الديوان » العصر العباسي » الشريف الرضي » يا ليلة السفح ألا عدت ثانية

عدد الابيات : 28

طباعة

يا لَيلَةَ السَفحِ أَلّا عُدتِ ثانِيَةً

سَقى زَمانَكَ هَطّالٌ مِنَ الدِيَمِ

ماضٍ مِنَ العَيشِ لَو يُفدى بَذَلتُ لَهُ

كَرائِمَ المالِ مِن خَيلٍ وَمِن نَعَمِ

لَم أَقضِ مِنكِ لُباناتٍ ظَفِرتُ بِها

فَهَل لِيَ اليَومَ إِلّا زَفرَةُ النَدَمِ

فَلَيتَ عَهدَكِ إِذ لَم يَبقَ لي أَبَداً

لَم يُبقِ عِندي عَقابيلاً مِنَ السَقَمِ

تَعَجَّبوا مِن تَمَنّي القَلبِ مُؤلَمُهُ

وَما دَرَوا أَنَّهُ خِلوٌ مِنَ الأَلَمِ

رُدّوا عَلَيَّ لَيالِيَّ الَّتي سَلَفَت

لَم أَنسَهُنَّ وَلا بِالعَهدِ مِن قِدَمِ

أَقولُ لِلّائِمِ المُهدي مَلامَتَهُ

ذُقِ الهَوى وَإِنِ اِسطَعتَ المَلامَ لُمِ

وَظَبيَةٍ مِن ظِباءِ الإِنسِ عاطِلَةٍ

تَستَوقِفُ العَينَ بَينَ الخَمصِ وَالهَضَمِ

لَو أَنَّها بِفِناءِ البَيتِ سانِحَةً

لَصِدتُها وَاِبتَدَعتُ الصَيدَ في الحَرَمِ

قَدِرتُ مِنها بِلا رُقبى وَلا حَذَرٍ

عَلى الَّذي نامَ عَن لَيلي وَلَم أَنَمِ

بِتنا ضَجيعَينِ في ثَوبَي هَوىً وَتُقىً

يَلُفُّنا الشَوقُ مِن فَرعٍ إِلى قَدَمِ

وَأَمسَتِ الريحُ كَالغَيرى تُجاذِبُنا

عَلى الكَثيبِ فُضولَ الرَيطِ وَاللِمَمِ

يَشي بِنا الطيبُ أَحياناً وَآوِنَةً

مُضيئُنا البَأقُ مُجتازاً عَلى أَضَمِ

وَباتَ بارِقُ ذاكَ الثَغرِ يوضِحُ لي

مَواقِعَ اللَثمِ في داجٍ مِنَ الظُلَمِ

وَبَينَنا عِفَّةٌ بايَعتُها بِيَدي

عَلى الوَفاءِ بِها وَالرَعيِ لِلذِمَمِ

يُوَلِّعُ الطَلُّ بُردَينا وَقَد نَسَمَت

رُوَيحَةُ الفَجرِ بَينَ الضالِ وَالسَلَمِ

وَأَكتُمُ الصُبحَ عَنها وَهيَ غافِلَةٌ

حَتّى تَكَلَّمَ عُصفورٌ عَلى عَلَمِ

فَقُمتُ أَنفُضُ بُرداً ما تَعَلَّقَهُ

غَيرَ العَفافِ وَراءَ الغَيبِ وَالكَرَمِ

وَأَلمَسَتني وَقَد جَدَّ الوَداعُ بِنا

كَفّاً تُشيرُ بِقُضبانٍ مِنَ العَنَمِ

وَأَلثَمَتنِيَ ثَغراً ما عَدَلتُ بِهِ

أَريَ الجَنى بِبَناتِ الوابِلِ الرُذُمِ

ثُمَّ اِنثَنَينا وَقَد رابَت ظَواهِرُنا

وَفي بَواطِنِنا بُعدٌ مِنَ التُهَمِ

يا حَبَّذا لَمَّةٌ بِالرَملِ ثانِيَةٌ

وَوَقفَةٌ بِبُيوتِ الحَيِّ مِن أَمَمِ

وَحَبَّذا نَهلَةٌ مِن فيكِ بارِدَةً

يُعدي عَلى حَرِّ قَلبي بَردُها بِفَمي

دَينٌ عَلَيكِ فَإِن تَقضيهِ أَحيَ بِهِ

وَإِن أَبَيتِ تَقاضَينا إِلى حَكَمِ

عَجِبتُ مِن باخِلٍ عَنّي بِريقَتِهِ

وَقَد بَذَلتُ لَهُ دونَ الأَنامِ دَمي

ما ساعَفَتني اللَيالي بَعدَ بَينِهِمُ

إِلّا بَكَيتُ لَيالينا بِذي سَلَمِ

وَلا اِستَجَدَّ فُؤادي في الزَمانِ هَوىً

إِلّا ذَكَرتُ هَوى أَيّامِنا القُدُمُ

لا تَطلُبَنَّ لِيَ الأَبدالَ بَعدَهُمُ

فَإِنَّ قَلبِيَ لا يَرضى بِغَيرِهِمِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


نَعَمِ

النعم: الإبل والشاة.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احساس


لُباناتٍ

اللبانات: جمع لبانة، وهي الحاجة من غير فاقة بل من همّة.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احساس


عاطِلَةٍ

عاطلة: لم يكن عليها حلي.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احساس


الخَمصِ وَالهَضَمِ

الهضم محرّكة: خمص البطن ولطف الكشح.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احساس


سانِحَةً

سانحة: يُقال سنحَ الطائر وغيره أي: جرى على يمينك إلى يسارك، والعرب تتيامَن بذلك.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احساس


كَالغَيرى

الغيرى: يُقال امرأةٌ غيور وغيرى.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احساس


الرَيطِ

والرَّيْط جمع رَيطة، وهي كلّ ثوبٍ ليّن رقيق.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احساس


وَاللِمَمِ

واللمم: جمع لمّة وهي الشعر المتجاوز شحمة الأذن.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احساس


أَضَمِ

إضم: الوادي الذي فيه المدينة المنوّرة.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احساس


الضالِ

الضال: السدْر البري.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احساس


وَالسَلَمِ

السَّلَم: شجر العضاه.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احساس


العَنَمِ

العنم: شجرة حجازيّة لها ثمرة حمراء يشبه بها البنان المخضوب.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احساس


الوابِلِ

الوابل: المطر الشديد الضخم القطر.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احساس


الرُذُمِ

الرّذم: جمع رذوم وهو السائل من كلّ شيء.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احساس


أَمَمِ

الأمم محرّكة: القُرب.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احساس


معلومات عن الشريف الرضي

avatar

الشريف الرضي حساب موثق

العصر العباسي

poet-alsharif-alradi@

679

قصيدة

7

الاقتباسات

617

متابعين

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن الرضي العلوي الحسيني الموسوي. أشعر الطالبيين، على كثرة المجيدين فيهم. مولده ووفاته في بغداد. انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده. وخلع عليه بالسواد، ...

المزيد عن الشريف الرضي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة