وَمَن يَغشى الحُروبَ بِمُلهِباتٍ
تُهَدِّمُ كُلَّ بُنيانٍ بَنَيتا
إِذا جاءَت لَهُم تِسعونَ أَلفاً
عَوابِسُهُنَّ وَرداً أَو كُمَيتا
وَرِثنا المَجدَ قَد عَلِمَت مَعَدٌّ
نُطاعِنُ دونَهُ حَتّى يَبينا
وَنَحنُ إِذا عَمادُ الحَيّ خَرَّت
عَنِ الأَحفاضِ نَمنَعُ مَن يَلينا
أَلا لا يَعلَمُ الأَقوامُ أَنّا
تَضَعضَعنا وَأَنّا قَد وَنينا
أَلا لا يَجهَلَن أَحَدٌ عَلَينا
فَنَجهَلَ فَوقَ جَهلِ الجاهِلينا
سَتَعلَمُ حينَ تَختَلِفُ العَوالي
مَنَ الحامونَ ثَغرَكَ إِن هَوَيتا
وَمَن يَغشى الحُروبَ بِمُلهِباتٍ
تُهَدِّمُ كُلَّ بُنيانٍ بَنَيتا
وَإِنّا سَوفَ تُدرِكُنا المَناياَ
مُقَدَّرَةً لَنا وَمُقَدَّرينا
وَاعلَم بِأَنَّ النَفسَ إِن عُمِّرَت
يَوماً لَها مِن سَنَةٍ لاعِجُ
كَذاكَ لِلإِنسانِ في عَيشِهِ
غالِيَةٌ قامَ لَها ناشِجُ
فَإِذا طَبَختَ بِنارِهِ نَضَّجتَهُ
وَإِذا طَبَختَ بِغَيرِها لَم يَنضَجِ
لا يطبعون وهم على أحسابهم
يشفون بالأَحلامِ داءَ الجاهلِ
والقائلين فلا يعابُ خطيبُهم
يومَ المقالةِ بالكلامِ الفاصلِ
أُهِينُ المالَ فيما بَينَ قَومِي
وأدفَعُ عَنهمُ سُنَنَ المَنِيحِ
ابت لي أَن أُقضِّي في فعالي
وأَن أُغضِي على أمرٍ قبيحِ
ابت لي عفَّتِي وأَبى بَلائي
وأَخذِي الحَمدَ بالثَمَنِ الرَبِيحِ
وإِعطائي على المكروهِ مالي
وضَربي هامَةَ البَطَلِ المُشِيحِ
لَيْسَ مَنْ ماتَ فاِستراحَ بِمَيْتٍ
إنَّمَا المَيْتُ مَيِّتُ الأحياءِ
إنَّما المَيْتُ مَنْ يعيشُ ذليلاً
سِيّئاً بالُهُ قليلَ الرّجاءِ
ومُخمَلَةٍ بِاللَّحمِ مِن دُونِ ثَوبِها
تَطُولُ القِصَارَ وَالطِّوَالُ تَطُولُها
كأنَّ دِمَقساً أو فُروعَ غَمامَةٍ
عَلَى متَنها حَيثُ استَقَرَّ جَدِيلُهَا
قد طالَ شَوْقي وعادَني طَرَبي
من ذِكْرِ خَوْدٍ كَرِيمَةِ النَّسبِ
غَرّاءَ مِثْلُ الهِلالِ صُورَتُها
أَو مِثْلُ تِمْثالِ صُورَةِ الذَّهَبِ
وقد أبقت الأيام مني بقية
كخير حسام لم تخنه مضاربه
وكم من كمي قد تركت مجدلاً
تنوح وتبكي معولات قرائبه
إِنّي لأكرَهُ أَن تَجىءَ مَنيَّتي
حَتّى أَعيظَ سوادَةَ بنِ كِلابِ
أَنّي أُتيحَ لَها وَكانَ بِمَعزِلٍ
وَلكلِّ أَمرٍ واقِعٍ أَسبابُ
والعفو إلا عن الأكفاء مكرمة
من قال غير الذي قد قلته كذباً
يا حَبَّ ما حُبُّ القَتولِ وَحُبُّها
فَلَسٌ فَلا يُنصِبكَ حُبٌّ مُفلِسٌ
يا بَرقُ يَخفي لِلقَتولِ كَأَنَّهُ
غابٌ تَشَيَّمُهُ حَريقٌ يُبَّسُ
لا تَأمَنَنَّ وَلَو أَصبَحتَ في حَرَمٍ
إِنَّ المَنايا بِجَنبَي كُلِّ إِنسانِ
وَلا تَقولَنْ لِشَيءٍ سَوفَ أَفعَلُهُ
حَتّى تَبَيَّنَ ما يَمني لَكَ الماني
وسيفي صارمٌ لا عيبَ فيه
ويمنعني من الرَّهَقِ النبيتُ
متى ما يأتِ يومي لا تجدني
بمالي حينَ أترُكُهُ شَقِيتُ
نَمشي إِلى المَوتِ مِن حَفائِظِنا
مَشياً ذَريعاً وَهُكمُنا نَصَفُ