الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » كم للنواظر من دم مطلول

عدد الابيات : 41

طباعة

كم للنّواظر من دمٍ مطلولِ

ومُدَفّعٍ عن وَجْدِه ممطولِ

ولقد حملتُ غداة زُمّتْ للنّوى

أُدْمُ الرّكائبِ فيه كلَّ ثقيلِ

وقنعتُ منهمْ بالقليل ولم أكنْ

أرضى قُبَيلَ فراقهمْ بقليلِ

لولا دموعي يوم قامتْ ودّعتْ

ما كان روضُ الحَزْنِ بالمطلولِ

وأَرَتْك وجهاً لم تُنِرْ شمسُ الضّحى

إلاّ به ما كان بالمملولِ

وتقلّدَتْ بأساودٍ من فرعها

وتبسّمتْ عن أشْنَبٍ معسولِ

وَرَنتْ إليك بطرف جَوْذَرِ رملةٍ

وخطتْ بحِقْفٍ في الإزار مَهيلِ

إنْ كنتَ تُنكر ما جَنَتْه يدُ النّوى

فالشّاهدان صبابتي ونحولِي

ما ضرّ من ضنّتْ يداه بمُنْيَتِي

أَن لا يَضِنّ عليَّ بالتّعليلِ

فإلى متى أشكو إلى ذي قسوةٍ

وإلى متى أرجو نوالَ بخيلِ

قل للحُداةِ خلال عيسٍ ضُمَّرٍ

بطُلىً إلى حادي الرّكائبِ مِيلِ

حُطّوا إلى ملكِ الملوكِ رحالَكْم

فَفِناؤه للرّكبِ خيرُ مَقيلِ

حيث الثّرى لاقى الجباه وأرضُه

للقومِ موسَعَةٌ من التّقبيلِ

وكأنّما قمرُ الدّياجي وجهُه

ورُواء لونِ الصّارمِ المصقولِ

للَّهِ دَرُّك في مقامٍ لم تزلْ

عَجِلاً تلفّ رعيلَه برعيلِ

والخيلُ جائلةٌ على قِممٍ هَوَتْ

ومناكبٍ فارقن كلّ قليلِ

وكأنّهنّ يخُضن ماءَ ترائبٍ

لمجدّلين يخُضن ماءَ وُحولِ

قد جرّبوك غداةَ جنّتْ فتنةٌ

رَمَتِ العقول من الورى بخبولِ

فكأنّ مُضرمَها مضرّمُ عَرْفَجٍ

في الدَّوِّ حان حصادُه بقبيلِ

وكأنّها عشواءُ في غبشِ الدّجى

تطوي الفَلا خَبْطاً بغير دليلِ

فعدلتها بالرّأي حتّى نكّبَتْ

عنّا بغير قنىً وغيرِ نُصولِ

وَركبتَ منها وهي شامسةُ القَرا

عمّا قليلٍ ظهرَ أيِّ ذَلولِ

ولو اِنّها عاصَتْك حكّمتَ القَنا

فيها وحدَّ الباترِ المسلولِ

وملأتَ قطرَ الأرضِ وهي عريضةٌ

بصوارمٍ وذوابلٍ وخيولِ

وبكلّ مُستَلَبِ المَلامِ كأنّما

شهد الكتيبة طالباً بذُحولِ

عُريانَ إِلّا من لباسِ بسالةٍ

ظمآنَ إلّا من دمٍ لقتيلِ

وَأَنا الّذي أهوى هواك وأبتغي

أبداً رضاك وإنّه مأمولي

ومتى تبدّل جانباً عن جانبٍ

قومٌ فإنّك آمنٌ تبديلي

وإذا صححتَ فإنّ قلبي مُقسِمٌ

أنْ لا يبالي في الورى بعليلِ

وذرِ اِنتقادي بالشُّناةِ فلم تُنِرْ

شمسُ الظّهيرة للعيون الحُولِ

وليسلني عَن فوت ما نال الورى

إنْ لم أقمْ فيه مقامَ ذليلِ

خدُّها كما اِبتسم النّهار لمُدجنٍ

أعيا عليه قصدُ كلّ سبيلِ

وكأنّها للمبصريها جَذوَةٌ

ولناشقيها فَغْمةٌ لشَمولِ

وكأنّما هي عزّةً لا تُبْتَغى

عرِّيسةٌ للأُسْدِ ذاتُ شبولٍ

وكأنّها روضُ الفلا عبثتْ به

أيدي شمالٍ سُحْرةً وقَبولِ

صِينتْ عن المعنى المعاد وقولُها

ما كان في زمنٍ مضى بمقولِ

وإذا النّضارةُ في الغصون تغيّرتْ

كانت نضارتُها بغير ذبولِ

فاِسعَدْ بهذا العيد واِبقَ لمثله

في منزلٍ من نعمةٍ مأهولِ

ولقد نَضَوْتَ الصّومَ عنك ولم تَعُجْ

فيه بجانبِ هفوةٍ وزليلِ

وكففتَ عن كلّ الحرامِ وإنّما

صاموا عن المشروب والمأكولِ

وإذا بقيتَ فما نبالِي مِن جرتْ

منّا عليه ردىً دموعُ ثَكولِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

89

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة