الديوان » العصر العثماني » جميل صدقي الزهاوي » كنت طاغور ماثلا في خيالي

عدد الابيات : 64

طباعة

كنت طاغور ماثلا في خيالي

حيثما التفت اجدك حيالى

عن يمني اذا نظرت يميني

وشمالي اذا نظرت شمالي

مثل نجم يهدى ابتساما جميلا

في دجى الليل من مكان عال

وانا باسط اليك يدي في

ضرع اليائس الكثير الملال

قلت لي ان اردت ان نتناجى

فادن مني وفي الدنو تعالى

قلت لا استطيع ذلك اني

من شكوكي اسوخ في الاوحال

قلت حاول منها بنفسك افلا

تاً فحاولته فبان كلالي

وضعت في جيدي الطبيعة اغلا

لا فما حيلتي مع الاغلال

ما بوسعي الدنو الا اذا حر

رتني او خففت من اثقالي

ثم لما تصرم الليل ينأى

وبدا الصبح ابيض الاذيال

يقظ الناس من كراها تحيي

موكب الشمس طالعاً في جلال

لم يكن ما قد بان يومئذ لي

غير طيف من الحقيقة خال

وارى اليوم بالنواظر ما قد

كنت قبلا رأيته في الخيال

حبذا كوكب تألق يدنو

من سماء العراق حتى بدالي

كوكب كله جمال فما ار

وعه في عيون حزب الجمال

كوكب يرسل الاشعة بيضا

ء من الشرق وحده في الليالي

طاب هذا اللقاء بعد انتظار

كاد يقضي فينا على الآمال

وحسبنا ان اللقاء محال

ثم كان المحال غير محال

ولقد اجمع العراق على التر

حيب بالعبقري والاجلال

ايها الشاعر العظيم سلام

من محب لآي شعرك تال

وسلام عليك في كل يوم

وسلام عليك في كل حال

معدن بانت للقصائد غراً

مثلما البحر معدن للآلي

انما هذا الشعر حين تغنيه

على قربه بعيد المنال

انني لا اخشى عليه زوالا

انه للخلود لا للزوال

انت ان رمنا للنوابغ عداً

واحد من اولئك الابطال

أترى ان الحياة برغم الموت

قصداً في خلفة الاجيال

لا تسلني عن الحقيقة اني

اطلب الشمس في مهاوي الظلال

لا تسلني فانني من شكوكي

كالذي يرجحن فوق الحبال

لست ادري ما غايتي من حياتي

ما وجودي ما مبدئي ما مآلي

واذا ما قلبي عصى حكم عقلي

لم يفد منطقي ولا استدلالي

خطلي بعد ان ظللت سبيلي

هو اني ارى الهدى في ضلالي

ما تثبطت في طريقي لو لم

اتعثر كالدمع في اذيالي

ايها الحب والجمال المذيعا

ن سلاماً كلاكما ذو تعال

لست ادري من منكما هو ذاك

المثل الاعلى في طريق الكمال

وسأبقى عن الحقيقة بحا

ثاً وان هاض من جناحي كلالي

انها زهرة على قربها ممنوعة

من اشواكها بالنصال

زهرة حشوها جمال وعرف

نبقت من بين الحصى والرمال

زرتها معولا بصبح ولكن

لم ينبهها من كرى اعوالي

ما من الموت في النهاية بد

فسواء باليت او لم ابال

ليس هول المنون شيئا

اذا قيس بما للحياة من اهوال

ان بين العقول حربا عوانا

نارها لا تزال ذات اشتعال

لم اكن من جناتها علم الله

واني بنارها اليوم صال

ورأيت الزمان ذا دوران

واصل للآباد بالآزال

ولعل الروح الذي هو يبقى

جوهر في نجاره غير بال

ولعل الجسم الذي هو يبلى

مهبط في يوم لروح عال

ايها الكهرباء انت جوابي

للجماهير عند كل سؤال

سوف تبقى الاعراض منفعلات

ثم تفنى في الجوهر الفعال

ثم تبدو وليدة من جديد

ثم تخفى على سبيل التوالي

اتصلنا ثم انفصلنا فمن لي

باتصال يبقى بغير انفصال

قلت للنفس لا تخافي من المو

ت فما هذا الموت غير انتقال

غير ان النفس العصية لا تلقى

لقولي سلاحها في النضال

انقدوا نفسي آخذين عليها

كونها في حب الحياة تغالي

انا لا ابكي في مشيبي ماضي

ولكن ابكي على استقبالي

ابك ان شئت في المصاب وان كا

ن البكى غير لائق بالرجال

الثكالى اذا بكين فان الضعف

عذر المفجوعة المثكال

والعذارى اذا بكين فقد يبكين

من قسوة الشباب المقالي

ربما كان الفرق غير قليل

بين دمع الاسى ودمع الدلال

رب ما اجمل الدموع التي تسبح

في حوض العين كالاطفال

وكأن العين التي هي تبكي

سفط والدموع فيه لآلي

تعد الشمس ان تعيد لنا

المجد وتبلي وعودها بالمطال

ايها الشرق كنت والغرب داج

مطلع النور في السنين الخوالي

وله كنت في الحضارة أستا

ذاً عليه تملي دروس المعالي

ذهبت عنك قوة العلم حتى

انعكس الأمر مؤذناً بالهزال

ولعل الأيام تعلن سلما

بعد حرب الأديان والأموال

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جميل صدقي الزهاوي

avatar

جميل صدقي الزهاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-jamil-sidqi-al-zahawi@

373

قصيدة

2

الاقتباسات

138

متابعين

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن المنلا أحمد بابان، الزهاوي. شاعر، ينحو منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر. مولده ووفاته ببغداد. كان أبوه مفتيها. وبيته بيت ...

المزيد عن جميل صدقي الزهاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة