الديوان » العصر الأندلسي » الأبيوردي » إذا المزن أغفى والكلال يمسه

عدد الابيات : 20

طباعة

إِذا المُزنُ أَغفى وَالكَلالُ يَمسُّهُ

تَشَبَّثَ بِالأَضلاعِ مِن جَمرِهِ وَقدُ

يَلوحُ كتوشيعِ اليماني وَأَدمُعي

تَفيضُ وَقَد شابَ النَجيعَ بها الوَجدُ

فَلا زالَ دارٌ بَينَ وَجرَةَ وَالحِمى

يَروحُ إِلى أَطلالِها لِها الصَبُّ أَو يَغدو

إِذا نَظَرتَ فالرِّيمُ يَرنو بِطَرفِها

وَإِن سَفَرَت فالشَّمسُ مِن وَجهِها تَبدو

تُحاكي النَّقا رِدفاً وَبالخَصرِ دِقَّهٌ

وَأَعلى القَنا لَحظاً وَسائِرُهُ قَدُّ

وَكالرَّوضِ يَرفَضُّ النَّدى مِن عِذارِهِ

غَدا يَرتَوي مِن فَيضِ عَبرَتِها الخَدُّ

وَقَد بَسَطَت عِندَ الوَداعِ أَنامِلاً

لَها في دَمي لَونٌ وَمِن دَمعِها جِلْدُ

وَقَرَّبتُ فَتلاءَ الذِّراعِ لِرِحلَةٍ

بِها تُدفَعُ الجُلَّى وَيُستَمطَرُ الرِّفدُ

وَصَحبي إِذا أَغْشَوْا مَطيَّهُمُ الرُّبا

دَعا بِالَّذي تَحثوهُ مِن تُربِها الوَهدُ

يَقولونَ لي كَم أَمتَطي غارِبَ الدُّجى

وَتَبغي الغِنَى وَالجِدُّ يَعنيكَ لا الكَدُّ

فَقُلتُ لَهُم لا تَيأَسوا مِنهُ إِنَّني

أُحاوِلُهُ ما دامَ مِن صارِمي حَدُّ

وَلَم أَستَدِرَّ المُزنَ يَقدُمُ وَدقَهُ

بُرَيقٌ كَما يَفتَرُّ عَن سِقطِهِ الزِّندُ

فَلي مِن غياثِ الدِّينِ نَعماءُ ثَرَّةٌ

يُقَطِّعُ أَنفاسَ الحَيا دونَها الجَهْدُ

وَمَن مَلَكَ البَرقَ المُرَجّى نَوالُهُ

نَدىً لَم يُراقِب دونَ نَفحَتِهِ الرَّعدُ

إِذا زُرتَهُ وَالوَهنُ يَحرِقُ نابَهُ

ثَنى صَرفَهُ عَنّي وَأَنيابُهُ دَردُ

وَيَغشى الوَغى وَاليَومُ قانٍ أَديمُهُ

بَعَضبٍ لَهُ مِن هامَةِ البَطَلِ الغِمدُ

يُقَرِّبُهُم مِمّا يَرومونَ ضُمَّرٌ

عِتاقٌ تَساوى عِندَها القُربُ وَالبُعدُ

مِنَ القرَياتِ الجُلحِ خَلَّفَها لَهُ

أَبٌ حينَ واراهُ وُقيتَ الرَدى لَحدُ

وليسَ إذا حلَّ الرَّبيعُ نِطاقَهُ

يَرِفُّ بِها الحَوذانُ والنَّفَلُ الجعدُ

وَيَخشى القَطا الكُدْرِيُّ فيها ضَلالَهُ

وَيَشكو لَظاها في أَداحيِّها الرُّبْدُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأبيوردي

avatar

الأبيوردي حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-alabywrdy@

390

قصيدة

134

متابعين

محمد بن أحمد بن محمد القرشي الأموي، أبو المظفر. شاعر عالي الطبقة، مؤرخ، عالم بالأدب. ولد في أبيورد (بخراسان) ومات مسموماً في أصبهان كهلا. من كتبه (تاريخ أبيورد) و (المختلف ...

المزيد عن الأبيوردي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة