الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » وجد الحب لي فؤادا علوقا

عدد الابيات : 34

طباعة

وَجَدَ الحبُّ لي فُؤاداً عَلُوقا

فأَفيقا فلستُ منه مُفيقا

وَقَفَتْنا النَّوى على الكُرْهِ منَّا

مَوقِفاً ضَمَّ شائقاً ومَشُوقا

حالَ وَرْدُ الخُدودِ فيه فأَضحى النْ

رجِسُ الغَضُّ في الدُّموعِ غَريقا

لَوعَةٌ أفرَطَتْ فعادَتْ حَريقاً

وحَنينٌ أربَى فعادَ شَهيقا

وخَليقٍ بلَوْعَةِ الحبِّ صَبٍّ

لم يكنْ بالعَزاء فيه خَليقا

فأراه في مَسلَكِ الحبِّ رَحْباً

وأراه في مَسلَكِ الصَّبرِ ضِيقا

بأبي أنتَ لا عَدِمْتُ الهَوى في

كَ عَنيفاً في بَطْشِه أو رَفيقا

لستُ أنسى اهتِزازَ عِطْفِكَ لمَّا

هَزَّ منك العِناقُ غُصْناً رَشيقا

وعيون الوشاة حين أعادت

ورد خديك للحياء شقيقا

كم شفيق عصيت فيك ولو لم

يعصني القلب ما عصيت شفيقا

كلُّ بِرٍّ يَشوبُه كَدَرُ المَطْ

لِ حَقيقٌ بأن يكونَ عُقُوقا

وإذا المَنُّ جاءَ بالمَنِّ فالمَر

زوقُ منه مَنْ لم يكنْ مَرزُوقا

لو أراقَت دمي صُروفُ اللَّيالي

لم تَجدْني لماء وَجْهي مُريقا

قَد وَجَدْنا لأحمدَ بنِ سُليما

نَ يداً ثَرَّةً ووجهاً طَليقا

وسجايا رَقَّتْ نَسيماً فراحَت

تُخْجِلُ الرَّاحَ والنَّسيمَ الرَّقيقا

مُفردٌ في السَّماحِ أضحى فَريقاً

في معاليهِ والأنامُ فَريقا

كلَّ يَومٍ يُريكَ فِعْلاً جَليلاً

في ابتذالِ اللُّهى ومَعنىً دَقيقا

قد جَرى نَيْلُه فكانَ غَماماً

ومَضى عَزمُه فكانَ حَريقا

وأضاءَتْ فيه مَخايلُ بِشْرٍ

كُنَّ للغَيْثِ من نَداه بُروقا

جَمَعَتْ شَمْلَ مَجدِه نَفَحاتٌ

فَرَّقَتْ شَملَ مالِه تَفريقا

فأعادَت وِرْدَ المَطالبِ عَذْباً

وأعادَتْ رَوْضَ العَطايا أنيقا

فإذا الطَّارِقُ انتحَاه رأى من

كلِّ وَجْهٍ إلى نَداه طَريقا

عاقَ مَنْ يَرتَجي لَحاقَكَ عَجْزٌ

عن معالٍ تُجاوِزُ العَيُّوقا

وانثَنى الحَاسِدونَ عن سابقٍ من

كَ إلى المَجدِ أن يُرى مَسبوقا

وأفاقَ العَذولُ عن أَرْيَحيٍّ

ليسَ من نَشوةِ النَّدى مُستَفيقا

خُلُقٌ طابَ في المَشاهدِ حتّى

عَطَّلَ المِسك َنَشرُه والخَلوقا

بِعَريقٍ في الأزدِ طابَ أُصولاً

في صَعيدِ العُلى وطابَ طُروقا

وعَتيقِ النَّجارِ ماضٍ وهل يَم

ضي شَبا السَّيفِ أو يكونَ عَتيقا

نَسَبٌ أُلبِسَتْ بهِ الشَّمسُ نُوراً

أو أُعِيرَ الصَّباحُ منه شُروقا

فنَظَمْنا منَ الثَّناءِ عُقوداً

يُخْجِلُ الدُّرَّ نَظمُها والعَقيقا

بينَ أَثنائِها بَدائعُ تَحكي

بِدَعَ الرَّوْضِ نُمِّقَتْ تَنْميقا

ومَعانٍ لو جُلْنَ في أُذُنِ العا

شقِ أنشاه حُسنُها المَعشُوقا

فاصطِنعْ مادِحاً يُحَقِّقُ في مد

حِكَ إذ كنتَ بالمديحِ حَقيقا

وَابْقَ في نَعمَةٍ تَسوءُ عَدُوّاً

كامنَ الحِقْدِ أو تَسُرُّ صَديقا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة