الديوان » العصر الايوبي » العماد الأصبهاني » أصح عيون الغانيات مريضها

عدد الابيات : 49

طباعة

أَصَحُّ عيونِ الغانياتِ مريضُها

وافتكُ أَلحاِ الحسانِ غضيضُها

تهزُّ قُدودَ السُّمرِ للفتكِ سحرُها

وتشهرُ من أَجفانها البيضِ بيضُها

وقد طالَ فكري في خصورٍ ضعيفةٍ

بأعباءِ ما في الأُزْرِ كيف نهوضُها

غَرِضْنَ بشيبي والشّبيبةُ إنّما

يغرُّ الغَريرات الحسانَ غَريضها

سوافرُ غُرٌّ عن وجوهٍ لحسنها

معانٍ على فهمي يدقُّ غموضُها

نوافرُ مسودَ الشّبابِ أليفها

حبائب مبيضُّ المشيب بَغيضُها

عن المُقْترِ البادي القَتير نِفارُها

وعند الفتى الحالي الثراء ربُوضُها

كأنَّ قلوبَ العاشقينَ بدينها

رُهونُ غرامٍ ما تؤدَّى قُروضُها

وقد غرَّ في ميعادِها وهو خُلّبٌ

كما غَرَّ مِن شَيمِ البروقِ وميضُها

أَجرني بصبرٍ إنَّ فيضَ مدامعي

سيولُ همومٍ في فؤادي مغيضُها

وهل مطفئاتٌ أَدمعي نارَ لوعةٍ

توقّدُ في أَرجاءِ قلبي مضيضُها

تُكلِّفُني نقضَ العهودِ بسلوةٍ

ثباتي على إبرامِ وَجدي نقيضُها

أأُغضي على حدٍ من الضَّيم مُرمضٍ

وسيفي بتّارُ الحدودِ رميضُها

أَغثنيَ بالإرشادِ فالطُّرقُ إنّما

يَدلُّ بها خِرَّيتُها ونفيضُها

أَعِنّي على بلواي فالعمرُ غمرةٌ

يعاينُ أَهوال الردى من يخوضُها

شجاني انضمامي والخطوبُ كثيرة

إلى خطّةٍ يؤذي الأسودَ بعوضُها

تساوَى لديها غَثُّها وسمينُها

وأَودَى بها منحوضُها ونحيضُها

ولي عندَ تحقيقِ المعاني أَدلّةٌ

تزيَّفُ في وقتِ النُّضارِ نقوضُها

حُظوظي على عِلاّتِها وشتاتِها

كأبياتِ شعرٍ ما يصحُّ عَروضُها

جوامدُ لكنْ نارُ عزمي تُذيبها

جوامحُ لكنْ طولُ صبري يروضها

ستشرقُ في أَوجِ الصُّعودِ سُعودُها

وإنْ زادَ إظلامَ الحظوظِ حضيضُها

بجودِ أَميرِ المؤمنينَ وسَيبهِ

تفيضُ على أَرضِ الأماني فيوضُها

إمامُ البرايا خيرُها مُستضيئها

غزيرُ الأيادي جَمُّها مستفيضها

تقفيضُ لترويضِ الرَّجاءِ مياهُهُ

وللنُّجحِ يُرجى عدُّها ونضيضها

جزيلُ العطايا وافر الفضلُ وارفُ ال

ظِّلالِ طويلُ المأثراتِ عريضُها

تبَدَّلُ بالأموالِ آمالُ وَفدِهِ

فكم فاقةٍ منّا بوجدٍ يعيضُها

ويفتحُ مِن مُلتاحهِ باللُّها اللِّها

وقد حالَ من دونِ القريضِ جَريضُها

إذا اقترحتْ منّا القرائحُ مدحَهُ

تسابقَ من شوقٍ إليه قريضُها

مُواليه مشكورُ المساعي نجيحها

وشانيهِ مردودُ المباغي دَحُوضُها

أَتتنا وفودُ المكرماتِ بجودهِ

ووافى إلينا قضها وقضيضُها

إذا ظمئتْ آمالنا وردتْ له

بحار لهىً يروي العطاشَ فَضيضُها

من الأُسرةِ الغُرِّ التي بولائها

أَفاضَ المبرّاتِ الغزارَ مفيضُها

مكرّمةٌ أَعراضُها ومهانةٌ

لإظهار عزِّ الأولياء عُروضُها

موالاتهم في اللّهِ عن صدقِ نيّةٍ

غسولٌ لأَدرانِ الذُّنوبِ رحوضُها

هم الكاشفو الغمّاء في كلِّ لزبةٍ

عدا بنيوبِ النائباتِ عضوضُها

أَضاءَ بهم شرق البلادِ وغربها

وحيزتْ لهم أَطوالها وعروضُها

ومن عجبٍ صلَّتْ لقبلةِ بأْسهم

رؤوسُ أَعادٍ من ظُباهم محيضُها

تدلُّ على الرُّعبِ الذي في قلوبها

مفاصلُ للأَعداءِ شاج نقيضُها

وما هامرٌ هامٍ من الودقِ إنْ بكى

تبسَّمَ مرهومُ الرِّياض أَريضُها

ج أَ واديها وطابَ نسيمُها

وغرَّدَ شاديها وغنّى غريضُها

بأَغزرَ من جودِ الإمامِ الذي به

إذا شكتِ الآمالُ يشفى مريضُها

حباني على ضنّ الزَّمانِ بثروةٍ

حلا زُبدُها في عيشتي ومخيضها

جناح رجائي ريشَ والناسُ منهمُ

رجائيَ محصوص الخوافي مهيضُها

إليكَ أميرَ المؤمنينَ أَحثُّها

نِياقاً تردَّى بالهُزال نغوضُها

طلائعُ آمالٍ رَذايا مطالبٍ

تداعتُ بتعريقِ النُّحولِ نحوضُها

حواملُ آرابٍ حواملُ نجحها

إذا عقمتْ ميلادُها ونفوضُها

لئن عافتِ الأقدارُ عن قصدِ بابكم

وعارضني عندَ المسيرِ عروضُها

فإنّي أَنَّى كنتُ في ظلِّ طاعةٍ

لغير هداكم ما تقامُ فروضُها

سأَطلبُ ربّي في ورودِ بحاركم

وأَهجرُ قوماً أَظمأتني بروضُها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن العماد الأصبهاني

avatar

العماد الأصبهاني حساب موثق

العصر الايوبي

poet-Al-Imad-Al-Asbahani@

176

قصيدة

43

متابعين

محمد بن محمد صفي الدين بن نفيس الدين حامد بن ألُه، أبو عبد الله، عماد الدين الكاتب الأصبهاني. مؤرخ، عالم بالأدب، من أكابر الكتاب. ولد في أصبهان، وقدم بغداد حدثاً، فتأدب ...

المزيد عن العماد الأصبهاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة