هناءة عيش في ظلال أمان

فما لفؤادي دائم الخفقان

أأن سمحت غر الليالي ببعض ما

تمنيته يا قلب منذ زمان

تبيت حذار البين محتدم الجوى

وتغري بك الأشواق للطيران

وكم في بطون البيد نهج إلى العلا

وفوق متون الناجيات أماني

وما نغم الحادين إلا مثالث

يغنى بها داعي العلا ومثاني

على أنها عندي زواجر لوعة

تحرض أشجاني على الثوران

فإما تروني ليلة البدر باكياً

وعيناني في دمعيهما غرقان

فلي شيمة الحر الوفي وإنني

وصحبي غداً يا قوم مفترقان

فإن يدعهم داعي المعالي إلى السرى

فداعي الجوى يوم الوداع سقاني

فقلبي مفئود وطرفي مسهد

ونومي مفقود وصبري فاني

خليلي إلا تسعداني بعبرة

بها يرتوي صادي الحشا فدعاني

يساجلني فوق الأراكة ساجع

سواد الدجى أشجيته وشجاني

يقاسمني لو كان يجدي أسى به

رماه بزمان اللَه بالفراق رماني

بروحي ركب سلموا يوم ودعوا

فؤادي للأشواق رهن ضمان

وللَه دهر مر والعيش روضة

جنى صفوها بين الأحبة داني

يعطر منا كل نادٍ ومجلس

رداءان من أخلاقنا عطران

وتشرق فينا لابن محمود طلعة

أضاء بزاهي ضوئها القمران

وتنفحنا منه سجايا بطيبها

يعـم عبير المسك كل مكان

وما شرف الإنسان غير عزائم

كبار وأخلاق عليه حسان

إذا رفع الرحمن ذكراً لعبده

تزاحم في تعظيمه الثقلان

ومن جملته حلية العلم والتقى

تسامى به في قومه الشرفان

فذرني أحل الدهر من مكرماته

قلائد مدح في عقود جمان

قلائدهن الأنجم الزهر في العلا

جعلن لأرباب القريض معاني

ومن يك محموداً أبوه فما له

إذا ابتدر الناس الفخار مداني

أبر على أم النجوم بمحتد

تسامى فألقى في السها بجران

فإن عد أرباب الندى فهو أول

له كل أبناء المكارم ثاني

مكانته ملء الصدور وحبه

له بين حبات القلوب مغاني

وإن ذكر المجد الأثيل سما به

لعدنان من آبائه طرفان

سما بهما في دوحة عربية

نجاران فوق النجم ملتقيان

من النفر البانين بالعلم مجدهم

على خير ما يبني المحامد باني

على خير ما يعلى الفتى من مناقب

بناها له من قبله أبوان

فحسبي فخراً أن أزف مدائحي

لبابك يا مولاي وهي تهاني

بلغت مقاماً أنت من قبل فوقه

وإن عده بعض الأنام أماني

هي الشمس في الجوزاء ليست بغيرها

إذا ما بدت للناس في السرطان

ولكن فماتيح الأمور أوائل

ترام بها الغايات وهي ثواني

فقد تبلغ الأقمار سعد سعودها

وأول ما تبدو به الشرطان

نعم بك يزدان القضاء وإنه

إليك لفي شوق وفي هيمان

قضى زمناً يرنو إليك كما رنا

إلى الماء في قفر المفاوز راني

وأنت على الصبر الجميل مفوض

لربك في صدق وثبت جنان

وكنت به من قبل أوفى وإنما

أمور الورى مرهونة بأوان

وللَه في تصريفه الأمر حكمة

يقصر عن إدراكها الملآن

فيا قاضياً بالدين تجري فعاله

ويرضاه في أحكامه العمران

ويا نائباً في دينه عن نبيه

نيابةً فضل لا تشان لشاني

ويأيها البحران كيف افترقتما

وقد مرج البحرين يلتقيان

تقاسمتما منا قلوباً كم اغتذت

بسوهاج من آدابكم بلبان

فهن لدى التوديع شطران واحد

هواه شآمي وذاك يماني

مع اللضه باسم اللضه مجرى ركائب

أقلتكما محفوفة بأمان

لكم أبداً منا ولاء تجده

سرائرنا ما اتابع الملوان