الديوان » لبنان » عبد الحميد الرافعي » يا شيب عجلت على لمتي

عدد الابيات : 24

طباعة

يا شيب عجلت على لمّتي

ظلماً فيا بن النور ما أظلمك

بدّلت بالكافور مسكي وما

أضواه في عيني وما أعتمك

من يقبل الفاضح في ساتر

فهات ليلاي وخذ مريمك

غرّك أن الشيب عند الورى

يُكرم، هل في الغيد من أكرمك؟

نفّرت عني غانيات الطُلى

ويحك قد أسقيتني علقمك

دعونني الشيخ وكنتُ الفتى

أخرّني الدهر الذي قدّمك

ونال من حولي ومن قوتي

جور زمانٍ فيّ قد حكّمك

سرعان ما أذبلت من صبوتي

بنارك البيضا، فما أضرمك

وشدّ ما لاقت عيوني، فلو

ينطق لي جفن، إذن كلّمك

وربّ لمياء منيع اللمى

تقول: ما أسقيه إلا فمك

تخاطب البدر لدى تمّه

جلّ الذي من غرّتي جسمك

فرّت كمثل الخشف مذعورة

لما رأت في مفرقي مخذمك

وصارت النظرة لي حسرة

تقول للطرف: أفض عندمك

وما كفى يا شيب حتى لقد

فضحت أسرار من استكتمك

أيّ خضابٍ لم يكن ناصلاً

عنك ولو بالليل قد عمّمك

فليت أيام شبابي التي

أرقتها غدراً أراقت دمك

وأنت يا ظبي الحمى ما الذي

أغراك بالهجر ومن علّمك؟

ما لبياض الرأس حكم هنا

لكن سواد الحظ قد ألزمك

لو لم يُغر هذا على لون ذا

لم تجف ذا الشيخ وما استخصمك

ما خلت أن ترضى بنقص الوفا

والله من بالحسن قد تمّمك

يا رب ما طال زمان الصبا

كأنه طيف سرى وانهمك

وهكذا الأيام تُطوى بنا

سبحانك اللهمّ ما أعظمك

رضيت يا رب بما ترتضي

فلا تُخيّب مذنباً يمّمك

وأنت يا شيبي خذ بي إلى التقى

وعسى الرحمن أن يرحمك

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحميد الرافعي

avatar

عبد الحميد الرافعي

لبنان

poet-Abdulhamid-Al-Rifai@

43

قصيدة

1

الاقتباسات

0

متابعين

عبد الحميد بن عبد الغني الرافعي الفاروقي (1851 - 1932) م. شاعرٌ وكاتبٌ وصحفيٌّ وسياسيٌّ لبناني، لُقِّب بـ"بلبل سورية"، وعُدّ من أعلام الأدب العربي في عصره. وُلد في مدينة طرابلس بلبنان يوم ...

المزيد عن عبد الحميد الرافعي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة