الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » ناديك من مطر الإحسان ممطور

عدد الابيات : 28

طباعة

ناديكَ من مطرِ الإحسانِ ممطورُ

ومُرتَجيكَ بغَمْرِ الجُودِ مَغمورُ

والبِيضُ ظِلٌّ عليك الدهرَ منتشرٌ

والنَّقعُ جَيبٌ عليكَ الدهرَ مَزرورُ

والشِّرْكُ قد هُتِكَتْ أستارُ بَيضَتِه

بحدِّ سيفِكَ والإسلامُ مَنشورُ

كم وقعةٍ لك شَبَّتْ في ديارِهِمْ

ناراً وأشرقَ منها في الهُدى نُورُ

بنهضةٍ خَرَّ فُسطاطُ الكَفورِ لها

خوفاً وأذعنَ بالفُسطاطِ كافورُ

إن تَشْتَكِ الحَدَثُ الحَسناءُ حادثةً

سَعى بها حائنٌ منهم ومَغرورُ

فإنَّها نَشوةٌ وَلَّتْ عُذوبتُها

وخَرَّ ذو التَّاجِ عنها وهو مخمورُ

يستنقِصُ الوِتْرَ من أعدائِه مَلِكٌ

عدوُّهُ حيثُ كانَ الدهرَ موتورُ

مجاورٌ وَزَراً منه وهل وَزَرٌ

والسَّيفُ في يد سيفِ الله مشهورُ

يا مَنْ يَمُنُّ على الأسرى فيأسِرُهم

عِلْمَاً بأنَّ طليقَ المَنِّ مأسورُ

ومَنْ لَدَيْهِ رياضُ الحَمدِ مُونِقَةً

فزَهرُها فيه منظومٌ ومنثورُ

إنْ تَعمُرِ السُّورَ أو تُهمِلْ عَمارَتَه

فإنَّه بك ما عُمِّرْتَ مَعمورُ

مَحلُّكَ الغابُ يحمي اللَّيثَ حَوزَتُه

فإن خَلا منه يوماً فهو مَجذُورُ

للهِ سُورٌ على الأيامِ يكلَؤُهُ

وأنتَ لا شكَّ فيه ذلك السُّورُ

حَمَيْتَهُ برماحِ الخَطِّ مُشرَعَةً

وكلُّ حُصْنٍ سوى أطرافِها زُورُ

أنتَ الهُمامُ الذي مَنْ هَمُّهُ أبداً

جَرُّ الحديدِ وذيلُ النَّقعِ مَجرورُ

من أُسرةٍ قهَروا كِسرى وأسرتَه

والنَّاسُ مهتَضَمٌ منهم ومقهورُ

لهم من البَرِّ مُصطافٌ ومُرتَبَعٌ

ومَحْضَرٌ في ظِلالِ الحَضْرِ مَحْظورُ

ولا معاقلَ إلا كلُّ سابغَةٍ

يطوي الفِجاجَ سَناها وهو منشورُ

وكوكبٌ في ذُرى سمراءَ مُغرِبَةٍ

إذا تمادَى القنا نَحرٌ وتَامورُ

تَمَلَّ فارسَكَ المذكورَ في شِيَمٍ

بمثلِها الذَّكَرُ الصَّمصامُ مذكورُ

وافى ومَولِدُهُ المُوفي يخبِّرُنا

بأنَّه ناصرٌ للمجدِ منصورُ

جَرى فِرنْدُ أبيه في مَضاربِهِ

فجاءَ وهو حديدُ الحَدِّ مأثورُ

فعاشَ ما نَشَرَ الديَّجورُ حُلَّتَه

وما انطوَى بضياءِ الفَجْرِ دَيجورُ

حتى نراه وحَدُّ السَّيفِ في يدِهِ

مُثَلَّمٌ وسِنانُ الرُّمحِ مَأْطُورُ

إنَّ السَّماحَةَ أخلاقٌ عُرِفْتَ بها

والمَكرُماتُ حَديثٌ عنكَ مَسطورُ

والدَّهرُ يا ابْنَ أبي الهيجاءِ يفعلُ ما

أمرْتَه فهو مَنْهِيٌّ ومأمورُ

لو هَمَّ بَأسُكَ بالطَّودِ الذي شَمَخَتْ

هِضابُهُ لَهَوَى من بأسِكَ الطَّورُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة