الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » وراء العدا مجر على الهول مقدم

عدد الابيات : 39

طباعة

وراءَ العِدا مَجْرٌ على الهَوْلِ مُقْدِمٌ

وصِلٌ تَحاماه الأراقِمُ أَرقَمُ

وسَيفانِ ما هَزَّتْ يدُ اللهِ منهُما

فكاسٍ وما هَزَّ القَيونُ فَمَحْرَمُ

وطاوٍ رِداءَ النَّقْعِ بالكَرِّ ناشرٌ

وحانٍ به صَدْرُ القَناةِ مُقوَّمُ

ومَجْرٌ بأعلامِ البسيطةِ مُهتَدٍ

ويَومٌ بفتيانِ الكَريهَةِ مُعلِمُ

إذا ابنُ أبي الهَيْجاءِ هِيجَ تَجَهَّمَتْ

وُجوهُ المَنايا في ظُبّىً تَتَبَسَّمُ

هو السيفُ يَمضي في اللِّقاءِ سَمِيُّهُ

ولكنَّهُ أمضَى غِراراً وأصرَمُ

قَطوعٌ إذا لم تَقْطَعِ البِيضُ نَبوةً

وَصولً ففي حَدَّيْهِ بُؤسَى وأَنعُمُ

تحامَتْ أَعاديه الشآم كأنَّما

أحاطَتْ بها للطَّعْنِ نارٌ تَضَرَّمُ

وقد أعظَمَتْهُ الرًّومُ فاستصغَرَتْ به

أكابرَها إنَّ الشُّجاعَ مُعظَّمُ

فَحَلَّتْ عُرى تيجانِها لمُؤَيِّدٍ

يَخُرُّ له ذو التَّاجِ وهو مُعَمَّمُ

غَنِيٌّ عَنِ الجَيْشِ اللًّهامِ بنفسِه

فقيرٌ إليه الجيشُ وهو عَرَمرَمُ

إذا جَدَّ في تَعريسِهِ وبُكورِه

رَأيتَ بِقاعَ الأرضِ تُثْري وتُعْدِمُ

سَرَى والثَّرى حَرَّانُ يَرقُبُ مُزنَه

فراحَ على حَرَّانَ يَهْمي ويَسجُمُ

وقد سَفَرَتْ أخلاقُهُ وتوضَّحَتْ

شَمائِلُهُ والصُّبحُ لا يَتَلثَّمُ

وأطلَعَ من زُرْقِ الأسِنَّةِ أنجُماً

على الثَّغْرِ تَرعاها من السَّعْدِ أنجُمُ

وأبرقَ ما بينَ الدُّروبِ سَحابُه

فصابَ ولكنْ صَوبُ بارِقه الدَّمُ

وإن ضُرِبَتْ دونَ الخليجِ خِيامُه

فَمِنْ خَلفِهِ للرُّعْبِ جَيْشٌ مُخَيِّمُ

ومُعتَصمٍ بالمَشرفيَّة لم يكنْ

ليسلَمَ منه في ذُرى الطَّوْدِ أعصَمُ

وملمومَةِ الأقطارِ حَشْو عَجاجِها

عِتاقُ المذاكي والوشيجُ المقوَّمُ

ترقرقُ في جِنْحِ الظَّلامِ فينجَلي

وَتُرْهِجُ في صَدْرِ النَّهارِ فيُظلِمُ

سَنابِكُها من تَحتِها تَقرَعُ الصَّفا

وراياتُها من فَوقِها تَتَرَنَّمُ

وخَيْلٍ تَحامَى السَّهلَ حتى كأنَّها

أجادِلُ تَحميها الشَّواهِقُ حُوَّمُ

تُغيرُ على الأعداءِ والنَّجمُ غائِرٌ

وتَسْري له واللَّيلُ أسودُ مُظْلِمُ

أَلمَّتْ بِشَطَّي أرسناسَ وللقَنا

شَظاظٌ فآبَتْ عنه وهو مُحَطَّمُ

فلا زالَ للأُسْدِ الخَوادِر مَصرَعٌ

لَدَيْكَ وللغِيدِ الكَواعِبِ مَوسمُ

وللوَفْدِ أعطانٌ وللرَّكْبِ مَنزِلٌ

وللزَّوْرِ أوطانٌ وللحَمْدِ مَبْسِمُ

غَشَمْتَ العِدا واللَّيثُ لو قَلَّ غَشمُهُ

لأعدائِهِ ما قيلَ ليثٌ غَشَمْشَمُ

وقارَعْتَ حتَّى ليسَ في الأرضِ خالعٌ

وأَعطَيْتَ حتَّى ليسَ في الأرْضِ مُعْدِمُ

إذا ما مضى يَومٌ منَ البِشْرِ مُسْفِرٌ

أتى بعدَه يَومٌ من النَّقْعِ أقْتَمُ

وَقائِعُ تُزْري بالوقائعِ قبلَها

فتسبِقُها مَعدودَةً وتَقَدَّمُ

مَلَكْتَ بها حَيَّيْ نِزارٍ ويَعْرُبٍ

فأَعطَوا بأيديهِمْ إليكَ وسَلَّموا

جَوانِحَ إلاّ عن قَناكَ كأنَّما

حَريمُهُمُ إلاّ عليكَ مُحَرَّمُ

فمِنْ أسَدٍ تأوي الفريسةَ غِيلُهُ

وتَرتَعُ في عِرِّيسِه وهو ضَيْغَمُ

ودامٍ شبا أظفارِه من عَدُوِّهِ

ولكنَّه عمّا حَمَيْتَ مُقَلَّمُ

شَهِدْتُ لقد سادَتْ عَدِيٌّ بِسَيِّدٍ

يَجودُ إذا ضَنَّ الغَمامُ ويَحلُمُ

وكيفَ ينالُ الناسُ مَجْدَ قَبيلَةٍ

عليُّ بنُ عبدِ اللهِ والمجدُ مِنهُمُ

فَهِمْتَ فأَعطَيْتَ الجَزيلَ ولم يكنْ

ليُعْطي وإنْ أعطَى الذي ليسَ يَفهَمُ

مَدائِحُنا وَقفٌ عليكَ فما تَني

تُدَبَّجُها أفكارُنا وتُنَمْنِمُ

وآمالُنا تَنأَى إذا كنتَ نائياً

وتَقْدَمُ بالنُّعْمى لنا حينَ تَقدَمُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة