الديوان » العصر العباسي » يحيى الغزال » لعمري ما ملكت مقودي الصبا

عدد الابيات : 19

طباعة

لَعَمرِيَ ما مَلَّكتُ مِقوَدِيَ الصِبا

فَأَمطَوَ لِلذاتِ في السَهلِ وَالوَعِرِ

وَلا أَنا مِمَّن يُؤثِرُ اللَهوَ قَلبُهُ

فَأُمسي في سُكرٍ وَأَصبِحَ في سُكرِ

وَلا قارِعٌ بابَ اليَهودِيِّ مَوهِناً

وَقَد هَجَعَ النَوامُ مِن شَهوَةِ الخَمرِ

وَأَوتَغَهُ الشَيطانُ حَتّى أَصارَهُ

مِنَ الغَيِّ في بَحرٍ أَضَلَّ مِنَ البَحرِ

أَغُذُّ السُرى فيها إِذا الشَربُ أَنكَروا

وَرَهنِيَ عِندَ العِلجِ ثَوبي مِنَ الفِجرِ

كَأَنّي لَم أَسمَع كِتابَ مُحَمَّدٍ

وَما جاءَ في التَنزيلِ فيهِ مِنَ الزَجرِ

كَفانِيَ مِن كُلِّ الَّذي أُعجِبوا بِهِ

قُلَيلَةُ ماءٍ تُستَقى لي مِنَ النهرِ

فَفيها شَرابي إِن عَطَشتُ وَكُلَّ ما

يُريدُ عِيالي لِلعَجينِ وَلِلقَدرِ

بِخُبزٍ وَبَقلٍ لَيسَ لَحماً وَإِنَّني

عَلَيهِ كَثيرُ الحَمدِ لِلَّهِ وَالشُكرِ

فَيا صاحِبَ اللحمانِ وَالخَمرِ هَل تَرى

بَوَجهي إِذا عايَنتَ وَجهِيَ مِن ضُرِّ

وَبِاللَهِ لَو عُمِّرتُ تِسعينَ حَجَّةً

إِلى مِثلِها ما اِشتَقتُ فيها إِلى خَمرِ

وَلا طَرِبت نَفسي إِلى مِزهِرٍ وَلا

تَحَنَّنَ قَلبي نَحوَ عودٍ وَلا زَمرِ

وَقَد حَدّثوني أَنَّ فيها مَرارَةً

وَما حاجَةُ الإِنسانِ في الشُربِ لِلمُرِّ

أَخي عُدَّ ما قاسَيتَهُ وَتَقَلَّبَت

عَلَيكَ بِهِ الدُنيا مِنَ الخَيرِ وَالشَرِّ

فَهَل لَك في الدُنيا سِوى الساعَةِ الَّتي

تَكونُ بِها السَرَّاءُ أَو حاضِرُ الضُرِّ

فَما كانَ مِنها لا يُحَسُّ وَلا يُرى

وَما لَم يكُن مِنها عَمِيٌّ عَنِ الفِكرِ

فَطوبى لِعِبدٍ أَخرَجَ اللَهُ روحَهُ

إِلَيهِ مِنَ الدُنيا عَلى عَمَلِ البِرِّ

وَلَكِنَّني حُدِّثتُ أَنَّ نُفوسَهُم

هُنالِكَ في جاهٍ جَليلٍ وَفي قَدرِ

وَأَجسادُهُم لا يَأكُلُ التُربُ لَحمَها

هُنالِكَ لا تَبلى إِلى آخِرِ الدَهرِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن يحيى الغزال

avatar

يحيى الغزال حساب موثق

العصر العباسي

poet-Yahya-AlGhazal@

65

قصيدة

98

متابعين

يحيى بن الحكم البكري الجياني، المعروف بالغزال. شاعر مطبوع، من أهل الأندلس. امتاز نظمه الجيد الحسن، بالفكاهة المستملحة. وكان جليل القدر، مقرباً من أمراء الأندلس وملوكها من بني أمية. أرسله ...

المزيد عن يحيى الغزال

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة