الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » دعني من التفنيد والتأنيب

عدد الابيات : 43

طباعة

دَعني من التفنيدِ والتأنيبِ

فلربّ رأيٍ كان غير مصيبِ

كيفَ السلوّ وكيف كان تجلّدي

ولقاء مَن أَهواه غير قريبِ

يا لائِمي أَتَلومني في الحبّ إن

أظهرتُ بين العاذلين نحيبِ

فَدعِ الملام على الغرام وغنّنا

بِنشيد جرول أَو نشيد حبيبِ

أَحلا المعيشة شربُ كأسِ مدامةٍ

وَوصال خشف في الأنيس ربيبِ

وَمفاكهات في الخلائقِ ترتضى

لكَ من أكيلٍ ماجد وشريبِ

أَمحدّثي عن أرسُمٍ لَعِبت بها

هوجُ الروامسِ من صباً وجنوبِ

لا نظر بعدَ السفح لي سفحاً ولا

بعدَ الكثيبِ نبت شرح كثيبِ

رسمان في قَلبي وطبّ طبنا

من أقويا زمناً من التطبيبِ

ما إن ذكرت لياليا لهما مضت

إلّا حَننتُ لها حنين النيبِ

طَرق الخيالُ خيال سعدى مَضجَعي

هدواً وَما لمحت عيون رقيبِ

غَيداء تَحوي إن تثنّت أَو رنت

فتكات ألحاظ ولين قضيبِ

تُسبى الحجا بمسوّر وموشّحٍ

وَمخلخلٍ ريّان كالأنبوبِ

رَحلت مودّعةً فقلت تأسّفاً

يا نفسُ ذوبي في الصبابة ذوبي

لَولا هَواها ما جرى دمعي ولا اِس

تطرفت نظم تغزّلي ونسيبي

لمّا كَساني الشيب نوراً قطّبت

عنّي الكواعب أَيّما تقطيبِ

وَلقد أرى الأيّام حتماً للقضا

وَأَرى حَوادثها نباح عيوبِ

وَالناسُ في الدنيا كركبِ سفينةٍ

لا تستقرُّ بهم غداة ركوبِ

تَجري بِهم لبلوغِ آجالٍ وهم

يَلهونَ بالمأكول والمشروبِ

فَمَتى دَعوتهمُ لِكشف ملمّة

فيما أَريدُ دعوتُ غير مجيبِ

تتصرّم الدنيا جميعاً كلّها

وَالمرءُ ما يلقى لغير نحيبِ

تتصرّم الدنيا ويرحلُ أهلها

كَرهاً عن الممقوتِ والمحبوبِ

وَلقد بلوت بَني الزمانِ تجارباً

وَحككتهم بمحكَّةِ التجريبِ

فَوجدتهم جُنداً لسطوةِ غالبٍ

أَو عادياً أبداً على المغلوبِ

يا أيّها الناس اِفقهوا لِمقالتي

مِن قائلٍ في المحكمات خطيبِ

إنّي بَلوت الدهرَ مُمتحناً به

مُتكشِّفاً عن سرِّه المحجوبِ

فَرأيتُ منه عجائباً وعجيب ما

تأتي به الأيّامُ غير عجيبِ

مَن لي بمفضالٍ أريبٍ حاذقٍ

تحلو خلائقُه لكلِّ أريبِ

فيكون من دونِ الأقارب لي أخاً

ومناسباً من دونِ كلِّ نسيبِ

ويكون لي محضَ الشمائِل مخلصاً

لي سعيَه في مشهدِي ومغيبِ

من فكرهُ فكري وشاني شانُه

أبداً أفاد من الأنام حبيبِ

وَلربّ داوية قطعت لعرمس

تطوي الفلا بالوجدِ والتقريبِ

متيّمماً مغنى أبي الطيب الّذي

أخلاقُه تحكي أريجَ الطيبِ

الجوهرُ الصافي الحسيبُ المنتمي

في كلِّ مرتبةٍ لكلِّ حَسيبِ

فَمتى اِتّصلت به اِتّصلت بفاضلٍ

نَدبٍ لرايات الثنا ونثوبِ

مُتسربل ثوبَ المفاخِر لابس

حُللَ الثَّنا والحلمِ والتأديبِ

عَدل اِبن عمرانَ الحكيم جواه في

زهدِ ابنِ مريم في عزا أيوبِ

ملك يجلّ بأن يشبّه في الوَرى

بيديد أملاك ولا تضريبِ

أَرسى وأثقل في السكينة والحجَا

من يَذبُل ومتالع وعسيبِ

غيثٌ وليث في النوالِ وفي الوغى

لغداة جُود أو غداةِ حروبِ

ومهنّدٍ عَضب المضاربِ كم سطا

في مشكلاتِ حوادثٍ وخطوبِ

يا أيّها الملك المحذور بي

نَ الناس في الموعوب والمرهوبِ

خُذها إليكَ غريبة لك من غري

بِ الشعر والآداب غير غريبِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

24

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة