ومن سارت به للحرب خيلٌفخيرٌ من تقهقره الولوجُ
أَنا في الحَربِ العَوانِغَيرُ مَجهولِ المَكانِأَينَما نادى المُناديفي دُجى النَقعِ يَراني
دَعوني أُوَفّي السَيفَ في الحَربِ حَقَّهُوَأَشرَبُ مِن كاسِ المَنِيَّةِ صافِياوَمَن قالَ إِنّي سَيِّدٌ وَاِبنُ سَيِّدٍفَسَيفي وَهَذا الرُمحُ عَمّي وَخالِيا
هَلّا سَأَلتِ الخَيلَ يا اِبنَةَ مالِكٍإِن كُنتِ جاهِلَةً بِما لَم تَعلَميإِذ لا أَزالُ عَلى رِحالَةِ سابِحٍنَهدٍ تَعاوَرُهُ الكُماةُ مُكَلَّمِطَوراً يُجَرَّدُ لِلطِعانِ وَتارَةًيَأوي إِلى حَصدِ القَسِيِّ عَرَمرَمِ
لَقَد عَلِمَت عُليا هَوازِنَ أَنَّنيأَنا الفارِسُ الحامي حَقيقَةَ جَعفَرِوَقَد عَلِمَ المَزنوقُ أَنّي أَكُرُّهُعَشِيَّةَ فَيفِ الريحِ كَرَّ المُشَهَّرِإِذا اِزوَرَّ مِن وَقعِ الرِماحِ زَجَرتُهُوَقُلتُ لَهُ اِرجِع مُقبِلاً غَيرَ مُدبِرِ
وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُوَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ
الحربُ أوّلٌ ما تكونُ فُتيَّةًتسعى بزينتها لكلِّ جَهولِحتى إذا استَعَرَت وشَبَّ ضِرامُهاعادت عجوزاً غيرَ ذاتِ خليلِ
يُذَكِّرُني طُلوعُ الشَمسِ صَخراًوَأَذكُرُهُ لِكُلِّ غُروبِ شَمسِوَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَوليعَلى إِخوانِهِم لَقَتَلتُ نَفسي
فَلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَناوَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِعُفَلا أَنا يَأتيني طَريفٌ بِفَرحَةٍوَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ
عَفَتِ الدِيارُ مَحَلُّها فَمُقامُهابِمَنىً تَأَبَّدَ غَولُها فَرِجامُهافَمَدافِعُ الرَيّانِ عُرِّيَ رَسمُهاخَلَقاً كَما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها
لقد لامني عند القبور على البكارفيقي لتذرافِ الدموع السوافكِأمِن أجلِ قبرٍ بالملا أنت نائحٌعلى كلّ قبرٍ أو على كلّ هالك
أَمِنَ المَنونِ وَريبِها تَتَوَجَّعُوَالدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ
أَنا مَن ماتَ وَمَن ماتَ أَنالَقِيَ المَوتَ كِلانا مَرَّتَيننَحنُ كُنّا مُهجَةً في بَدَنٍثُمَّ صِرنا مُهجَةً في بَدَنَين
حُكمُ المَنِيَّةِ في البَرِيَّةِ جاريما هَذِهِ الدُنيا بِدار قَراربَينا يَرى الإِنسان فيها مُخبِراًحَتّى يُرى خَبَراً مِنَ الأَخبارِ
لِتَبكِ عَلَيهِ الإِنسُ وَالجِنُّ إِذ ثَوىفَتى مُضَرٍ في كُلِّ غَربٍ وَمَشرِقِفَتىً عاشَ يَبني المَجدَ تِسعينَ حِجَّةًوَكانَ إِلى الخَيراتِ وَالمَجدِ يَرتَقيفَما ماتَ حَتّى لَم يُخَلِّف وَرائَهُبِحَيَّةِ وادٍ صَولَةٍ غَيرَ مُصعَقِ
لَولا الحَياءُ لَعادَني اِستِعبارُوَلَزُرتُ قَبرَكِ وَالحَبيبُ يُزارُوَلَقَد نَظَرتُ وَما تَمَتُّعُ نَظرَةٍفي اللَحدِ حَيثُ تَمَكَّنَ المِحفارُفَجَزاكِ رَبُّكِ في عَشيرِكِ نَظرَةًوَسَقى صَداكِ مُجَلجِلٌ مِدر
أَرى العِراقَ طَويلَ اللَيلِ مُذ نُعِيَتفَكَيفَ لَيلُ فَتى الفِتيانِ في حَلَبِيَظُنُّ أَنَّ فُؤادي غَيرُ مُلتَهِبٍوَأَنَّ دَمعَ جُفوني غَيرُ مُنسَكِبِبَلى وَحُرمَةِ مَن كانَت مُراعِيَةًلِحُرمَةِ المَجدِ وَالقُصّادِ وَالأَدَبِ
كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَتفَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُتَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَتوَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُبَلِ الصَّدِيقُ الَّذِي تَزْكُو شَمَائِلُهُإِنْ رَابَكَ الدَّهْرُ لَمْ تَفْشَلْ عَزَائِمُهُأَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسَائِلُهُ