فَما لِلفَتى إِلّا اِنفِرادٌ وَوَحدَةٌإِذا هُوَ لَم يُرزَق بُلوغَ المَآرِبِفَحارِب وَسالِم إِن أَرَدتَ فَإِنَّماأَخو السِلمِ في الأَيّامِ مِثلُ مُحارِبِ
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّاعَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُوَما دانَ الفَتى بِحِجىً وَلَكِنيُعَلِّمُهُ التَدَيُّنَ أَقرَبوهُ
قَد يُحسَبُ الصَمتُ الطَويلُ مِنَ الفَتىحِلماً يُوَقَّرُ وَهُوَ فيهِ تَخَلُّفُنَرجو مِنَ اللَهِ الثَوابَ مُجازِياًوَلَهُ عَلَينا في القَديمِ تَسَلُّفُ
وَقَد فَتَّشتُ عَن أَصحابِ دينٍلَهُم نُسكٌ وَلَيسَ لَهُم رِياءُفَأَلفَيتُ البَهائِمَ لاعُقولٌتُقيمُ لَها الدَليلَ وَلا ضِياءُ
ثلاثةُ أيّامٍ هيَ الدّهرُ كلّهوما هُنّ غيرَ الأمسِ واليومِ والغَدِوما البَدرُ إلاّ واحِدٌ غيرَ أنّهيَغِيبُ ويأتي بالضّياءِ المُجَدِّدِ
وَاِصمُت فَإِنَّ كَلامَ المَرءِ يُهلِكُهُوَإِن نَطَقتَ فَإِفصاحٌ وَإِيجازُوَإِن عَجَزتَ عَنِ الخَيراتِ تَفعَلُهافَلا يَكُن دونَ تَركِ الشَرِّ إِعجازُ
يَبكي بُكاءَ الطِفلِ فارَقَ أُمِّهِما حيلَةُ المَحزونِ غَيرُ بُكاءِفَأَقامَ حِلسَ الدارِ وَهوَ كَأَنَّهُلِخُلُوِّ تِلكَ الدارِ في بَيداءِ
كَعُصفُورةٍ في كفِّ طفلٍ يُهِينُهاتُعَانِي عَذابَ المَوتِ والطِفلُ يلعبُفلا الطفل ذو عقلٍ يرِقُّ لِحالِهاولا الطّيرُ مَطلُوقُ الجنَاحَينِ فيذهبُ
كُلٌّ لَهُ سَعيُهُ وَالسَعيُ مُختَلِفٌوَكُلُّ نَفسٍ لَها في سَعيِها شاءُلِكُلِّ داءٍ دَواءٌ عِندَ عالِمِهِمَن لَم يَكُن عالِماً لَم يَدرِ ما الداءُ
لا تُلهِيَنَّكَ عَن مَعادِكَ لَذَّةٌتَفنى وَتورِثُ دائِمَ الحَسَراتِإِنَّ السَعيدَ غَداً زَهيدٌ قانِعٌعَبدَ الإِلَهِ بِأَحسَنِ الإِخباتِ
وَكُلُّ أَخٍ يَقولُ أَنا وَفِيٌّوَلَكِن لَيسَ يَفعَلُ ما يَقولُسِوى خِلٍّ لَهُ حَسَبٌ وَدينٌفَذاكَ لِما يَقولُ هُوَ الفَعولُ
وَالمَوتُ يَرتَصِدُ النُفوسَ وَكُلُّنالِلمَوتِ فيهِ وَلِلتُرابِ نَصيبُإِن كُنتَ لَستَ تُنيبُ إِن وَثَبَ البِلىبَل يا أَخي فَمَتى أَراكَ تُنيبُ
عَريتُ مِنَ الشَبابِ وَكانَ غَضّاًكَما يَعرى مِنَ الوَرَقِ القَضيبُفَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماًفَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ
فَلا تَرضى بِمَنقَصَةٍ وَذُلٍّوَتَقنَع بِالقَليلِ مِنَ الحُطامِفَعَيشُكَ تَحتَ ظِلِّ العِزِّ يَوموَلا تَحتَ المَذَلَّةِ أَلفَ عامِ
وَإِن نامَ جَفني كانَ نَومي عُلالَةًأَقولُ لَعَلَّ الطَيفَ يَأتي يُسَلِّمُأَحِنُّ إِلى تِلكَ المَنازِلِ كُلَّمغَدا طائِرٌ في أَيكَةٍ يَتَرَنَّمُ
فَاِدرَأِ الهَمَّ ما اِستَطَعتَ عَن النَفــسِ فَحِملانُكَ الهُمومَ جُنونُإِنَّ رَبّاً كَفاكَ بِالأَمسِ ماكانَ سَيَكفيكَ في غَدٍ ما يَكونُ
وَما يَكُ مِن رِزقي فَلَيسَ يَفوتَنيوَلَو كانَ في قاعِ البِحارِ العَوامِقِسَيَأتي بِهِ اللَهُ العَظيمُ بِفَضلِهِوَلَو لَم يَكُن مِنّي اللِسانُ بِناطِقِ
وَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ سَاعَةًتَجَرَّعَ ذُلَّ الْجَهْلِ طُولَ حَيَاتِهِوَمَنْ فَاتَهُ التَّعْلِيمُ وَقْتَ شَبَابِهِفَكَبِّرْ عَلَيْهِ أَرْبَعًا لِوَفَاتِهِ
وَأَحَقُّ خَلقِ اللَهِ بِالهَمِّ اِمرُؤٌذو هِمَّةٍ يُبلى بِرِزقٍ ضَيِّقِوَمِنَ الدَليلِ عَلى القَضاءِ وَحُكمِهِبُؤسُ اللَبيبِ وَطيبُ عَيشِ الأَحمَقِ
فاِترُك مُحاوَرةَ السَفيهِ فَإِنَّهانَدمٌ وَغِبٌّ بَعدَ ذاكَ وَخيمُوَإِذا جَريتَ مَع السَفيهِ كَما جَرىفَكِلاكُما في جَريهِ مَذمومُوَإِذا عتِبتَ عَلى السَفيه وَلُمتَهُفي مِثلِ ما تأَتي فَأَنتَ ظَلومُ