الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » إني الشجاع وقد جزعت كما ترى

عدد الابيات : 23

طباعة

إنّي الشّجاعُ وقد جزِعتُ كما ترى

منّي الغَداةَ بمصرع ابن شجاعِ

ساقتْ مصيبتُهُ إلى بلابِلي

سَوْقاً وألقتني إلى أوجاعِ

فالماءُ من عينَيَّ يقرح ناظري

طوعَ النّوى والنّارُ في أضلاعي

ووددتُ لو تُغنِي الوِدادَةُ في الرّدى

أنّ التكذّبَ ما يقولُ النّاعي

ومن العجائب أنّني ضنّاً به

رَمّلتُهُ ورميتُهُ في قاعِ

ويسوءني أنّي أراهُ في الثّرى

يَبْلى وأمري فيه غيرُ مُطاعِ

بِيَفاعِ مشرفةٍ وهل يُغنِي الفتى

سُلِبَ الحياةَ مَقِيلُهُ بِيَفاعِ

في مُمرِعٍ خَضْلٍ وما أغنى اِمرءاً

في اللَّحْدِ عن خِصْبٍ وعن إمراعِ

أَعزِزْ عليَّ بِأَنْ توفّاكَ الرّدى

وأصمَّ سمعك عن مقالِ النّاعي

وَأَردتُ حِفظَك في الضّرِيح وإنّما

صيّرتُ شِلْوَكَ في يَدَيْ مِضْيَاعِ

خَرْقاءُ تَأكل لا لجوعٍ كلَّ مَن

يُهدي إليها الموتُ أكلَ جِياعِ

مَنْ لِي ترى مِن بعد فقدِك صاحبٌ

أُلقِي إليه متى أردتُ بَعاعي

ومَن المُطيلُ تمتُّعِي بغرائبٍ

مِنْ بَثِّهِ ومَن المقصِّرُ باعِي

وإذا دنا الأجل المقدَّرُ للفتى

لم أُنْجِهِ منه وضاع دِفاعي

وقواطعي وهي الحِداد كَلِيلَةٌ

عنهُ وَنَبْعي فيه مثلُ يَراعي

وأنا الطّويلُ يداً فإنْ مدّ الرّدى

نحوي يداً منه تَقَاصَرَ باعي

كم ذا تغالِطُنا الحياةُ وننثنِى

منها بخدعةِ مائِنٍ خَدّاعِ

أَينَ الّذين عَلَوْا على هامِ العُلا

وتبوّءُوا بالمجد خيرَ رباعِ

الباذلين لما حَوَتْهُ خِيامُهمْ

والواهبين لما يسوق الرّاعي

فَسَقَتْ ترابَك يا حُسينُ بواكِرٌ

ترمي الدّيارَ بعارِضٍ همّاعِ

وكأنّ لَمْعَ بروقِهِ هِنْدِيّةٌ

مسلولةٌ جُنْحَ الدُّجى لقِراعِ

وكأنّ زَمْجَرَةَ الرُّعودِ خلالَهُ

دوحٌ تقصّفَ أو زئيرُ سِباعِ

ودفاعُ ربّك عنك شرَّ عقابهِ

عن سيّئٍ خيرٌ من الدّفَّاعِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

79

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة