فَمَن شاءَ فَليَنظُر إِلَيَّ فَمَنظَرينَذيرٌ إِلى مَن ظَنَّ أَنَّ الهَوى سَهلُوَما هِيَ إِلّا لَحظَةٌ بَعدَ لَحظَةٍإِذا نَزَلَت في قَلبِهِ رَحَلَ العَقلُ
فَلَم أَرَ بَدراً ضاحِكاً قَبلَ وَجهِهاوَلَم تَرَ قَبلي مَيِّتاً يَتَكَلَّمُظَلومٌ كَمَتنَيها لِصَبٍّ كَخَصرِهاضَعيفِ القُوى مِن فِعلِها يَتَظَلَّمُبِفَرعٍ يُعيدُ اللَيلَ وَالصُبحُ نَيِّرٌوَوَجهٍ يُعيدُ الصُبحَ وَاللَيلُ مُظلِمُ
وَقَنِعتُ بِاللُقيا وَأَوَّلِ نَظرَةٍإِنَّ القَليلَ مِنَ الحَبيبِ كَثيرُ
وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُفَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُوَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّنيعَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا
وَلي فُؤادٌ إِذا طالَ العَذابُ بِهِطارَ اِشتِياقاً إِلى لُقيا مُعَذِّبِهِيَفديكَ بِالنَفسِ صَبٌّ لَو يَكونُ لَهُأَعَزُّ مِن نَفسِهِ شَيءٌ فَداكَ بِهِ
فَما ضاقَ الكَلامُ بِنا وَلَكِنوَجَدنا الحُزنَ أَرخَصُهُ الكَلامُوَخَطبُكَ لا يَفيهِ دَمعُ باكٍوَلَو أَنَّ الَّذي يَبكي الغَمامُ
أَميلُ بِقَلبي عَنكِ ثُمَّ أَرُدُّهُوَأَعذِرُ نَفسي فيكِ ثُمَّ أَلومُهاإِذا المُهتَدي بِاللَهِ عُدَّت خِلالُهُحَسِبتَ السَماءَ كاثَرَتكَ نُجومُها
يَعتادُني طَربي إِلَيكِ فَيَغتَليوَجدي وَيَدعوني هَواكِ فَأَتبَعُكَلِفٌ بِحُبِّكِ مولَعٌ وَيَسُرُّنيأَنّي امرُؤٌ كَلِفٌ بِحُبِّكِ مولَعُ
تَمضي اللَيالي وَالشُهورُ وَحُبُّناباقٍ عَلى قِدَمِ الزَمانِ الفانيقَمَرٌ مِنَ الأَقمارِ وَسطَ دُجُنَّةٍيَمشي بِهِ غُصنٌ مِنَ الأَغصانِرُمتُ التَسَلّي عَن هَواهُ فَلَم يَكُنلِيَ بِالتَسَلّي عَن هَواهُ يَدانِ
تَاللَهِ إِنَّ الشَوقَ يَفعَلُ دَهرَهُبِالجِسمِ ما لا تَفعَلُ الأَسقامُرَحَلَ الحَبيبُ فَطالَ لَيلٌ لَم يَكُنلِقَصيرِهِ بَعدَ الرَحيلِ مُقامُأَينَ الَّتي كانَت لَواحِظُ طَرفِهايَصبو إِلَيها القَلبُ وَهيَ سِهامُ
وَلَو أَنَّني أَستَغفِرُ اللَهَ كُلَّماذَكَرتُكِ لَم تُكتَب عَلَيَّ ذُنوبُوَلَو أَنَّ لَيلى في العِراقِ لَزُرتُهاوَلَو كانَ خَلفَ الشَمسِ حينَ تَغيبُ
أَرى الدَهرَ وَالأَيامَ تَفنى وَتَنقَضيوَحُبُّكِ لا يَزدادُ إِلّا تَمادِيا
وما الحبُّ إلا طاعةٌ وتجاوزٌوإن أكثروا أوصافَهُ والمعانياوما هو إلا العينُ بالعين تلتقيوإن نَوَّعوا أسبابَه والدواعياأحمد شوقي