الديوان » العصر العثماني » العُشاري » سلام على وادي الأراك سلام

عدد الابيات : 51

طباعة

سَلام عَلى وادي الأراك سَلام

فَقَد كانَ لي عَهد بِهِ وَذمام

شَربت بِهِ ماء الحَياة مروقاً

وَواصلت بَدر الحي وَهوَ تَمام

وَرب غَرير بت ألثم ثَغره

وَما فض عَنهُ قَبل ذاكَ لثام

والهو بسحر وَهوَ غنج نَواظر

وَارنو سَقيط الدر وَهوَ كَلام

وَانثر مِن دَمعي عُقوداً فَتنثَني

عَلى صَفحات الوَجه وَهيَ نِظام

فَيَلحَظني مِن طَرفه وَهوَ ناعس

وَيتحفني بِالغصن وَهوَ قوام

وَيلثمني وَرداً بجنة وَجنة

عَلَيها مِن اللَحظ المَريض حسام

وَقامَ يعاطيني مِن الثَغر خمرة

عَلَيها مِن المسك النَدي ختام

يرنحه ريع الشَباب فَيلتَوي

وَلَيسَ بِهِ لا وَالعذيب مدام

ألام عَلى حُبي لبيض سَوالف

بِها خط مِن صَدغ الملاحة لام

أَبيت وَجفني لَيسَ يَعرف ما الكَرى

وَمَن غازل الغُزلان كَيفَ يَنام

يعللنا مر النَسيم عشية

وَنَسمع صَوت الطل وَهو سِجام

وَننشق مِن رَوض الحجاز وَشعبه

أَريجاً يحاكي المسك وَهوَ بشام

وَرب حمام ناح شَجواً لإلفه

فَهاجَت صَبابات لَنا وَغَرام

أَلم يَدر أَني مِنهُ أَقوى صَبابة

وَأَن فراقي من أحب حمام

كَأن لَيالينا بِهِ وَمض بارق

وَعَيشاً مَع الظَبي الأَغن مَنام

وَلَو دامَت اللذات عشنا بِغبطة

مِن الدَهر لَكن ما لهن دَوام

هُناك عَهدت العَيش صاف غَديره

نعم وَحَريمي في ذراه حَرام

حمته بِأَشفار الصَوارم غلمة

لَهم عِن سوى حفظ الذمار فطام

حَموا بِالأَنابيب الطوال كَواعباً

عَلَيهن مِن نسج الوَشيج خِيام

سَقى اللَه بِالوَسمي داراً برامة

وَمَرتع غيد فيه لَيسَ ترام

وَحَيا الحَيا ريم الحجاز فَإِنَّه

لَهُ في فُؤادي حرقة وَضرام

لَقَد خص بَينَ الناس بِالحُسن وَحده

كَما خص بِالشَأو الرَفيع همام

علي المَعالي كامِل القدرِ قد علا

مَحلا سمي الاسم لَيسَ يسام

هُوَ البَحر علماً بَل هُوَ البَحر نائِلاً

كَأَن يَديه لِلأَنام غمام

وَنير أفضال فَأَما عُلومه

فَغيث وَأَما ذهنه فَحسام

وَصبح عُلوم أَقلع الجَهل عِندها

أَيَبقى مَع الصُبح المُضيء ظَلام

وَلَيث جدال أفحم الخصم وَحده

وَإن كثرت يَوم الجِدال خصام

حمى حَوزة الإِسلام إِذ كانَ شَيخه

فَقصر عَنهُ غارب وَسنام

بِهِ انتَظَم الشَرع الشَريف وَحكمه

وَلَولاه لَم يَظهر عَلَيه نِظام

ينور مِن آرائه البيض خطبة

إِذا ما علته غيرة وَقتام

فَطابق بالبُرهان أَقوم حجة

بِها سلم الحَق المُبين يُقام

فَراحَ وَحزب الماتريدي غالب

وَجَيش الإِمام الأَشعري لهام

وَوَلت جُيوش الجبر كِسرى هَزيمة

وَتعدو وَفي أَعناقهن سِهام

وَغارت عُيون الرفض مِن نار بَأسه

وَقَد عميت أَبصارهم وَتَعاموا

وَأَصبَح وَجه الاعتزال مُضرَجاً

لأَسيافه في صَفحتيه زحام

وَكَم طفر النِظام أَقبَح طفرة

وَكانَ لَهُ عِندَ اللقاء هيام

وَقَد نَص بِالمَفهوم مَنطوق فَضله

بِأَن ثَناه للقُلوب زمام

جَواهر فَضل يعشق النَثر نَظمها

فَيَحلو نثار عِندها وَنِظام

وَأطلق تَقييد المديح كَماله

فَقصر لَفظ دونه وَكَلام

فَيا أَيُّها الطود الَّذي طَأطأت لَهُ

هِضاب عَلَيها سادة وَكِرام

تَسنمت مِن ظهر الشَريعة مَركباً

لَهُ فَوق كُل الشامِخات سَنام

لَكَ الرتبة العَلياء وَالحشمة الَّتي

لَها الدَهر عَبد وَالزَمان غُلام

بِحَقك قف وَاسمع نِظام قَصيدة

فَواصلها إِلا عَليك حَرام

أَتَتك عَلى نَأي الدِيار وَبَعدها

لِيطفى بِها مِن راحَتيك أوام

وَتشرح أَحوالي لَدَيك فَإِنَّني

بليت بِأَهوال علي تقام

وَقَد ضامَني دَهري بِأَضيق عِيشه

وَمَن كُنت مَولاه فَلَيسَ يُضام

أقل عَثرَتي وَارفع بِجاهك رُتبَتي

وَأخصب رباعي حَيث أَنت غمام

لأقضي حُقوقاً لِلعُلوم كَثيرة

فَأَغدو وَما مِنها علي ملام

فَلا بَرحت أَقمار مَجدك تَرتَقي

إِلى فلك الأَفلاك وَهيَ تَمام

مَدى الدَهر ما شادَ شَدا وَهوَ قائل

سَلام عَلى وادي الأَراك سَلام

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن العُشاري

avatar

العُشاري حساب موثق

العصر العثماني

poet-aloshari@

191

قصيدة

29

متابعين

حسين بن عليّ بن حسن بن محمد العشاري. فقيه أصولي، له شعر. من أهل بغداد. نسبته إلى العشارة (بلدة على الخابور) ولد وتعلم في بغداد. وغلب عليه الفقه حتى كان ...

المزيد عن العُشاري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة