الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » على غير عتب ما طويت عتابها

عدد الابيات : 30

طباعة

على غَيرِ عَتْبٍ ما طَوَيْتُ عِتابَها

وآثرْتُ من بعدِ الوِصالِ احتسابَها

وقَفْنا فظلَّ الشوقُ يَسألُ دارَها

وتُجعَلُ أسرابُ الدموعِ جوابَها

فلا بَرِحَتْ ريحُ الجَنوبِ حَفِيَّةً

تَخُصُّ بألطافِ السحابِ جَنابَها

لوامعُ بَرْقٍ لا تَمَسُّ أراكَها

وأنفاسُ ريحٍ لا تروعُ تُرابَها

ومَجدولَةٍ جَدْلَ العِنانِ منحتُها

عِناني فأضحَتْ رِحلةُ الهجرِ دابَها

إذا برزَتْ كان العَفافُ حِجابَها

وإن سفرَتْ كانَ الحياءُ نِقابَها

ومِن دونِها نَيْلُ الغَمامِ إذا سرَتْ

نُجومُ القَنا الخَطّيِّ تُزْجي قِبابَها

حَمتْنا اللّيالي بعدَ ساكنةِ الحِمى

مشارِبَ يهوى كلُّ طامٍ شَرابَها

ألاحظُها لَحْظَ الطّريدِ مَحلَّه

وأذكُرُها ذِكْرَ البَغيِّ شبابَها

وأَنشُدُها والقُربُ بيني وبينَها

ولو آبَ حِلمي ما رجوْتُ إيابَها

تخيَّرتُ أفوافَ المديحِ فلم أُنِخْ

ببابِ بني العبّاسِ إلا لُبابَها

قَوافٍ لو أنَّ الأخيليَّةَ عايَنَتْ

محاسنَها زانَتْ بهنّ سِخابَها

أغرُّ يداه مُزْنةٌ مُستَهَّلةٌ

إذا شامَ راجٍ بالشآمِ سَحابَها

ولو لم يُثْبِها الهاشميُّ لأَصبَحَتْ

مآثرُهُ اللاتي حَوَيْنَ ثَوابَها

يَعُدُّ الجِبالَ من قريشٍ أُبوَّةً

إذا عَدَّ ذو فَخْرٍ سِواها هِضابَها

إذا انتَسَبَتْ بينَ الخلائقِ ألحقَتْ

أواصرَها بالمُصطفى وانتسابَها

وإن حَمَلَتْ سُمْرَ الرِّماحِ لمَشهَدٍ

رأيْتَ أُسُودَ الغابِ تَحمِلُ غابَها

وسالَت بهم تِلكَ البِطاحُ كأنما

أسالوا عليها بالحديدِ سَرابَها

بهِمْ عَرَفَتْ زُرْقُ الأَسِنَّةِ رَيَّها

كما عَرَفَتْ بِيضُ السيوفِ خِضابَها

أَبا أحمدٍ أصبَحْتَ شَمْسَ مَكارمٍ

تُضيء ومِصباحَ العُلى وشِهابَها

أبوك الذي سقَّى الحَجِيجَ ولم يَزَلْ

بمكَّةَ يَروي رَكْبَها ورِكابَها

ولما أقامَ المَحْلُ بينَ بيوتهِم

دعا اللهَ فيه دعوةً فأجابَها

ولم يَثْنِ طَرْفَ العينِ حتى تَهلَّلَتْ

مَدامعُ مُزْنٍ لا تَمَلُّ انسكابَها

فأعتبت الأرض السماء بجاهه

غداة تولى عن قريشٍ عتابَها

بني هاشمٍ أعطاكمُ الحقُّ رُنبةً

يُقَصِّرُ عنها مَنْ يُريدُ اغتصابَها

فأشرقَ منها في القلوبِ ضياؤكم

فأذهبَ عن تلك النُّفوسِ ارتيابَها

منعتُم بني مَروانَ حَوْزَتَها بكم

وحُزتُم على رَغمِ الأُنوفِ نِهابَها

وآثرتُمُ فَكَّ العُناةِ وإنما

يُملِّكُكُم عِتْقُ الرِّقابِ رِقابَها

ومن يَنْأَ عن إرْثِ النُّبوةِ والهُدى

فأنتُم وَرِثُتم هَدْيَها وكِتابَها

وهل يتحلَّى بالخِلافَةِ غيرُكم

وأنتم سلَبْتُم عبدَ شمسٍ ثيابَها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة