الديوان
الديوان
»
العصر العباسي
»
عبد المحسن الصوري
»
نظرن بأسياف عليها جفونها
عدد الأبيات : 28
طباعة
مفضلتي
نَظَرنَ بأَسيافٍ عَليها جُفُونُها
قَواطِعُ في أيدي هَوىً لا تَخُونُها
سَواكِنُ إلا أنَّ بينَ جَوانِحي
لَها حَركاتٌ يَقتَضِيها سُكونُها
هُو السُّقمُ إمَّا في قُلوبٍ يُذيبُها
كقَلبي وإمَّا في جُفُونٍ يَزينُها
فإن تَكُ ألحاظُ الغَواني ضَعِيفةً
فَلي نظَرٌ فيها قَوِيٌّ يُعِينُها
ومَن عَبدَ الأهواءَ مثلَ عِبادَتي
فَليسَ يُبالي أيّ دِينٍ يَدينُها
وحَمراءَ كَالمرِّيخِ لَوناً وَقِدمَةٌ
أتَت عَينُها لمَّا مَضَى عَربُونُها
فجاءَ بِها القِسِّيسُ يُوصي بِصَونِها
وما أبتَغي ما كنتُ ممَّن يَصُونُها
لهَا حَبَبٌ يُنبِيكَ عَن طُولِ عُمرِها
ألستَ تَراها كيفَ شابَت قُرونُها
أقولُ لِساقِيها عَلى الظنِّ إنَّها
تَدورُ وقَد رقِّت فَما أستَبِينُها
ألا عَدِّها عَنِّي حَياءً فإنَّني
أراها تَراني والحَبابُ عُيونُها
يُلَقِّحُها الشَّادِي وإن لم يَمَسَّها
فَينشُو سُرُوراً في النُّفُوسِ جَنينُها
طَرقتُ بها دارَ الهُمومِ وكيفَ لي
هِي الأرضُ جَمعاً أو تكادُ تكُونُها
ولكنني أحبُو عقُولاً بشُربِها
فَتَنسى نُفُوسٌ كيفَ تَجري شُؤونُها
فكلُّ فتىً يَسمو إلى حَيثُ نَفسُهُ
علواً بأخلاقٍ له يَستَعِينُها
كَما الدَّولةُ الزَّهراءُ حيثُ مكانُها
مِن الأُفُقِ الأَعلَى يَكونُ مكِينُها
أبو عَزَماتٍ كلُّ مَن جاءَ بَعدَه
أخُوها إِذا جانَبنَه وخَدينُها
يُجيرُ عَلى الأيَّام وهيَ تَوَدُّهُ
فَصارَ شَجاها عِندَه وشُجُونُها
وتَلقاهُ فيما يَقبلُ الشُكرَ حائِزاً
عَلى فَعَلاتٍ كلُّ شُكرٍ رَهينُها
فقَد جُدِّدَ الطُّوفانُ في الأرضِ والتَقَى
بجُودِ يَدَيهِ مُزنُها ومَعينُها
إِذا ما بِحارُ النَّائِباتِ تَغَطمَطَت
فإنَّ المذاكي السَّابِحاتِ سَفِينُها
عَلى مثلِ هبَّاتِ الرِّياحِ اعتِسافُها
إلى كلِّ خَطبٍ والرِّياحُ شُطُونُها
تَهونُ عَلَيهِ والجَبانُ يُعِزُّها
وليسَ يُعِزُّ النَّفسَ إلا مُهِينُها
وإن بعَّدَت آراؤهُ البِيضَ قَبلَهُ
فَأتباعُها حُمرُ المَنايا وجُونُها
يؤلِّفُ بينَ الأسدِ تحتَ لِوائِه
وكلُّ مكان حَلَّ فيهِ عَرِينُها
عَوادٍ ولا في كُلِّ حِينٍ وإنَّما
إذا شاءَ أن يَعدُو بِها جاءَ حِينُها
كَساها كَما تُكسَى الرِّجالُ فأشكَلَت
وشَكَّت نُفُوسٌ ثمَّ صحَّ يَقينُها
أخَذنا أحاديثَ الكِرامِ بِقسمَةٍ
أسانِيدُها فينا وفيهم مُتُونُها
إذا سُرِّحَت لي في الثَّناءِ قَصِيدةٌ
فَليتكَ في طُولِ البَقاءِ قَرينُها
الصفحة السابقة
خل عيني والكرى
الصفحة التالية
من كل جفن بين عيني بين
معلومات عن عبد المحسن الصوري
عبد المحسن الصوري
عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب الصوري، أبو محمد ويلقب بابن غلبون. شاعر، حسن المعاني. من أهل صور، في بلاد الشام. مولده ووفاته فيها. له (ديوان شعر - خ)..
المزيد عن عبد المحسن الصوري
تصنيفات القصيدة
قصيدة غزل
عموديه
بحر الطويل
اقرأ أيضاً ل عبد المحسن الصوري :
لحا الله الذي استرعاك سراً
ويعجن للعيد في مسعط
وصف البدر حسن وجهك حتى
وقالوا تولى حين قابله الغنى
لقلع ضرس ومضغ كلس
رأيتك فتاكا على الروم والزنج
نظر الغرام إليه من نظراته
هواي الذي أبدي واضمره يحيى
ومن بني القواد من يغنه
يا ذا الذي في خده
الرئيسية
شعراء العصور
شعراء الدول
البحور الشعرية
الاقتباسات الشعرية
الشعراء والمؤلفون
موضوعات القصيدة
موضوعات الاقتباسات
مفضلتي ❤