الديوان » العصر الأندلسي » ابن فركون » يمينا لقد جاز الأسى منتهى الحد

عدد الابيات : 21

طباعة

يميناً لقد جازَ الأسى منتهى الحَدِّ

فيا لَيْتَ حُسْن الصّبْر في مِثْلِها يُجْدي

مصابٌ به بانتْ من الدّهرِ عثْرةٌ

وضلّتْ به الأيامُ عن سنَنِ الرُّشْدِ

هُو الدهرُ مَنْ أضحَى عميداً بغايةٍ

تُصِبْهُ اللّيالي دونَ ذاكَ على عمْدِ

وهل كان إلا النجْمَ أطْلعَ نيّراً

ووجهُكَ صبْحٌ لاحَ في أفُقِ المجْدِ

فلا تعْجبوا لما بَدا من غروبِه

أيَلتاحُ نجمٌ والضُحى نورُهُ يَهدي

وكان كما تهْوَى المكارمُ قد بدَتْ

مخائِلُ من قيْسٍ عليهِ ومن سعْدِ

وكان كما تبْغي الخلافةُ قد غدَتْ

على وجهِه سيمَا من الأبِ والجَدِّ

وقد كان منهُ المُلك هزّ مهنّداً

وشمّر منهُ النّصرُ عن ساعِدِ الجِدِّ

وهل هُوَ إلا السيفُ جُرِّدَ للعِدَى

فلمّا تمادَى سَلْمُها رُدَّ في غِمْدِ

وهل هُو إلا الرُّمْحُ أُشْرِعَ نصْلُهُ

فقصَّدَهُ دهْرٌ ثناهُ عن القَصْدِ

وهلْ هُو إلا الطّرفُ أُرْسِلَ سابقًا

إلى أمدِ العَلياءِ فارْتاحَ للرّدِ

وهل هوَ إلا الغيثُ أقلعَ إذ سَقى

معاهِدَنا من أفْقِه واكِفُ العَهْدِ

ولمّا انقضَتْ غُرُّ الولائِم وانثنَتْ

وفودُ النّدى تُثْني على صيّبِ الرّفْدِ

جَرَى قدَرٌ فاستأثَرَ اللهُ ربُّهُ

بهِ وخَلَتْ منْ بدرهِ هالةُ المَهْدِ

شِهابٌ تَوارَى في الثّرى بعدَ ما بدَا

مَلاذاً لمُستَجْدٍ ونُوراً لمُسْتَهْدِ

فما غابَ إلا بعدَ ما نالتِ الهُدَى

ولا غاضَ إلا حينَ كفّت عن الورْدِ

وما ضمّهُ بطْنُ الضّريح وإنّما

تضمّنَ منهُ جوْهَراً صدَفُ اللّحْدِ

تعَزَّ أميرَ المُسلمين فإنّنا

نَرى كُلّ شيءٍ في الوُجودِ إلى حدِّ

تأَسّ أمير المسلمينَ فإنّما

هو القدَرُ المحْتومُ جاءَ إلى وَعْدِ

بأفْعالِكَ الغُرِّ الكريمةِ يُقْتَدَى

فجمْعُ المَعالِي منكَ في العالَمِ الفَرْدِ

فلا زِلتَ من ريْبِ الحوادِث آمِناً

تَنال المُنَى فيما تُعيدُ وما تُبْدي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن فركون

avatar

ابن فركون حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-Farkoun@

190

قصيدة

81

متابعين

بو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ...

المزيد عن ابن فركون

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة