نعم هذه أعلامها وقصورها

فحي على دار الحبيب نزورها

لعلك ان تحظى وان عز مطلب

بلحظة إقبال إليك يديرها

ومن مارس الأنام مثلي تيسرت

مطالبه منها وهان عسيرها

إذا أنت لم يقنعك منها قليلها

تعبت ولم يقنعك أيضاً كثيرها

خذ العفو منها واستدمه بشكرها

فما غلب الأيام إلا شكورها

وما ثار فوق المرء غبرة محنة

إذا استصعبت إلا وحرص يثيرها

يقول رجال ما لهمته هوت

وما ناهز السبعين فهو عذيرها

وان بزني كر الجديدين همتي

لجأت إلى ذي همة أستعيرها

إذا مد نحوي شيخ الإسلام طرفه

بلغت المنى واستسهلت لي وعورها

وما يمنع المعروف عن مستجقه

وراحة ذي المعروف جم نميرها

هو الشمس تعطى الشيء ظلاً بقدره

فإن قلت الجدوى فمنا قصورها

بصير بأعقاب الأمور كأنما

تخاطبه عما يجن ضميرها

إذا ما جرت أقلامه في صحيفة

أرتك رياضا توجتها زهورها

لقد علمت حساده طرق العلي

سجاياه لكن أعجزتهم وغورها

هو العدل والفضل اللذان عليهما

تدور رحى الفتوى ويشرق نورها

أجل وعفاف لم يمد رواقه

على دولة إلا استقامت أمورها

إليك إمام الفضل آمالنا انتحت

ترجي قريباً ان توفي نذورها

وما هي إلا لفتة منك ينثني

بها عارفاً قدر الأيادي شكورها

فلا زلت محفوفاً بأقبال دولة

ودولة إقبال يدوم سرورها

تقلد أعناق الأفاضل أنعماً

وتستعبد الأحرار سلماً صدورها