الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » أمن دمن معالمها قفار

عدد الابيات : 40

طباعة

أَمِن دمنٍ مَعالِمُها قفارُ

غَداةَ البينِ عقلك مستطارُ

تَرحّلَ أهلُها عَنها فَسارَت

ظَعائنُهم بِروحكَ حينَ ساروا

مَنازل جيرةٍ وَرسوم حيٍّ

تقسّمك الغداة لها اِدّكارُ

تولّوا بِالحدوجِ ضحىً ونار ال

جَوى بينَ الضلوعِ لها اِستعارُ

وَشمسٌ قَد تجلّت بالبها ما

لها إلّا هوادجُها مدارُ

يُطاردُ جمرةَ الوجناتِ منها

إِذا حالَ الحياءُ بها اِصفرارُ

نَظرت إِلى اِحمرارِ الخدِّ منها

مخالسةً وَقَد سقطَ الخِمارُ

فَلاحَ لِناظري وردٌ طريٌّ

وَتفّاحٌ يُضاحكهُ بهارُ

فَتِلكم جنّةٌ للعينِ لكن

لِقلبِ الهائمِ المعمود نارُ

مُهفهفة يَجولُ الوشح منها

إِذاً وَيضيقُ بالردف الإزارُ

وَقَد تزدادُ فوقَ الحُسنِ حُسناً

بِمِعصمها وَساعدها السوارُ

طَلبتُ وصالَها فَرنت وقالَت

أَلا يا ذا المكارمِ والفخارِ

طَلبتُ وِصالها فرنت وقالت

يُخالطهُ فتورٌ واِحمرارُ

وَقَد جالَ الحياءُ بوجهها من

مَقالي وَاِستَحالَ الجلّنارُ

وَقبّلت الثنايا فَاِستَمالت

بِغصنٍ فيه رمّانٌ صغارُ

عَرَفت فحيّت الأيّام حتّى

كأنّ السرّ لي منها جهارُ

لَها في الناسِ كأسٌ من نمير

وَأُخرى مِن علاقمها تدارُ

إِذا ما المرءُ نافَ له اِرتفاعٌ

بِها فلسوفَ يعقبهُ اِنحدارُ

أَلا فَاِستغنم الإقبالَ منها

فَيُؤنسها بعافية ديارُ

وَلا تزخر لوترِ القوسِ نبلاً

إِذا ما أنتَ عنَّ لك الصوارُ

فَإنّ لكلِّ طارقةٍ ذهاباً

يحينُ بهِ رواحٌ واِبتكارُ

تَرى أمّ العلا في الناسِ أَضحت

لَديهِم تستجيرُ ولا تجارُ

وَما لبني الزمانِ هم أراهم

بِغيرِ المستحقّ همُ أشاروا

طَلبتهم لِما أرجو اِنتصاراً

فَما سعدوا وَلا حصلَ اِنتِصارُ

فَلا تلمِ الأراذلَ وَالأداني

إِذا لَم تسلكِ الرشد الخيارُ

إِذا ما المهرُ قصّر في سباقٍ

فَليسَ يفوزُ في السبقِ الحمارُ

وَبكر من بناتِ الفكرِ أضحى

عَليها كلُّ مفضالٍ يغارُ

عَزوت لعادةٍ ما في جميع ال

وَرى كفؤاً لها إلّا عرارُ

أَتيت بها زفافاً فاِطمأنّت

لديهِ واِستقرّ بها القرارُ

مَليكٌ ساسَ أمّته وليداً

بهمّته وما خضر العذارُ

يدبّر ملكهُ في كلِّ يومٍ

نواظِرُها لجينٌ أو نظارُ

تزينُ له المكارم إن سواهُ

لَهُ زانَت بُثينة أو نوارُ

فَتىً يُمناهُ أمنٌ واِئتمانٌ

لِسائلهِ ويسراهُ يسارُ

إِليك بالأريح تنوّهت بي

همومٌ في الأمورِ لها اِنتشارُ

أَشيم لجودِ كفّك شيم برقٍ

لِوابلهِ اِنسكابٌ واِنهِمارُ

فَما أَنت أَأنت فأَنت أولى

وَأجدرُ أَن يُحيط بك الفخارُ

فَجدّك ذو المنارِ على بلوغٍ

عَلا دونَ الرسيل له منارُ

لَكُم من سرّ زاد الركب عيصٌ

ومزهود وقحطان فخارُ

تَروحُ بناتُ جودكَ مسرعاتٍ

بعينك في حلايلها اِحتقارُ

لَو اِنّ الرأيَ منك سهامُ رامٍ

لقصّر عنه مصدع أو قذارُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

24

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة