أبداً ولا لك مبرم منقوضُ

بالدين والدنيا كفلت فلم ينل

جفنيك عن حقيهما تغميضُ

كتبٌ تدبر حكمها وكتائبٌ

أَرسلن رعباً في البلادِ ينوضُ

وعلا يقيمُ شعارها بمكارمٍ

وذكاً تسوسُ به الورى وتروضُ

ملك عقيم واحتفال بالهدى

حقٌّ يقام وباطل مدحوضُ

أَفديك قد عُدَّت عليَّ محاسني

في السيئاتِ وفي الهجا التقريضُ

لمتُ الزمانَ فلامني من لامني

وأبان عن تصريحه التعريضُ

ولقد فقدت وأنت أعلم منكم

أنساً ولطفاً ما به تعويضُ

ورضى وفقد رضاك ليس بهينٍ

عندي فيحسنُ منيَّ التفويضُ

والله لولا ما تحدثني المنى

عنكم وما علمي به ممحوضُ

ما عشت إلاّ ريثما يمضي القضا

ويفي ينقض بنية تفويضُ

يسلوهُ خوّانٌ بعهد وارد

غدرانَ غدر مالهن مغيضُ

اعلى الوفاء بملء فيك تلومني

سمعي للومك في الوفاء رفوضُ

همي رضاه وهمكُم أموالهُ

كل إلى ما يشتهيه يفيضُ

ولقد عجبتم إذ غنيتُ بمالهِ

من كونِ مفقودٍ سواه يهيضُ

ما المال مأسوفٌ عليه أيستوى

فيما ترونَ نوافلٌ وفروضُ

لم تعرفوا مقدار ما أوتيتمُ

وأَتيته فأنا عليه حريضُ

لو كان فيكم عاقلٌ ما لامني

ولكانَ أصوب ما يرى التحضيضُ

أيهونُ عندك فقدُ عطفٍ مؤملٍ

روض الأَماني من رضاه أريضُ

يا من يعيّرني بحالي غائباً

لا تامننًّ فالحادثاتُ عروض

فلسوف تعذرني وإن تكَ قائلاً

أَنا لست آسفُ فالبلاد تغيضُ

فور بهِ ما في بلادٍ موضعٌ

مغنٍ ولا في الأرض عنه معيضُ

عيرتَني فعسى يعافي مُبتلى

ويصيح مما يشتكيه مريض

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن المُقري

avatar

ابن المُقري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-ibn-al-Maqri@

349

قصيدة

2

الاقتباسات

66

متابعين

إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني. باحث من أهل اليمن. والحسيني، نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها. والشرجي نسبة إلى شرجة (من ...

المزيد عن ابن المُقري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة