الديوان » العصر المملوكي » ابن أبي حصينة » ذكر الشباب فهاجه التذكار

عدد الابيات : 28

طباعة

ذَكَرَ الشَبابَ فَهاجَهُ التَذكارُ

أَسَفاً وَعاوَدَ نَفسَهُ اِستِعبارُ

لا عُذرَ لي عِندَ العَذارى بَعدَما

شابَت بِرَأسِي لِمَّةٌ وَعِذارُ

وَالوَقرُ في أُذُنِ الفَتى أَشهى لَهُ

مِن قَولِهِم إِنَّ المَشيبَ وَقارُ

لِلّهِ أَيّامُ الصِبا لَو لَم تَكُن

شَجَراتِ غَيٍّ ما لَهُنَّ ثِمارُ

ما كانَ أَقصَرَهُنَّ عِندي مُدَّةً

وَكَذاكَ أَيّامُ السُرورِ قِصارُ

مَعَ كُلُّ غانِيَةٍ كَأَنَّ رُضابَها

عَسَلٌ مِنَ الأَشَرِ العِذابِ مُشارُ

بَيضاءُ صِيغَ مِنَ النُجُومِ لِنَحرِها

عِقدٌ وَمِن قَصَفِ الهِلالِ سِوارُ

غَدَرت بِميثاقِ الوِدادِ وَكُلُّ مَن

تَهفُو عَلَيهِ غَديرَةٌ غَدّارُ

إِنَّ الغَواني في غِنىً عَن مُرمِلٍ

نَزَلَ القَتِيرُ عَلَيهِ وَالإِقتارُ

أَمّا الشَبابُ فَما يَعُودُ وَرُبَّما

عادَ المُعِزُّ فَعاوَدَ الإِيسارُ

مَلِكٌ إِذا مَطَرَت سَحائِبُ جُودِهِ

لَم تُنتَجَع لِبِلادِهِ الأَمطارُ

تَجِبُ القُلوبُ مَخافَةً مِن بَأسِهِ

وَتُغَضُّ عَنهُ إِذا بَدا الأَبصارُ

نَجَحَ الزَمانُ بِذِكرِهِ وَتَجَمَّلَت

بِحَديثِهِ الشُعَراءُ وَالأَشعارُ

سَلهُ وَحاذِر مِن أَنامِلِ كَفِّهِ

غَرَقاً فَهُنَّ إِذا طَمَينَ بِحارُ

تَندى فَلَو لَمَسَت حِجارَةَ حَرَّةٍ

لانَت بِلِينِ بَنانِهِ الأَحجارُ

وَكَأَنَّما في كُلِّ عُضوٍ مُزنَةٌ

مِن كَفِّهِ أَو دِيمَةُ مِدرارُ

لِلّهِ أَيُّ سَراةِ قَومِ أَصبَحُوا

وَكَأَنَّما أَوصافُهُم أَسمارُ

طالُوا بِحُسنِ الذِكرِ إِلّا أَنَهُم

عَن نَيلِ أَسبابِ القَبيحِ قِصارُ

مِن كُلِّ مَحمُودِ الفَعالِ يَزِيدُهُ

عُسراً عَلى لُوّامِهِ الإِعسارُ

قَد أَكثَرَ الفِعلَ الجَميلَ فَواحِدٌ

في نَفسِهِ الإِقلالُ وَالإِكثارُ

صاحَبتُهُم فَغَرِقتُ في إِحسانِهِم

غَرَقَ القَذاةِ دَحا بِها التَيّارُ

وَعَرَفتُهُم فَعَرفتُ أَنّي مِنهُمُ

لا بِي وَلا بِجَميلِهِم إِنكارُ

يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي عَزَماتُهُ

يَفعَلنَ مالا تَفعَلُ الأَقدارُ

لِلّهِ فِعلُكَ في ابنِ عَمِّكَ إِنَّهُ

فِعلٌ عَلَيهِ مِنَ السُعُودِ أَمارُ

أَصبَحتُما في بَلدَةٍ مَأَنُوسَةٍ

فازَ المُقِيمُ بِها وَعَزَّ الجارُ

لِمَ لا نَزِيدُ عَلى الأَعادي قُوَّةً

وَلَنا يَمينٌ مِنكُمُ وَيَسارُ

لَو نابَنا خَطبٌ لَقِينا مِنكُما

وَزَراً تَحَطُّ بِقُربِهِ الأَوزارُ

عُمِّرتُما لِلمَكرُماتِ وَدُمتُما

ما دامَ لَيلٌ مُظلِمٌ وَنَهارُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن أبي حصينة

avatar

ابن أبي حصينة حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Ibn-abi-Hussaynah@

132

قصيدة

16

متابعين

(388-457 هـ/998-1065م) الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي. شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني ...

المزيد عن ابن أبي حصينة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة