الديوان » العصر العثماني » أحمد الكيواني » تنسمي بالله ريح نجد

عدد الابيات : 43

طباعة

تَنسمي بِاللَه ريح نَجدٍ

عَلى فُؤاد طافح بِالوَجدِ

عَساكِ أَن تَخفي هَجير الجَوى

عَن كَبد تَصلى سَعير البُعد

يَكادُ فَيض مَدمَعي يُغرِقُني

وَلا تَحس كَبدي بِالبَرد

وَالبَحر غَير مطفئٍ بِفَيضِهِ

مَهما جَرى كامن نار الزند

فَلو دَنا مِن أَضلُعي جَمر الغَضا

لَأَحرَقتُهُ كَبدي بِالوَقد

قَد صَير السقام جسمي عِظَةً

لَكِنَّني مُستَتر بِالبَرد

وَلَم يَدَع مني سِوى مَدامع

سَوافح وَنَفسٍ ممتد

أَفديكَ يا مَن صَدعني مُعرِضاً

مِن غَير ذَنب لَم نَقضت عَهدي

أَلفت في حبيك نيران الأَسى

فَالنار عِندي كَجِنان الخُلد

بِحَق مِن قَدَّر هَذا كُلَهُ

عَلَيَّ ماذا تَبتَغي مِن صَدي

إِن كُنت تَبغي بِالصُدود تَلفي

فَمن عَلَيكَ يا ظَلوم يَعدي

أَو كُنتُ أَعطَيت الجَمال كُلَهُ

فَإِن كُل الحُب أَضحى عِندي

مالي سِوى روحي فَإِن قَبَلتَها

أَسعَفتَني وَذاكَ أَقصى قَصدي

تَلهو بِتَعذيبي وَتَلتذ بِهِ

مالك مِنهُ أَبَداً مِن بَد

فَمِن بِهِ تَلهو إِذا قَتَلتَني

وَأكبدي مِمَن تَجافى بَعدي

بَلَغَت في حُبك حالاً لا الرقى

تَغني وَلا الوَصل أَراهُ يُجدي

بي غَيرِهِ كُلُّ جُنون دونَها

وَهِيَ بَدين الحُب عَين الرُشد

أَفنيتُ فيها حيلي وَعُمري

وَجاوَزتُ بي فيهِ كُل حَد

مِن أَجل أَن الوَرد وَصف خَده

يُغَيرُني شمُّ نَسيم الوَرد

باِللَهِ يا ريح الصِبا أَانتِ أَم

لين الصِبا رنح غُصن القَد

وَيا أَقاح الثَغر دونَ الوَرد

مِن زرفن الصَدغين فَوقَ الخَد

وَيا حباباً عطراً مِن بَرد

مِن مَزج الراح تَرى بِالشَهد

وَاِظمائي إَلَيهِ لَكن دونَهُ

سَيف اللحاظ قاطع في الغمد

وَأَنتَ يا ساحر جفنيهِ غَدَت

قَتلاكَ وَالأَسر بِغَير عَد

وَيا نوى شَطت بِناهل أَوحش ال

أَحباب فَقدي أَم تَناسوا عَهدي

لَم أَنسَهُم إِذ رَجلوا عَن اللَوى

وَيَمم الحادي هِضاب نَجد

أَقول يا حادي المَطيّ خلها

تَرتح قَليلاً مِن حَثيث الوَخد

أَما تَراها كَالحَنايا شَقها

جَذبُ البُرى لعيها وَالجُهد

لَم تُبقِ مِنها شَقق البيد سِوى

دَقيق عَظم أَو رَقيق جلد

وَنادِ بِالرَكب قِفوا لِمُدنف

عَلى وَجيف العيس غَير جلد

إِن لَم تَكونوا تَرغَبوا في قُربِهِ

وَوِدِهِ لَحظهُ المسود

فَإِن نارَ شَوقِهِ لِيَهتَدي

مِن حار في ظَلمائِها لِلقَصد

وَإِن يَعزّ في الفَيافي مَورِدٌ

فَدَمعُهُ لِلعيس أَوفى وَرد

وَلائم قَد غَدا يَلومَني

لا يَستحي مِن نصحِهِ وَردي

لَم أَدرِ ماذا عاذِلي أَشجٌ

مِن خرق أَم صَنَم مِن صَلد

نَصيحة لا تَدن مني عاذِلي

فَالعِشق بَعدي وَالغَرام يَردي

أَعن حَياتي يا فَتى تَخدَعَني

أَراكَ تَهذي لا أَراكَ تَهدي

كَم لَيلة أَفنيتُها بِالسُهد

لاقيت جَيش الشَوق فيها وَحدي

وَلِلثُريا رَونَق لَما بَدَت

في جيد زُنجي الدُجى كَالعقد

وَلِلدُجى كَأبتي وَحيرَتي

إِذ غابَ عَنهُ بَدرُهُ للفَقد

أَعلل القَلب بِوَعد كاذب

وَهَل يُداوي مُدنف بِوَعد

كَتَمت حُبي بُرهة لَم أشك ما

لاقَيتُهُ مِن جورِهِ عَن عَمد

لَكِنَّني لَما فَني تَجَلُدي

أَبدى لِسان الدَمع ما لَم أَبدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الكيواني

avatar

أحمد الكيواني حساب موثق

العصر العثماني

poet-ahmad-alkiwani@

163

قصيدة

1

الاقتباسات

40

متابعين

أحمد بن حسين باشا بن مصطفى بن حسين بن محمد بن كيوان. شاعر، من أهل دمشق، مولده ووفاته بها. اقام عدة سنين في مصر يقرأ على علمائها كما قرأ على علماء ...

المزيد عن أحمد الكيواني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة