الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » سفرت فكاد تألق الأنوار

عدد الابيات : 30

طباعة

سَفَرت فكادَ تألّق الأنوارِ

يا صاحِ يذهبُ منك بِالأبصارِ

وَتَخطّرت في بردِ ريعانِ الصِبا

بِقَوامِها المتمايل الخطّارِ

وَرَنت مخالسةً إليَّ بِلَحظها

فَحسستُ في أحشاءِ لذعة نارِ

ما كنتُ قدماً قبلَ رؤيةِ وَجهِها

أَبصرتُ شَمساً لفّعت بخمارِ

شمسٌ بَدَت مِن فوقِ غصنٍ ماسَ في

حقفٍ منَ الأحقافِ حشو إِزارِ

وَكأنّ ريقَتَها غديرُ غمامةٍ

شيبَت مشاربه بمزجِ عقارِ

فَالخدُّ مثلُ الوردِ صافي اللون في

صَفَحاتهِ ماءُ النضارةِ جاري

تَحكي رياضَ الوردِ فالنفحاتُ كالن

نَفَحات وَالأزهار كالأزهارِ

ريمٌ من الآرامِ بل صنمٌ من ال

أصنامِ بَل قمرٌ من الأقمارِ

يا لائِمي إن بعتُ روحي بالهوى

قطعاً إِليها ليسَ بيع خيارِ

كَيفَ التسلّي عن هَواها بعدَما

قَد صارَ سرّي عندها وجهارِ

أَنا لم أَزل بالنفسِ في حبّي لها

أَبداً أُبايعُ في الهوى وأشاري

وَبهيجة غنّاء رفّهها الحيا

بِالواكفِ المتساجلِ المدرارِ

ما بينَ غادٍ يستهلّ ورائح

تَهمي بشؤبوبِ الرذاذِ وسارِ

حتّى إِذا ما الجوُّ أَصبحَ ساجياً

مِن بعدِ طول إقامة الأمطارِ

أَضحَت تروقُ بلؤلؤ لمّا بدا

زهر الكمام وخضرة الأشجارِ

أَبصرتُها فَحسِبتُها أبدت لنا

عَن لؤلؤٍ أو فضّةٍ ونضارِ

وَعرارها فيها يفوحُ كأنّه

أَخلاق محمود الخلاق عرارِ

صَمد براهُ اللّه مِن شرفٍ ومن

كرمٍ ومِن جودٍ معاً وفخارِ

كاسٍ منَ الحمدِ الجزيل وإنّه

في الناسِ عارٍ من لباس العارِ

في تاجِهِ قمرٌ وباطن كفّهِ

بحرٌ وبطنُ الدرع ليثٌ ضارِ

لَم تجرِ في القرطاسِ أقلامٌ له

إلّا عَلى قَدرٍ من الأقدارِ

وَتُطيعه الأيّامُ وَالأفلاك في

ما يَبتغيهِ وَالقضاء الجارِ

مَلكٌ يدبِّر حكمه في ملكهِ

مِن بابِ قلهاتٍ إِلى جلفارِ

وَيكرّ في رهجِ الخميسِ كأنّهُ

ضرغام ينشب ناشب الأظفارِ

ما قابَلَته الخيلُ من أعدائهِ

إلّا وَقد نكصت على الأدبارِ

وَتَراه يَخطف بالكماةِ إِذا اِبترى

في ظهرِ أجرد مشرق الأقطارِ

يا خَيرَ من غنّت بسجعِ مديحهِ الر

رُكبانُ في الأنجادِ والركبانِ

أنتَ الوحيدُ وحيدُ عصرك لم يكن

لكَ مِن مجادٍ في العلا ومجارِ

جاريتَ أَربابَ المفاخرِ والعلا

فَسَبقتهم في حلبةِ المضمارِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

24

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة