الديوان » العصر الأندلسي » الأبيوردي » جهد الصبابة أن أكون ملوما

عدد الابيات : 35

طباعة

جُهْدُ الصّبابةِ أن أكون مَلومَا

والوَجْدُ يُظهِرُ سِرّيَ المَكتوما

يا صاحِبَيَّ تَرَفّقا بمُتَيَّمٍ

نَزَفَ الصّبابَةُ دمعَهُ المَسْجوما

وأضاءَ بَرْقٌ كادَ يَسلُبُهُ الكَرى

فتَقَصّيا نَظَراً إليهِ وشيما

وتعلّما أني أُجيلُ وراءَهُ

طَرْفاً يُثيرُ على الفؤادِ هُموما

لولا أميمةُ ما طَرِبْتُ لِبارِقٍ

ضَرِمِ الزِّنادِ ولا انتَشَقْتُ نَسيما

فَقِفا بَحيثُ مَحا مَساحِبَ ذَيْلِها

نَكْباءُ غادَرَتِ الدّيارَ رُسوما

والنُّؤْيُ أنْحَلَهُ البِلى فكأنّها

أهْدَتْ إلَيهِ سِوارَها المَفْصوما

لا زالَ مُرتَجِزُ الغَمامِ برَبْعِها

غَدَقاً وخَفّاقُ النّسيمِ سَقيما

ما أنسَ ولا أنسَ الوَداعَ وقَولَها

والثّغْرُ يَجلو اللّؤلُؤَ المَنظوما

لا تَقْرَبِ البَكريّ إنّ وراءَهُ

مِنْ أُسْرَتَيْهِ جَحاجِحاً وقُروما

فخَرَتْ عليّ الوائِليّةُ ضلّةً

كُفّي وَغاكِ فقَدْ أصَبْتِ كَريما

إنْ تَفخَري ببَني أبيكِ فإنّ لي

منْ فَرْعِ خِنْدِفَ ذِرْوَةً وصَميما

حَدَبَتْ عليّ قَبائلٌ مُضَريّةٌ

طَلَعَتْ عليكِ أهِلّةً ونُجوما

آتاهُمُ اللهُ النّبُوّةَ والهُدى

والمُلكَ مُرتَفِعَ البِناءِ عظيما

وسَما بإبراهيمَ ناصِرِ دينِهِ

شَرَفُ الخليلِ أبيهِ إبراهيما

مُتَهَلِّلٌ يَحمي حَقيقةَ عامِرٍ

بالسّيفِ عَضْباً والنَّوالِ جَسيما

ويهُزُّهُ نَغمُ الثّناءِ كأنّهُ

مُتَسَمِّعٌ هَزَجَ الغِناءِ رَخيما

والجارُ يأمَنُ في ذَراهُ كأنَّما

عَقَدَتْ مَكارِمُهُ عليهِ تَميما

يَغدو لِحالِيَةِ الرّبيعِ مُجاوِراً

ولصَوْبِ غاديَةِ الغَمامِ نَديما

ولهُ ذِمامُ أبيهِ حَزْنٍ إنْ جَرَتْ

ريحُ الشِّتاءِ على السّوامِ عَقيما

ولفارِسِ الهَرّارِ فيهِ شَمائِلٌ

لَقِحَتْ بِها الحَرْبُ العَوانُ قديما

مِن مَعْشَرٍ بيضِ الوُجوهِ توشّحوا

شِيَماً خُلِقْنَ منَ العُلا وحُلوما

إنْ أقدَموا بَرزوا إليكَ صَوارِماً

أو أنعَموا مَطَروا عليْكَ غُيوما

تَلقى الكُماةَ الصّيدَ حَولَ بُيوتِهِمْ

والخَيلُ صافِنَةً تَلوكُ شَكيما

وكَتيبَةٍ منْ سِرِّ جَوثَةَ فَخمَةٍ

كالأُسْدِ تَملأُ مِسمَعَيْكَ نَئيما

زَخَرَتْ بهمْ أمُّ البَنين فأقبَلوا

كالمَشْرَفيّةِ نَجدَةً وعَزيما

وإذا العُمومَةُ لمْ تُشَجْ بِخؤولَةٍ

خَرَجَ النّسيبُ بها أغَرَّ بَهيما

ومُرَنَّحينَ مِنَ النُّعاسِ بَعَثْتُهُمْ

والعينُ تَكسِرُ جَفنَها تَهْويما

فسَرَتْ بهِمْ ذُلُلُ المَطيّ لَواغِباً

تَهفو إِلى آلِ المُسَيّبِ هيما

قَومٌ إذا طَرَقَ الزّمانُ بِحلدِثٍ

لم يُلْفَ مارِنُ جارِهِمْ مَخْطوما

يتهلّلونَ إِلى العُفاةِ بأوْجُهٍ

رَقّتْ وقَدْ غَلُظَ الزّمانُ أديما

يا سيّدَ العَرَبِ الإِلى زيدوا بهِ

شَرَفاً بمَيسَمِ عزّةٍ مَرْموقا

نشأَتْ قَناتُكَ في فُروعِ هَوازِنٍ

ريّا المَعاقِدَ لا تُسِرُّ وُصوما

ولِحاسِديكَ وأنت مُقتَبَلُ الصِّبا

كَمَدٌ يَكادُ يُصَدِّعُ الحَيْزوما

لا عُذْرَ للقَيْسيِّ يَضرِبُ طَوْقُهُ

طَرَفَ اللَّبانِ ولا يَسود فَطيما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأبيوردي

avatar

الأبيوردي حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-alabywrdy@

390

قصيدة

134

متابعين

محمد بن أحمد بن محمد القرشي الأموي، أبو المظفر. شاعر عالي الطبقة، مؤرخ، عالم بالأدب. ولد في أبيورد (بخراسان) ومات مسموماً في أصبهان كهلا. من كتبه (تاريخ أبيورد) و (المختلف ...

المزيد عن الأبيوردي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة