يا  غـادةَ "الجيكِ" ويا سـحرَهُمْ
من خُضرةِ  المُروج ؟ من حُمرةِ الـ
يا  غـادةَ "الجيكِ" ويا سـحرَهم
شـاءَ نداكِ  السـمحُ   أن  يلتقي
رفيفُ  صُـدغيكِ  المـنى  يافعـاً
رانَ على صـدرٍ كَسَـقْطِ  النَّدى
غُنْجانِ قتّـالانِ، غُـنْجُ  الهـوى
أَدارَ  من  رأسِـكِ   ؟؟؟؟؟  الصِّبا
و ادَّوَّرتْ كي  تُقطفَ  الوجنتـان
كأنَّ  ما بين انـعـطافـيـْهِـما
يا غـادةَ  "الجيكِ" وما إنْ يـزال
علَّمـني كـونُـكِ في جـانـبي
يا  غـادةَ  الجيكِ كعُنفِ  الصِّـبا
سـوف تظلُّ الفِكَرُ  الموحشـاتْ
خمـسُ   لـيـالٍ  ألفـتْ   بيننا
إذ  شَـعرُكِ  الجعـدُ  ادّلى فـادّنى
وإذ  مشـتْ  عيناكِ  في  ومضـةٍ
وإذ سـؤالٌ  مبهمٌ  لـم  يُجـبْ
وإذ   رؤى  الكـونِ   وأحـلامُهُ
و النَّـدُّ  إذ  يسـطعُ  من  مجـمرٍ
أين اقتنصـتِ كلَّ هذا الجـمالْ ؟
ـورودِ ؟ من نبعٍ  بسفحِ  الجبالْ ؟
ويا مهاةً في كِناسِ الغَـزالْ !!
ضربانِ  شتى  من ضروبِ المُحال :
باليأسِ من رفيف شيبِ القَذال
من رقـةٍ  ثِقلُ السـنينَ  الطِّـوال
يعتصِـرُ القلبَ، وغُنْجُ الدَّلال
وأجـهزت كأسٌ  عليـهِ  فَـمَال
كالثـمرِ الغضِّ  ادّلى كي يُـنـال
لؤلـؤةٌ تنـدسُّ بين  الـرمــالْ
أبعـدَ ممـا  قيلَ  ما  لا  يُـقـالْ
أن ليس شـيءٌ معـجزٌ لا يُنـال
ولينِهِ  عندكِ  لينُ  "الصـلال"
تجـترُّ  من لُطفِ وعنفِ الوصـال
عاشـت بذكراهُنَّ  شتّى لـيـال
وأَنفُكِ  الحـلوُ  تعالى فشـال
عجلى كخفقِ  أُخرياتِ الذُّبال
وإذ  جـوابٌ  لم  يشـأْهُ سـؤالْ
حقيقةٌ      وإذ     حقيقٌ     خيالْ
ما كلُّ ما  يُعرفُ  عنه يُقـالْ!
يا  غـادةَ  "الجيكِ" ولا  تُنكِـري
يـعتصـرُ  القلـبَ  بأوجـاعـِهِ
تحـينتْ   من  روحِـهِ  فـرصـةً
يا غـادةَ "الجيكِ" وأعـجـوبـةٌ
طوعَ  يدي كنتِ،  وكان  الهـوى
يا  غـادةَ  "الجيكِ" و مُهْرُ الصِّـبا
رهـواً،  طليقاً كنسـيمِ  الصَّـبا
لي  ثـِقَـةٌ  بالنفـسِ أنعَـشْـتِها
يا غـادةَ  "الجيكِ"  وسـاوى  بنا
تـعـزيـةٌ  للنفـسِ في طـيّـها
يا غـادتي .. إنَّ  الـدنى  جَـنّـةٌ
حشـدٌ  من  الخَلقِ  بهـذا  المجـاز
يا غـادتي  .. إنَّ  الغُـبـارَ  الذي
لو شـاءَ  ذا  الهـباءُ قـولاً  لقالْ
لـقـال :  إنَّ  الدهـرَ طاحـونةٌ
لقال : إني  هـبـةٌ  مـن  هـوى
إني لُـهـاثُ القُـبُلاتِ الطِّـوالْ
ذكـرى يمينٍ  عَلِقَت بالـشّـمالْ
ذكـرى قلـوبٍ عالجتْ بعضَـها
عُقبي الهوى، فالحبُّ داءٌ  عُضالْ
حتى  إذا  اشـتدَّ  بها و اسـتطـال
كعـنزةٍ "ناشـطةٍ" من عِـقالْ
قـربُ المـواتاةِ ، وبُعْـدُ المـنـالْ
طوعَ  يدِ العقبى ، ورهنَ المآلْ
ألفى له  فيكِ  مجـالاً  فجالْ
يختالُ  ما شـاءَ  لهُ  الاخْتيال
كقابِ قوسـينِ من  الانحلال
أنَّا  كليـنـا  عـرضـةٌ  للـزوال
لمن يريدُ  الصـدقَ  قـولاً،  مـقالْ
نغَّصَ مـنـهـا سـرعةُ الإِنتـقالْ
يمرُّ  كالأطيافِ  سَرعى عِجالْ
تَرَيْنَ   بُقيا  ذكـرياتٍ  تُدال
ما  لم  يكن  يخـطرُ  يوماً بِبالْ
نحنُ  و من  أَسلفَ  منها  ثفال
يذكو ، وسؤرٌ من دموعٍ تُذال
ومَيْلةٌ  على فـمٍ   يُسـتمال
ووشوشاتٍ مثل همسِ النِّمالْ
ثم  انجـلى  النَّقْعُ وزال القِتالْ
يا غادةَ " الجيكِ " وكم لُطِّفَتْ
مرارةُ الذكرى بحلوِ الخيالْ
يا غادةَ " الجيكِ " وكمْ خاطرٍ
أهونُ منهُ شَفَراتُ النِّصالْ
يا غادتي: وسالفُ الذكرياتْ
مثلُ الهشيمِ اليَبْسِ في الإِشتعالْ
تقدحُهُ الخواطرُ المُلْهَباتْ
قدحَ الزنادِ الصلدِ عُودَ " الثمال "
ما أتفهَ العمرَ سوى برهةٍ
كلُّ ليالينا عليها عِيالْ
نَحِنُّ ممّا اُقتُطِعَتْ عنوةً
حنينَ نِيبٍ لاقتطاعِ الفِصالْ
تُصعِّدُ الزفرةَ عن زفرةٍ
ما دبَّ في الأرضِ " فصيلٌ " مِثال
يا غادتي: وقد أرتني الحياه
أن المَخيلاتِ سرابٌ وآلْ
يصطنعُ المخدوعُ أُكذوبةً
كيما يقالَ إنّه في الرِّجالْ
أريدَ لي أن أستشفَّ الهوى
والعمرُ في بُحبوحةِ الإِقتبالْ
إذ الشبابُ شافِعي في الهوى
يقتنصُ النجمَ البعيدَ المنالْ
وإذ يدي تُزهى بِحُبِّ النَّوال
وإذْ فمي يُحشى بسِحرٍ حلالْ
إذِ النَّدى رجولةٌ، والهوى
شهامةٌ، ولطفُ روحٍ جمال
يا غادتي: وَعِفتُ ما لا يُعافْ
وابتعتُ مغروراً رخيصاً بِغَالْ
واعتضتُ عن معركةِ العاطفاتْ
جياشةً، معرَكةً من جِدال
أزعُمُ أني مُغرمٌ بالنِّضال
كأنَّ حُبّاً يَنتفي والقتالْ
كأن حبّاً لم يكنْ عِلّةً
لكل معلولٍ به لا يُطال
وفي دمي ممّا ارتمى حولَهُ
من الأحاسيسِ مَدِبُّ النِّمال
يا غادةَ " الجيكِ " ومات الصِّبا
غرثانَ، صديانَ بِداءِ الهُزال
ألقت به الأقدارُ في مَهْمَهٍ
يُخادِعُ العينَ بهِ كِذْبُ آل
وحولَه في أيِّما مَطعمٍ
أيَّتُما فاكهةٍ في سِلال
ألقيتُ رَحْلاً مُثقلاً بالوَنى
في مَهْمَهٍ عنه تُشدُّ الرِّحال
يا غادتي: إني وسحرَ الحياة
ولطفَها، وخافقاتِ الظِّلالْ
ومرهفَ الحسِّ، كما ضايقتْ
شولٌ لَقاحٌ دربَ عَوْدٍ حيال
وكالضليلِ يَرتعي النيراتْ
ومَغْرِزُ الرِّجْلِ بكُومِ الرِّمالْ
يا غادةَ " الجيكِ " ولم يَجتمعْ
كَحُسْنِ أهليكِ لأهلٍ وآلْ
بوهيميا: والناسُ في خطةٍ
وأنتِ في أخرى كحربٍ سِجال
علَّمتِ دنيا زَمُتَتْ أنه
يقتنصُ اللذّاتِ مَنْ لم يُبالْ
علَّمتِها كيف يكونُ المحالْ
وكيف لو أمكَنَهُ لاستحال !
يا غادةَ " الجيكِ " وكم خُولطتْ
شاكلةُ الزِّيِّ بزيِّ الشِّكال
تجسَّدَ الحُسنُ بما جُلْبِبَتْ
فتونُه، ولو تعرّى لَسَالْ
فنٌّ بهِ صُنتِ الهوى فازدهى
لو كانَ من غيرِكِ كانَ ابتذال
" بوهيميا " يا " قطّةً " في الجِبالْ
وحشيةً تخافُ منها " الوعال "
تَلوَّنَ الغابُ بأَظلالِهِ
تلوّنتْ ما بينَ حالٍ وَحَالْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد مهدي الجواهري

avatar

محمد مهدي الجواهري حساب موثق

العراق

poet-jawahiri@

216

قصيدة

2

الاقتباسات

1946

متابعين

محمد مهدي الجواهري (26 يوليو 1903 – 27 يوليو 1997): شاعر عربي عراقي، يعتبر من بين أهم شعراء العرب في العصر الحديث. تميزت قصائده بالتزام عمود الشعر التقليدي، على جمال ...

المزيد عن محمد مهدي الجواهري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة