عدد الابيات : 22

طباعة

ركبتُ بحراً من الدموعِ

سفينهُ جسمي النحيل

فمزَّقَت ريحهُ قلوعي

مُذ عصفَت ساعةُ الرحيل

يا جيرةً خلّفت عيوني

تجري على خدّي كالعُيون

خيَّبتموا في الهوى ظنوني

ما هكذا كانت الظنون

منّوا ولا تطلُبوا منوني

فإنَّ هجرانَكُم منون

وجملوا الدار بالرجوع

وبردوا لوعةَ العليل

وسامِحوا الطرفَ بالهجوعِ

وقصّروا ليليَ الطويل

واللَه واللَه ما سقاني

كاس الردى غيرُ هجرِكم

أفنيتُ في حبّكُم زماني

وما وفّيتُ بوَعدِكم

عندي من الشوق ما كفاني

فلا تزيدوا بصدّكُم

فرَّقتموا في الهوى جموعي

وسؤتموا صحبَة الدليل

وما نظَرتُم إلى خضوعي

ووفقتي وقفةَ الذليل

يا سائقَ العباس بالمحافِل

في طلعةِ البيد والقفارِ

عرّج عن الأربعِ الأوائل

واقصِد بها أشرفَ الديار

والماء إن قلَّ في المناهِل

أو رُمتَ عند النزولِ نار

فالتَمس الماء من دموعي

فكم لها في الفلا سبيل

واقتبس النار من ضلوعي

ففي الحشا حشوها شعيل

باللَه إن لاحتِ القباب

سلم على ساكنينَ القبّ

وقل لهم حبُّكم مصابُ

وقلبهُ نحوكُم صبا

يا قمرٌ دونهُ حجاب

عنّي سنا البدر لا حجب

بدرٌ إذا لاح بالرجوعِ

أو بان بالبن والنخيل

أخفى الشمس في الطلوع

جمالهُ الباهرُ الجميل

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو مدين التلمساني

avatar

أبو مدين التلمساني حساب موثق

العصر الايوبي

poet-Abu-Madyan@

50

قصيدة

1

الاقتباسات

216

متابعين

شعيب بن الحسن الأندلسي التلمساني، أبو مدين. صوفي، من مشاهيرهم. أصله من الأندلس. أقام بفاس، وسكن "بجاية" وكثر أتباعه حتى خافه السلطان يعقوب المنصور. وتوفي بتلمسان، وقد قارب الثمانين أو ...

المزيد عن أبو مدين التلمساني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة