الديوان » العصر المملوكي » ابن أبي حصينة » ما ضر من حدت النوى أجمالها

عدد الابيات : 45

طباعة

ما ضَرَّ مَن حَدَتِ النَوى أَجمالَها

لَو أَنَّها أَهدَت إِلَيكَ خَيالَها

ضَنَّت عَلَيكَ بِوَصلِها في قُربِها

أَفَتَبتَغي بَعدَ النُزُوحِ وِصالَها

نَزَلَت جِبالَ تِهامَةٍ فَلِأَجلِها

يَهوى الفُؤَادُ تِهامَةً وَجِبالَها

وَتَدَيَّرَت مَنشَا السَيالِ فَلَيتَني

رَوَّيتُ مِن سَيلِ الدُموعِ سَيالَها

يا صاحِبَيَّ قِفا عَليَّ بِقَدرِ ما

أَسقي بِواكِفِ عَبرَتي أَطلالَها

فَلَطالَما مَلَأت سُعادُ عِراصَها

طيباً إِذا سَحَبَت بِهِ أَذيالَها

وَمَشَت عَلى تِلكَ الرُبوعِ فَصَيَّرَت

أَغلى مِنَ الدُرِّ الثَمينِ رِمالَها

صَرَمَت حِبالَك فَاستَرَبتَ وَإِنَّما

صَرَمَت حِبالَكَ إِذا صَرَمتَ حِبالَها

وَلَقَد سَرَت بِكَ وَالرِكابُ لَواغِبٌ

مِرقالَةٌ شَكَت الفَلا إِرقالَها

مَذعُورَةٌ ذُعرَ النَعامَةِ أُلهِبَت

لَما أَضَلَّت بِالعَشِيِّ رِئالَها

لَعِبَت بِنُمرُقِها الشَمالُ وَمَزَّقَت

في البيدِ أَنيابُ العَضاهِ جِلالَها

وَكَأَنَّ مِشفَرَها عَلى مِعوالَةٍ

مَتَحَ الرِجالُ مِنَ القَليب سِجالَها

وَكَأَنَّما لَطَخَ الدَبا بِلُعابِهِ

أَرفاغَها وَحِجالَها وَقِلالَها

صَهباءُ أَدمَتها السِياطُ فَأَشبَهَت

صَهباءَ سَيَّلَتِ الأَكُفُّ بُزالَها

بَرَكَت حِيالي كَالحَنِيَّةِ في الدُجى

وَهَجَدتُ مِثلَ المَشرَفيّ حِيالَها

مِثلُ الهِلالِ مِنَ الوَجيفِ تَؤُمُّ بي

مِصباحَ قَيسٍ كُلِّها وَهِلالَها

مَلِكٌ أَنالَ فَنالَ أَبعَدَ غايَةٍ

في المَجدِ لَم تَرَ مَن أَنالَ مَنالَها

وَعَدَ الذَوابِلَ أَن يُهينَ صُدورَها

لِتُعِزَّهُ فَوَفَت لَهُ وَوَفى لَها

مُتَمَكِّنٌ في الحِلمِ لَو وازَنتَهُ

بِالشامِخاتِ الباذِخاتِ أَمالَها

ضَلَّت رَكائِبُنا فَأَوضَحَ سُبلَها

مَلِكٌ أَزالَ ضَلالَنا وَضَلالَها

وَشَكَت إِلَيهِ كَلالَها فَأَنالَها

نَيلاً يَزيدُ لَغوبَها وَكَلالَها

حَمَلَت لهُاهُ وَمَن تَحَمَّلَ شُكرَهُ

منّاً فَكَثَّرَ فَضلُهُ أَحمالَها

تَجِدُ المُلوكَ إِذا عَدَدتَ كَثيرَةً

وَترى الكَبيرَ إِذا عَدَدتَ ثِمالِها

أَلقى النِجادَ عَلى مَناكِبِ ماجِدٍ

أَلقَت إِلَيهِ المَكرُماتُ رِحالَها

مِنَ مَعشَرٍ يَتَغايَرونَ عَلى العُلى

وَيَرونَ أَنكَرَ مُنكَرٍ إِغفالَها

وَإِذا تُلِمُّ مِنَ الزَمانِ مُلِمَّةٌ

حَمَلَت ظُهُورُ جِيادِهِم أَثقالَها

قَومٌ إِذا سَلّوا السُيوفَ رَأَيتَها

أَمثالَهُم وَرَأَيتَهُم أَمثالَها

لَكِنَّهُم أَحسابُهُم مَصقُولَةٌ

وَسُيوفُهُم يَتَعاهَدونَ صِقالَها

رَجَحَت حُلومُهُمُ وَفي يَومِ الوَغى

تَلقاُهُمُ حُلَماؤُها جُهّالَها

أُسدٌ تَعَوَّدَتِ الجَميلَ وَعَوَّدَت

فِعلَ الجَميلِ مِنَ الصِبا أَشبالَها

غالَت أَعاديها وَغالَت في العُلى

وَحَمَت بِأَطرافِ القَنا أَغيالَها

يا مَن أَراحَ مِنَ المَذمَّةِ راحَةً

أَضحى جَميعُ العالمينَ عِيالَها

أَنعِل جِيادَكَ بِالأَهِلَّةِ إِنَّها

لَتَجِلَّ أَن تَلقى الحَديدَ نِعالَها

عَوَّدتَها أَن لا تَصونَ صُدورَها

وَتَصونُ مِن وَقعِ القَنا أَكفالَها

في مَأزِقٍ لا يَستَقِرُّ بِهِ الطُلى

لَو طالَعتَ فيهِ المَنونَ لَهالَها

حُزتَ العُلى حَتّى غَدَوتَ يَمينَها

وَغَدا المُلوكُ بَنو المُلوكِ شِمالَها

وَرَدَدتُ بِالبيضِ الصَوارِمِ دَولَةً

لَولاكَ ما كانَ الزَمانُ أَدالَها

فَأَقمتَ أَركانَ الشَريعَةِ بَعدَما

كانَ الزَمانُ بِمَنكِبيهِ أَمالَها

وَحَمَلتَ عَنها النائِباتِ وَلَم تَزَل

كَشّافَ كُلِّ مُلِمَّةٍ حَمّالَها

وَكَذاكَ كانَ أَبوكَ يَكشِفُ ضُرَّها

وَيَفُكَّ مِن أَعناقِها أَغلالَها

لِلّهِ عاقِبَةُ الشِهابِ فَإِنَّها

ما بَلَّغَت فينا العِدا آمالَها

وَلَقَد تَأَلَّمَتِ المَكارِمُ وَاِغتَدى

إِبلالُهُ مِمّا شَكا إِبلالَها

يا مَن تَجَمَّلَتِ العُصورُ بِوَجهِهِ

لا أَعدَمَ اللَهُ القُصورَ جَمالَها

إِنّي حَبَستُ عَلى عُلاكَ مَدائِحي

وَحَلَلتُ عَنها في البِلادِ عِقالَها

لا تَحمَدَني في مَقالِ قَصيدَةٍ

وَاحمَد نَداكَ فَإِنَّ فَضلَكَ قالَها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن أبي حصينة

avatar

ابن أبي حصينة حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Ibn-abi-Hussaynah@

132

قصيدة

16

متابعين

(388-457 هـ/998-1065م) الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي. شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني ...

المزيد عن ابن أبي حصينة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة