الديوان » العصر المملوكي » تميم الفاطمي » نأت بعد ما بان العزاء سعاد

عدد الابيات : 50

طباعة

نأتْ بعد ما بان العزاءُ سُعادُ

فحشوَ جفونِ المُقْلَتين سُهَادُ

فليت فؤادي للظعائن مَرْبَعٌ

وليت دموعي للخليط مَزاد

نأوا بعد ما ألقتْ مكايِدها النوى

وقرَّت بهم دار وصحَّ ودادُ

وقد تؤمنَ الأحداث من حيثُ تُتَّقَى

ويبعدُ نُجْح الأمر حين يراد

أعاذِلَ لي عن فُسْحة الصبر مَذْهَبٌ

وللَّهْو غيري مأْلَفٌ ومَصَاد

ثوت لِيَ أسْلافٌ كرام بِكَرْبلاَ

هُمُ لثُغُور المسلمين سِدَاد

أصابتهمُ من عبد شمس عداوةٌ

وعاجَلَهم بالناكثِين حَصَاد

فكيف يلذُّ العيشُ عفوا وقد سطا

وجارَ على آل النبيّ زِياد

وقتَّلهمْ بغيا عُبَيدٌ وكادهم

يزيدُ بأنواع الشقاء فبادوا

بثاراتِ بدرٍ طالبَوهم ومكَّةٍ

وكادهُمُ والحقُّ ليس يُكاد

فحُكِّمت الأسيافُ فيهم وسُلِّطت

عليهم رِماح للنفاق حِدَاد

فكم كُرْبةٍ في كربلاءَ شديدةٍ

دهاهُمْ بها للناكثِين كِياد

تحكَّم فيهم كلُّ أنْوَكَ جاهلٍ

ويُغْزَون عَزْواً ليس فيه مَحَاد

كأنهمُ ارتدَّوا ارتدادَ أُمَيَّةٍ

وحادوا كما حادت ثمود وعاد

ألم تُعظِموا يا قوم رهطَ نبِّيكم

أما لكُمُ يوم النُّشُور مَعاد

تداس بأقدام العصاة جُسومُهم

وتدرسُهم جُرْدٌ هناك جِياد

تَضِيمُهمُ بالقتل أمَّةُ جَدّهم

سَفَاهاً وعن ماء الفرات تُذَادُ

فماتوا عِطاشاً صابرين على الوغَى

ولم يَجْبُنُوا بل جالدَوا فأجادوا

ولم يقبلوا حكم الدعِيّ لأنهم

تسامَوا وسادُوا في المهود وقادوا

ولكنهم ماتوا كِراماَ أعِزَّةً

وعاش بهم قبل الممات عِباد

وكم بأعالي كربلا من حفائر

بها جُثَثُ الأبرار ليس تعاد

بها من بني الزهراء كلّ سَمْيدَع

جوادٍ إذا أعيا الأنامَ جوادُ

معفَّرة في ذلك الترب منهمُ

وجوهٌ بها كان النجاح يفاد

فلهفي على قتل الحسين ومسلمٍ

وخِزيٌ لمن عاداهما وبِعاد

ولهفي على زيدٍ وبَثّاً مردَّداً

إذا حان من بَثّ الكئيب نفاد

ألا كبِدٌ تفنَى عليهمْ صَبَابة

فيَقْطُرَ حُزْناً أو يذوبَ فؤاد

ألا مُقْلَة تَهْمِي ألا أذُنٌ تعي

أكُلُّ قلوب العالمين جَمَاد

تُقاد دماء المارقين ولا أرى

دماءَ بني بنت النبيّ تقاد

أليس همُ الهادون والعِتْرة التي

بها أنجابَ شِرْكٌ واضمحل فساد

تُساق على الإرغام قَسْرا نِساؤهم

سبايا إلى أرض الشآم تقادُ

يُسَقن إلى دار اللعِين صواغِرا

كما سِيق في عَصِف الرياح جراد

كأنهمُ فَيْءُ النصارى وإنهمْ

لأَكَرمُ مَن قد عزَّ منه قِياد

يعِزُّ على الزهراء ذِلَّةُ زينب

وقتلُ حسين والقلوبُ شِداد

وَقَرْع يزيد بالقضيب لِسنِّه

لقد مَجَسَوا أهلُ الشآم وهادوا

قتلتم بني الإيمان والوحِي والهُدَى

متى صحَّ منكمْ في الإله مُرَاد

ولَمْ تقتلوهم بل قتلتم هداكُمُ

بهمْ ونقصتم عند ذاك وزادوا

أمَيَّةُ ما زلتم لأبناء هاشِمٍ

عِدىً فاملئوا طُرقَ النفاق وعادوا

إلى كم وقد لاحت براهينُ فضلهمْ

عليكم نِفار منكُم وعِناد

متى قطُّ أضحى عبد شمس كهاشمٍ

لقد قلَّ إنصاف وطال شِراد

متى وُزِنت صُمُّ الحجار بجوهر

متى شارفت شُمَّ الجبال وِهاد

متى بعث الرحمنُ منكم كجدّهم

نبيّاً علت للحقّ منه زناد

متى كان يوماً صخرُكم كعَليّهم

إذا عُدّ إيمان وعُدّ جهاد

متى أصبحت هِند كفاطمةَ الرضا

متى قيس بالصبح المنير سواد

أآلَ رسول الله سُؤتمْ وكِدْتمُ

ستحيا عليكم ذِلَّةٌ وكساد

أليس رسول الله فيهم خصيمَكم

إذا اشتدّ إبعادٌ وأَرمَلَ زادُ

بكمْ أم بهمْ جاء القُرآنُ مبشّراً

بكمْ أم بهمْ دين الآله يشاد

سأبكيكم يا سادتي بمدامع

غزارٍ وحزن ليس عنه رقاد

وإن لم أعاد عبدَ شمس عليكُم

فلا أتَّسعت بي ما حييت بلادُ

وأطلبهمْ حتى يروحوا وما لهم

على الأرض من طول القرار مِهاد

سقى حُفَرا وارتكُمُ وحَوَتْكُمُ

من المستهلاَّت العذابِ عِهاد

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن تميم الفاطمي

avatar

تميم الفاطمي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Tamim-Al-Fatimi@

565

قصيدة

3

الاقتباسات

38

متابعين

الفضل بن عبد الملك الهاشمي العباسي. أمير، من أعيان بني العباس. كان صاحب الصلاة بمدينة السلام وأمير مكة والموسم، وحجَّ بالناس نحو عشرين سنة. مولده ووفاته ببغداد.

المزيد عن تميم الفاطمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة