الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » عوجوا فحيوا مغاني ربة الخال

عدد الابيات : 47

طباعة

عوجوا فحيّوا مَغاني ربّة الخالِ

وَاِقضوا مآربكم في رسمها الخالي

وَجَلجلوا كلّ هطّال بعرصتها

يغنى مجلجله عن كلِّ هطّالِ

منازلٌ مِن حبيبٍ كم ظللت بها

أجرُّ أذيالَ تيهٍ بعد أذيالِ

أطلال حيٍّ عَهِدناهم بهنَّ ويا

لهنَّ مِن أرسمٍ أقوت وأطلالِ

كأنَّ أحداجَهم يوم النوى سفن

في اليمِّ لمّا طفت في زاخر الآلِ

وَفي الظعائن ريمٌ أحور غنجٌ

يرمي القلوبَ بطرفٍ منه قتّالِ

خالي الموشّح مالي الردف راجحه

يا حبّ مَلقاه من خالٍ ومن مالِ

ما بال روحيَ ما همّت أميمة بالت

ترحالِ إلّا وقد همّت بترحالِ

أَسترشدُ الغيَّ مِن حبّي لها أبداً

طوراً وأستكُّ سمعاً بينَ عذّالِ

إِن تسلُ عنّي وتنسى عهد ألفتنا

فلستُ في ذاك بالناسي ولا السالِ

غيداء تهتزّ في برد الشباب كما

يهتزُّ عود النقا في كفِّ مختالِ

كأنَّ ريقَتها في ثغر راشفها

صهباء صافية شيبت بسلسالِ

تقلّ ليلاً على بدرِ التمام على

غصنٍ منَ البان فوق الدعص ميّالِ

ما آيست مُدنفاً يوماً بهجرتها

إلّا وقد أطمعت منه بإدلالِ

تشفي القلوبَ مَتى شاءت وتكلمها

مِن حيثُ شاءَت بمعسولٍ وعسّالِ

ما للزمانِ يُريني من عجائبهِ

بدائعاً لم أكيّفها بأقوالِ

رضيتُ بالحكمِ منه بعد معرفتي

بهِ وصاحبتهُ في زيّ جهّالِ

مَن يلبس الدهرَ لو طالت سلامتهُ

لا بدَّ يبلى وما الملبوسُ بالبالي

ما أنعم العيش في الدُنيا لساكِنها

لَولا التقلّبُ من حالٍ إِلى حالِ

عرفت بالدهرِ حتّى كدتُ أعرف ما

يَجري به قبل أن يقضى بأفعالِ

وَقَد أحطت وحكمُ الغيبِ مُبتدعٌ

بأوّلِ الحكمِ علماً منه بالتالي

وَجلت في جلبةِ الأفكارِ مُختبراً

بِخاطرٍ في خفيِّ الغيبِ جوّالِ

يا أيُّها الناس مَن لي أن يكون أخاً

أَسعى له سعيَ أبرار ويسعى لي

جرّبت دهري وما غادرتُ تجربةً

إلّا وَأَدخلتُها في بعض أمثالي

فَكَم عَليَّ بما يجري القضاء به

مِن نعجةٍ فتكت قسراً برئبالِ

إنّي ومِن خلق الإنسان من حمأٍ

وَأوصل العصر أبكاراً بآصالِ

لا تقضينّ مرامي كلّ ماريةٍ

إِن قدّر اللّه لي سؤلي وآمالي

يَسمو الفتى في معاليه بهمّتهِ

وَسعيه لا بسعيِ العمِّ والخالِ

لي عزمةٌ دونها ينبو الحسام ولي

نفسٌ منزّهة عن كلّ بطّالِ

لَولا المتوّج كهلان بن حافظ ما

عقبت من حلية الميدان أشكالِ

وَلا بلغت إلى ما قد حظيتُ بهِ

منَ المحلِّ المنيف السامكِ العالي

أَعلى محلّي في العبادِ وأَنزلني

مَنازلاً ما سَمت قَبلي بنزّالِ

ممجّد قَد أحاطت في ممالكهِ

بِهِ سرداق من فخرٍ وإِجلالِ

يشقُّ جيشُ الأعادي غير مدّرع

بكلِّ أجرد سامي الجيد صهّالِ

يا خير مَن أرقلت يوماً بِراكبها

إليهِ كلّ أمون الظهر مرقالِ

وَمن تخطّر مُذ جاء الزمانُ به

منَ المحامدِ في بردٍ وسربالِ

هذا أخوكَ أبو دهمان خير أخٍ

ندب أخو ثقةٍ حمّال أثقالِ

يَصبو إِلى المجدِ والعليا ورغبته

في طارفِ المجدِ لا في طارف المالِ

وَقائل فاعل ما قال محتسباً

فاِحمده من قائلٍ في الناس فعّالِ

فَأنتَ أنت وإيّاه كأنّكما

موسى وهارون في سعيٍ وآمالِ

قَد صِرتُما في اِشتباه من جلالكما

بينَ الورى كاِشتباه الدال والذالِ

وَلتهنَ في عيدك الأضحى فإنّ بهِ

شَوقاً إِليك فصله ناعم البالِ

وَلم يزل كلّ علم ما الزمان بقى

يأت الزمانُ بإسعادٍ وإقبالِ

واِنعَم بدولةِ عزٍّ قد حويت بها

ملكاً وافقت فيها أيمن الفالِ

واِغفر ليَ الذنب في تقصير مدحكما

من ليس يلهو عن العليا بأشغالِ

فَما مَقالي وما الموصوف متّصف

جلّت معاليك عن قيلٍ وعن قالِ

قَد جاز شأوُك غايات العلا وعلا

فوقَ المديحِ فما قول ابن شوّالِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

24

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة