الديوان » العصر العباسي » الصنوبري » كل نعيم سوى الهوى بوس

عدد الابيات : 40

طباعة

كلُّ نعيمٍ سوى الهوى بُوسُ

رَبْعُ الهوى في حشايَ مأنوس

حَرَسْتُ شوقي من السلوِّ ولا

بأسَ على الشوقِ وهو محروس

مُعَرَّسي بين فتيةٍ لهمُ

على نجومِ الجوزاء تَعْرِيس

في مُعْلَماتٍ نُشِرْنَ فوق ربىً

أهدت لها المعلَماتِ تنِّيس

ريشُ الطواويسِ زَهْرُنا وإذا

شينا سقانا العُقارَ طاووس

بين ظلالِ النعيمِ مُكْتَنَفٌ

وفي بحارِ السُّرورِ مغموس

إذا سلاحُ الحليِّ أَبرَزَهُ

فما لنفسِ المحبِّ تنفيس

وشاحُهُ سيفه وبارقُهُ

خنجرُهُ والسّوارُ دبُّوس

نقْبِسُ من كفِّهِ مُشَعْشَعَةً

تُظْلِمُ في ضوئها المقاييسُ

ابنةُ كرمٍ ترهَّبتْ زمناً

يكفُلُها راهبٌ وقسّيس

مَدارعُ القارِ لُبْسُها ولها

من مَدَرٍ فَوقَه برانيسُ

مثليَ تُحْدى له الكؤوسُ ولا

تكادُ تُحْدى بمثليَ العيسُ

ما للمواعيسِ والهِدَمْلةِ لا

كانت ولا كانتِ المواعيس

ما العيشُ إلا ببانقوسا إذا

غَنَّتْكَ من حولكِ النواقيسُ

والعَوَجانُ الذي تخالسُهُ

لواحظٌ كلُّهُنَّ مخلُوسُ

كأَنَّ أَمواجَهُ إذا ارتكضَتْ

في حافتيه خيلٌ كراديسُ

لو أَنَّ بلقيسَ عاينته إذن

لشبَّهَتْهُ بالصَّرحِ بلقيس

هناك ثوبُ المماتِ مُطَّرَحٌ

عنك وثوبُ الحياةِ مَلْبوسُ

أَقبلَ وَجْهُ الزمانِ منبسطاً

من بعدِ ما كان فيه تعبيس

وما له لا يضيءُ حندسَهُ

بدرٌ أَضاءَتْ له الحناديس

مُنْصُلُ رأيٍ لم يُخْفِ رَوْنَقَهُ

غِمْدٌ وليثٌ لم يُحوِه خِيس

أَشوَسُ ضِرغامةٌ وأورَّثَهُ

إِرْثَ المعالي ضراغمٌ شُوسُ

همُ المياسيرُ من حجىً ونُهىً

لكنَّهم من مفاليس

عليُّ أيُّ العلى يُقاسُ إلى

عُلاك إن صَحَّتِ المقاييس

أَسَّسْتَ للمكرمات أَرْوِقَةً

لها على المكرماتِ تأسيسُ

مجداً كساك النعمانُ حُلَّتَهُ

والمجدُ خِيْمٌ في مثلكمْ سوس

رددتَ عزَّ الشآمِ فيه فقد

عزَّ رئيسٌ وذلَّ مرؤوس

وفارقَ العدلُ رَمْسَهُ ولقد

مضى زمانٌ والعدلُ مرموس

ما أَوسَعَتْهُ عيناكَ من نَظَرٍ

فناظرُ الخطبِ عنه مطموس

نصحتَ فيه الوزير نُصْحَ تُقىً

والنُّصْحُ ثوبٌ ما فيه تدنيس

لك المدى الأبعدُ الذي أبداً

نجمُ مجاريكَ فيه منحوس

حُسنُ القراطيسِ حين تضحكُ عن

بكاءِ أقلامِكَ القراطيس

من حِكَمٍ لم يَجِفَّ مورِقُها

وَعُودُه في ثَراكَ مغروس

ناموسُ حلمٍ به انفردتَ ولا

تُخْدَعُ عنه والحلمُ ناموس

قَدَّمه منكَ حينَ قدَّمَه

أبٌ قديمُ الأرومِ قُدْمُوسُ

أيقنتُ إذ مَسَّه الحِمامُ ولم

يَخَفْهُ أنَّ الحمامَ ممسوس

لو كان طولُ البقاءِ مَكْرُمةً

لم يُعْطَ طولَ البقاءِ إبليس

يا أيها البازلُ الذي عجزت

عن شأوه البُزَّلُ القناعيس

أما وقوسُ الفخار قوسُك لا

مسَّ قناةَ الفخارِ تقويس

كلُّ المعالي لديكَ واقفةٌ

مجدٍ عليكَ محبوس

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الصنوبري

avatar

الصنوبري حساب موثق

العصر العباسي

poet-alsanubri@

693

قصيدة

1

الاقتباسات

109

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي، أبو بكر، المعروف بالصنوبري. شاعر اقتصر أكثر شعره على وصف الرياض والأزهار. وكان ممن يحضر مجالس سيف الدولة. تنقل بين ...

المزيد عن الصنوبري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة