لمَّا دعا في الرّكب داعي الفِرَاقْلبّاه ماءُ الدَّمْعِ من كُل ماقْيا دمعُ لم تَدْعُ سِوَى مُهْجَتيفَلِمْ تَطَفَّلْتَ بَهَذَا السباق
أَمّا الفِراقُ فَإِنَّهُ ما أَعهَدُهُوَ تَوأَمي لَو أَنَّ بَيناً يولَدُوَلَقَد عَلِمنا أَنَّنا سَنُطيعُهُلَمّا عَلِمنا أَنَّنا لا نَخلِدُ
لَعَلَّ فِراقَ الحَيِّ لِلبَينِ عامِديعَشِيَّةَ قاراتِ الرُحَيلِ الفَوارِدِلَعَمرُ الغَواني ما جَزَينَ صَبابَتيبِهِنَّ وَلا تَحبيرَ نَسجِ القَصائِدِ
وَكَم رِجالٍ بِلا أَرضٍ لِكَثرَتِهِمتَرَكتَ جَمعَهُمُ أَرضاً بِلا رَجُلِما زالَ طِرفُكَ يَجري في دِمائِهِمِحَتّى مَشى بِكَ مَشيَ الشارِبِ الثَمِلِ
أَشُدَّ عَلى الكَتيبَةِ لا أُباليأَحتَفي كانَ فيها أَم سِواهاوَلي نَفسٌ تَتوقُ إِلى المَعاليسَتَتلِفُ أَو أُبَلِّغُها مُناها
المَرءُ يَأمُلُ أَن يَعيشَوَطولُ عَيشٍ قَد يَضُرُّهتَفنى بَشاشَتُهُ وَيَبقىبَعدَ حُلوِ العَيشِ مُرُّه
يا أَيُّها المُطلِقُ آمالَهُمِن دونِ آمالِكَ آجالُكَم أَبلَتِ الدُنيا وَكَم جَدَّدَتمِنّا وَكَم تُبلي وَتَغتالُما أَحسَنَ الصَبرَ وَلا سِيَّمابِالحُرِّ إِن ضاقَت بِهِ الحالُ
هِمَّتي هِمَّةُ المُلوكِ وَنَفسينَفسُ حُرٍّ تَرى المَذَلَّةَ كُفراوَإِذا ما قَنِعتُ بِالقوتِ عُمريفَلِماذا أَزورُ زَيداً وَعَمرا
أملي فيه ليأسي قاهرُفلذا قلبي عليه صابرُوهو المحسِن والمجمِل بيوأنا الراجي له والشاكر
لستُ بقاضٍ أمليولا بِعادٍ أجَليولا بمغْلوبٍ على الرزْقِ الذي قُدِّرَ لي
دَع المَقادير تَجري في أَعنتهاوَلا تَكُن يائِساً مِن نيل آمال
لا تَلقَ دَهرَكَ إِلّا غَيرَ مُكتَرِثٍمادامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَنُ
إِنَّما تُدرَك غاياتُ المُنىبِمَسيرٍ أَو طِعانٍ أَو جِلادِمَن نَصيري مِن زَمانٍ فاسِدٍجَعلَ الأَمرَ إِلى أَهلِ الفَسادِ
أَيُّهَذا الشاكي وَما بِكَ داءٌكَيفَ تَغدو إِذا غَدَوتَ عَليلا
يقولون أسبابُ الحياة كثيرةٌفقلت وأسبابُ المنونِ كثيرُوما هذه الأيّامُ إلّا مصائدٌوأشراكُ مكروهٍ لنا وغُرورُ
قف دون رأيك في الحياة مجاهداإن الحياة عقيدة وجهاد
لَيتَ الَّذي خَلَقَ الحَياةَ جَميلَةًلَم يُسدِلِ الأَستارَ فَوقَ جَمالِهابَل يَيتَهُ سَلَبَ العُقولَ فَلَم يَكُنأَحَدٌ يُعَلِّلُ نَفسَهُ بِمَنالِها
سَئِمَت نَفسي الحَياةَ مَعَ الناسِوَمَلَّت حَتّى مِنَ الأَحبابِوَتَمَشَّت فيها المَلالَةُ حَتّىضَجِرَت مِن طَعامِهِم وَالشَرابِ
لَعَمرُكَ إِنّي في الحَياةِ لَزاهِدٌوَفي العَيشِ ما لَم أَلقَ أُمَّ حَكيمِمِنَ الخَفَراتِ البيضِ لَم يُرَ مِثلُهاشِفاءً لِذي بَثٍّ وَلا لِسَقيمِ
أَراكِ فَتَحْلو لَدَيَّ الحَيَاةُويملأُ نَفسي صَبَاحُ الأَملْوتنمو بصدري وُرُودٌ عِذابٌوتحنو على قلبيَ المشْتَعِلْ