الديوان » العصر العباسي » ابن نباتة السعدي » يا سائق الاظعان أين تسوق

عدد الابيات : 34

طباعة

يا سَائِقَ الاظْعَانِ أَينَ تَسُوقُ

ما بعدَ رامةَ مَنْزِلٌ مَومُوْقُ

سَلِّمْ على الدِّمنِ التي لم يَعْفها

الاَّ صَبُوحُ سَحَائِبٍ وَغَبُوْقُ

دِمَنٌ بها حُمِّلتُ أَعبَاءَ الهَوى

فَحَمَلتُ منه ما أَطاقَ مُطيْقُ

لا عزَّني خُدَعُ الرَّبابِ فانَّهُ

منعَ الرقادَ خيالُها المألُوْقُ

وَلَهٌ يَرِقُّ لَهُ الغيورُ وفُرقَةٌ

يَشتاقُ فيها العَاشقَ المَعْشُوْقُ

وهوىً ملكتُ على العُيونِ طِلابَه

وعلى الظُّنُونِ وِصَالُه مَسْرُوْقُ

أَفنى بَشَاشَتَهُ العِتَابُ فلم يكنْ

الاَّ تَأَوّهُ زفرةٍ وَشَهِيْقُ

لو كنتُ أُنْصَفُ ما لُحِيتُ وعادَني

حَدِبٌ عليَّ من الغَرَامِ شَقيْقُ

ولكنتُ أُعذَرُ في الحَنينِ اليكمُ

لو كانَ لي في العَالَمينَ صَدِيْقُ

يحْظَى بنَيلكم البعيدُ ولا أَرى

قُربى يُقرّبُ انَّ ذا لَعُقُوْقُ

وكذا الزَّمانُ يَخيبُ فيه عَاقِلٌ

ويُفيدُ فيه جاهلٌ مَرْزُوْقُ

كلُّ الملوكِ وكلُّ مَنْ طَلَبَ العُلا

عَمَّنْ يُقدِّمُ شَاوْهْ مَسْبُوْقُ

الاَّ بَهَاء الدولتينِ فانَّهُ

فرعٌ له زُهْرُ النجومِ عُرُوْقُ

صافيِ الهُمومِ ولم يكنْ تِلْعَابَةَ

غَلَبَتْ عليهِ الكأسُ والابرِيْقُ

وغناءُ مُطْربةٍ تَحثُ سُجَاحَهَا

صَهْبَاء حابى لونَها الراووْقُ

مَلَكَ البلادَ مع العِبادِ وأَشْرَقَتْ

بضيائهِ الدُّنْيَا وَسَاغَ الرِّيْقُ

وسَمَتْ به عند المكارمِ غايةٌ

ما تُستطاعُ وهضبةٌ أَزليْقُ

يَنْفَلُّ عنها العَيْرُ وهو مُوَقَّحٌ

ويَزِلُّ ظُفْرُ الطَّيْرِ وهو ذَلِيْقُ

عيهاتَ تُغنى الشَّمْسُ كلَّ مُراهِقٍ

وَيَعوقُ دونَ مَنَالِهِ العَيُّوْقُ

عَبَّى بدُولابَ الجنودَ وأَوَمضَتْ

لِسيوفهِ في الدَّارعينَ بُرُوْقُ

وَسَرى لهم جِنْحَ الظَّلام مُشَمِّرٌ

يسْري الى حَاجَاتِهِ التَّوفيْقُ

راضَ الخطوب وشيَّعتْهُ عَزيمةٌ

كالسيفِ أَيسرُ مسِّه التَّطبيْقُ

فثنى جَماجِمَهم وفضَّ جموعَهم

ماضٍ اليهِ الجمعُ والتفريْقُ

وغداً بجسرِ النَّهْرَوَانِ تَحُفُّه

بيضُ الصَّوارم والطِّوالُ الرُّوْقُ

وكأَنهُ ليثٌ أَصابَ فريسةً

أَهدى غنيمتَها اليهِ طَريْقُ

طيَّانُ يجمعُ للوقيعةِ نَفْسَهُ

واذا مشَى الخُيلاءَ فهو لَبِيْقُ

يُقْضَى الاهمُّ وَحَاجَتي مَحْبُوْسَةٌ

انَّ الطَّليقَ من الهَوانِ طليْقُ

قَصُرَتْ يدُ الأَيامِ عنكَ فانَّها

طالتْ بطولكَ والمَعانُ رَفْيقُ

ولقد رأيتُكَ طالعاً في مَجْلِسٍ

أَفضى اليهِ الحُسْنُ والتَّأنيْقُ

حَصباؤُه الدرُّ المُبدَّدُ نَظمُه

وَثَراهُ مِسْكُ التُبَّت المفتُوْقُ

ما كان أَكملَ منكَ فيهِ منظراً

يُرضى العيونَ جَمَالُهُ وَيَروْقُ

حياكَ يومُ المِهرجانِ فانَّهُ

يومٌ بتَهْنِئَةِ الملوكِ حَقيْقُ

وبقيتَ تخلقُ كلَّ عامٍ مِثلَهُ

ما دامَ فوقَ سَرَاتِها مخلوْقُ

بِالشَّمسِ حينَ تغيبُ عن أَبصارِنا

كَلَفٌ وبالبيداءِ بَعدَكَ ضِيْقُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن نباتة السعدي

avatar

ابن نباتة السعدي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Ibn-Nabata-Al-Saadi@

291

قصيدة

92

متابعين

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي، أبو نصر. من شعراء سيف الدولة ابن حمدان. طاف البلاد، ومدح الملوك، واتصل بابن العميد (في الري) ومدحه. قال أبو ...

المزيد عن ابن نباتة السعدي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة