الديوان » العصر العباسي » عبد المحسن الصوري » خلصت من خدعات الأعين النجل

عدد الابيات : 20

طباعة

خلصتُ من خَدعاتِ الأَعينِ النُّجلِ

إنِّي إذاً لَشديدُ المكرِ والحِيَلِ

مادمتُ أعزلُ سُلطانَ الغَرام بها

كأنَّما ذلكَ السلطانُ من قِبَلي

وكنتُ من جَزَعي أُلحى فصِرتُ عَلى

صَبري أُلامُ فَما أَخلو من العَذَلِ

فإن سَلوتُ وإِن لَم أسلُ واحزَني

يا لَلرِّجالِ لهَذا الحادِثِ الجَلَلِ

خُذِ الزَّمانَ بأوقاتٍ تَفوتُ بِها

صَرفَ الزَّمانِ وبادِرها عَلى عَجَلِ

فقَد تَقلَّبتِ الأمثالُ وانقلَبَت

وأصبحَ المتأنِّي صاحِبَ الزَّلَلِ

وانهَض لِصافيةٍ في كفِّ صافِيةٍ

كالشمسِ حينَ تكونُ الشمسُ في الحَمَلِ

إِذا تَناوَلتَ منها الكأسَ مُنتَحيا

سقَتكَ في إثرِها كأساً من الغَزَلِ

وربَّ صَرفِ زَمانٍ باتَ يَطرُقُني

مُستَخفِياً من مَذمَّاتي عَلى وَجَلِ

حتَّى إِذا عَلِقَت كفاهُ صحتُ بِه

هَذا عَليٌّ وهَذا غُرَّةُ بنُ عَلِي

فطاشَ في الأَرض يَرجو أن يَفوتَهما

وربَّما باتَ مَطلوباً عَلى أَمَلِ

وأينَ يأخُذُ والأَقطارُ قد أُخِذَت

من النَّدى والعُلى بالقَولِ والعَمَلِ

إذا العُلى امتَنَعَت ممَّن يُحاوِلُها

فأصبَحَت دونَه مَقطوعَةَ السُّبُلِ

أمسَى عَليٌّ عَلِيّاً فَوقَ كاهِلِها

ولا يَزالُ عَلى هَذا ولَم يَزَلِ

تُغيرُ أعداؤُهُ بالخَيلِ سابِقَةً

وهُنَّ يَحمِلنَ أَعماراً إِلى أَجَلِ

لِلَّهِ دَرُّكَ عن عَضبٍ لَه أَثَرٌ

في النائِباتِ إِذا ما قُلتُ يَشهدُ لي

يَرى الوَغى في ثِيابِ المَوتِ بارِزَةً

كَما يَرى الغادَةَ الحَسناءَ في الحُلَلِ

ماذا يَروقُكَ مِنها حينَ تَمهَرُها

أَفعالكَ البيضَ بينَ البيضِ والأَسَلِ

إِذا رَكِبتَ إِلى أَمرٍ رَكِبتَ لهُ

عَزماً بَرياً من التَّرييثِ والفَشَلِ

أسرَفتَ في الجودِ حَتَّى صِرتَ تُوجِدَ في

أَهلِ المَكارِمِ أَهلَ اللَّؤم والبخَلِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المحسن الصوري

avatar

عبد المحسن الصوري حساب موثق

العصر العباسي

poet-Abdul-Mohsen-Al-Suri@

623

قصيدة

75

متابعين

عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب الصوري، أبو محمد ويلقب بابن غلبون. شاعر، حسن المعاني. من أهل صور، في بلاد الشام. مولده ووفاته فيها. له (ديوان شعر - خ) ...

المزيد عن عبد المحسن الصوري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة