إِذا قيلَ خَيرٌ قُلت هَذي خَديعَةٌ
وَإِن قيلَ شَرٌّ قُلتُ حَقٌّ فَشَمِّرِ
فَلَيسَ بِمَحمودٍ لَدى الناسِ مَن جَزى
بِسَيِّءِ ما يَأتي المُسيءُ المُلَوَّمُ
سَأَحمِلُ عَن قَومي جَميعَ كُلومِهِم
وَأَدفَعُ عَنهُم كُلَّ غُرمٍ وَأَغرَمُ
إِذا ما أَرادَ اللَّهُ ذُلَّ قَبيلَةٍ
رَماها بِتَشتيتِ الهَوى وَالتَّخاذُلِ
وَأَوَّلُ عَجزِ القَومِ عَمّا يَنوبُهُم
تَدافُعُهُم عَنهُ طولُ التَّواكُلِ
وَجَرَّبتُ قَلبي فَهوَ ماضٍ مُشَيَّعٌ
قَليلٌ لِخلانِ الصَّفاءِ غَوائِلُه
وَما أَنت إِلا مُنيَةُ النَّفسِ وَالهَوى
عَلَيكِ سَلامٌ مِن حَبيبٍ مُسَحَّجِ
وَمازِلتُ مَحبوساً لِحَبسِكِ واجِماً
وَأَنّى بِما تَلقَينَ مِن بَعدِهِ شَجي
وَفي الدَّهرِ وَالأَيّامِ لِلمَرءِ عِبرَةٌ
وَفيما مَضى إِن نابَ يَوماً نَوائِبُه
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَرى بَعدَما أَرى
جَماعَةَ قَومي نصرَةً وَالمَوالِيا
إِذا المَرءُ لَم يَغشَ المَكارِهَ أَوشَكَت
حِبالُ الهُوَينى بِالفَتى أَن تَجَذَّما
بُيوتَ المَجدِ ثُمَّ نَموتُ مِنها
إِلى عَلياءَ مُشرِفَةِ القَذالِ
تَزِلُّ حِجارَةُ الرامينَ عَنها
وَتَقصُرُ دونَها نَبلُ النِصالِ
وَحاجَةِ نَفسٍ قَد بَلَغتُ وَحاجَةٍ
تَرَكتُ إِذا ما النَفسُ شَحَّ ضَميرُها
حَياءً وَصَبراً في المَواطِنِ إِنَّني
حَيِيُّ لَدى أَمثالِ تِلكَ سَتيرُها
وَنَحنُ أُناسٌ يأَمَنُ الجارُ وسطَنا
إِذا كانَ يَومٌ كاسِفُ الشَمسِ حالِكُ
بِذلكَ أَوصى نِسوَةُ الخَير قومَه
وَعمرانُ والحامي الحقيقةِ مالِكُ
إنّ ماءَ الجفونِ ينزحه الهمّ
وَتَبقى الهمومُ والأحزانُ
لَيسَ يَأسو جوى المُرزّاء ماءٌ
سَفحتهُ الشؤونُ والأجفانُ
مَن لنفسٍ عادها أحزانها
وَلعينٍ شفّها طول السهَد
جَسدٌ لفّفَ في أكفانهِ
رَحمةُ اللَّهِ على ذاكَ الجَسَد
فَاِذهَب فَما ظفرت يداكَ بمثلهِ
فيمن مَضى ممّن يَروحُ وَيغتدي
أَوْطَأَتْ هِمَّتكَ العَلْياءَ هامَتَها
لَما جَعَلْتَ العَوالي مِنْ مَراقيها
ولم تَقِسْ بِكَ خَلْقاً في البَريَّةِ إِذْ
رَأَتْ قُسِيَّ الرَّدى في كَفِ باريها
يا طيبَها من لَيْلَةٍ لو لم تَكُنْ
قَصُرَتْ فَريعَ تَجَمُّعٌ بِتَفَرُّقِ
إِنْ وَتَرَتْ قَلْبَكَ الهُمومُ فَما
مِثْلَ انْتِصارٍ بِالنّايِ والوَتَرِ
وشادِنٍ حَيَّرَتْ لَواحِظُهُ
أَلحاظَ عَيْنِ الغَزَالِ بِالحَوَرِ
واصل الحلم بيننا بعد هجر
والتقينا ونحن مفترقان
وكان الأرواح خافت رقيباً
فطوت سرها عن الأبدان
نفسي تساقُ إذا سيقَت ركابكم
فإن عزَمتم على قتلي فسوقُوها
وَعِشتُ مَعَ الأَقوامِ بِالفَقرِ وَالغِنى
سَقاني بِكَأسَي ذاكَ كِلتَيهِما دَهري