الديوان » العصر المملوكي » الطغرائي » إن العيون إذا نطقت تخاوصت

عدد الابيات : 40

طباعة

إنَّ العيونَ إِذا نطقتُ تخاوصتْ

نحوي يروقُهُمُ المقالُ الناصِعُ

إنّي إِذا انثالَ البيانُ على فمي

ما إن أمَلُّ ولا يمَلُّ السامعُ

ومواقفٍ دُحْضِ العَثار وقفتُها

بين الخصومِ وللعظام قَعاقِعُ

يُثنى عليِّ من العَلاء خناصِرٌ

ويُمَدُّ نحوي للسَّناءِ أصابِعُ

لا غايتي تُبْغَى ولا في حَلبتي

جارٍ ولا في قوسِ فضلِيَ نازعُ

سامٍ على صَهَواتِ مجدي والعِدى

متأخِّرٌ أو مُلجَمٌ أو شافِعُ

أهَبُ الفَدامةَ للمبرِّز قاصداً

حيثُ الذلاقةُ والفِناءُ الواسِعُ

لفظٌ كما كبَّ النسيمُ رياضَهُ

سَحَراً لمضطرمِ الصرائرِ قاصعُ

هلّا تبيَّنَتِ الأعادي أنّما

نطقي لشِقْشِقةِ المنازعِ وازعُ

نفحاتُ ريحي للموادِع طلقةٌ

ولمن يحزِّبني عليه زعازعُ

رَمِضُ التنكُّر إن تبزَّلَ حادثٌ

أبدي على رغمِ العِدى وأراجعُ

بعزائمٍ نقَّبْنَ في خِططِ العُلى

فبلغتُها حيث المحلُّ الشاسعُ

ما لي أطأطِئ منكِبَيَّ وشرُّ ما

تَعنُو له غُلْبُ الرِقاب مطامعُ

وإِذا طفحتُ على الفلا بركائبي

فشهودُهنَّ على العَلاء مقانعُ

وإِذا طرحتُ على جنابكَ أنْسُعي

فجناكَ معسولٌ وبشرُكَ رائِعُ

وجهٌ يصوبُ البِشْرُ من صفحاته

يشقَى برؤيتِه النهارُ الماتِعُ

جذلانُ إنْ نفرتْ جواحِمُ غارةٍ

فيهن أمهدةُ البقاءِ جَعاجِعُ

ترمي بأسجلةِ البَنانِ على القَنَا

هذا ولو أنَّ الزمانَ منازعُ

وتردُّ صدرَ السيفِ وهو مورَّدٌ

وله على ثغرِ العدوِّ مراتعُ

لم تكْسُ أطرافَ النهار قساطلاً

طُرُقُ المهالكِ عندَهنَّ مهائِعُ

إلّا وأنتَ على سَراةِ طِمِرَّةٍ

كالسِّيْدِ وقعُ جِرائِها متتابِعُ

جرداءُ خَّوارُ العِنَانِ كأنَّها

سيلٌ به صَدْمُ الرِّعانِ بلاقِعُ

ويزيفُ نحو القِرنِ خَطْرُ مَصاعبٍ

تُطوَى لهن على الأوامِ مشارعُ

غزِلاً يدرِّسُكَ التصابي صارمٌ

سَحُّ المقاطعِ لا حمامٌ ساجعُ

حيرانُ نطفة خِّدهِ فكأنهُ

ماءٌ يُذَمُّ على قِراهُ وقائعُ

وجرتْ على عذبِ الغصون فعطَّرتْ

فيها على رَمْلي زَرودَ أجارعُ

وتمعَّجَتْ فوقَ الخمائلِ طلقةً

تُجلَى عليها للرياضِ وشائعُ

واسترقصتْ لممَ الأراكِ فخوطُه

من تحتِها مترنحٌ أوراكعُ

وتأزَّرَ الأرطى لذاتِ جدائِدٍ

ساغتْ له في زامتين مكارعُ

ساحتْ على روضٍ سَقاهُ رُضابَه

لُعْسُ الغوادي الغُرْزِ وهي هوامع

وتوسَّدتُ جُرثومَ حبلٍ فارتدتْ

بالظلِّ وهو مقلِّصٌ متدافعُ

فهناك تسمُكُ فوق سالفةِ الثَّرَى

نقعاً وصبحُ الليل عارٍ ساطعُ

وإِذا العِدى ذاموا فِعالَك فيهمُ

أثنتْ عليك كواسرٌ وخوامُعُ

ملَّتْ عرانينُ القُنِيِّ رُعافَها

وشكا أناملكَ الحسامُ القاطعُ

وإِذا الخطوبُ تسترتْ أجفانُها

سودُ الصحائفِ فالرقابُ خواضِعُ

بادهتُها بالرأي يَنْطُفُ حَّدهُ

عَلَقاً ورأيُك للنوائب قاشعُ

إِني أمُتُّ حزامةً من مِقولي

يُلقَى عليها للجمال براقِعُ

ووراءها عَزَماتُ يقظانِ السُّرَى

والبيضُ تُطوى والأمون المانعُ

وسجيَّةٌ مَيْثَاءُ يُعزَلُ عندَها

من بعدِ صولتها الشُّجاعُ الدارعُ

وأرى زماني قد أرقَّ طلاوةً

ستجمُّها عوداً وفضلُكَ شائعُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الطغرائي

avatar

الطغرائي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Tughrai@

375

قصيدة

4

الاقتباسات

158

متابعين

الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد، أبو إسماعيل، مؤيد الدين، الأصبهاني الطغرائي. شاعر، من الوزراء الكتاب، كان ينعت بالأستاذ. ولد بأصبهان، واتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب ...

المزيد عن الطغرائي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة