وَرِثنا المَجدَ عَن آباءِ صِدقٍأَسَأنا في دِيارِهِمُ الصَنيعاإِذا الحَسَبُ الرَفيعُ تَواكَلَتهُبُناةُ السوءِ أَوشَكَ أَن يَضيعا
وَلَيسَ أَخوكَ الدائِمُ العَهدِ بِالَّذييَذُمُّكَ إِن وَلّى وَيُرضيكَ مُقبِلاوَلَكِن أَخوكَ النائي ما دُمتَ آمِناًوَصاحِبُكَ الأَدنى إِذا الأَمرُ أَعضَلا
إِنَّ الزَمانَ وَما يَفنى لَهُ عَجَبٌأَبقى لَنا ذَنَباً وَاِستُؤصِلَ الراسُأَبقى لَنا كُلَّ مَجهولٍ وَفَجَّعَنابِالحالِمينَ فَهُم هامٌ وَأَرماسُ
ذَكَرتُ فَغالَني وَنَكا فُؤاديوَأَرَّقَ قَومِيَ الحُزنُ الطَويلُأُلو عِزٍّ كَأَنَّهُمُ غِضابٌوَمَجدٍ مَدَّهُ الحَسَبُ الطَويلُ
لَعَمري لَقَد أَوهَيتَ قَلبي عَنِ العَزاوَطَأطَأتَ رَأسي وَالفُؤادُ كَئيبُلَقَد قُصِمَت مِنّي قَناةٌ صَليبَةٌوَيُقصَمُ عودُ النَبعِ وَهُوَ صَليبُ
فَلَوَ أَنَّ المَنونَ تَعدِلُ فينافَتَنالُ الشَريفَ وَالمَشروفاكانَ في الحَقِّ أَن يَعودَ لَنا المَوتُ وَأَن لا نَسومُهُ تَسويفا
يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكاباإِذ رابَ دَهرٌ وَكانَ الدَهرُ رَيّابافَاِبكي أَخاكِ لِأَيتامٍ وَأَرمَلَةٍوَاِبكي أَخاكِ إِذا جاوَرتِ أَجنابا
وَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَوليعَلى إِخوانِهِم لَقَتَلتُ نَفسيوَما يَبكونَ مِثلَ أَخي وَلَكِنأُعَزّي النَفسَ عَنهُ بِالتَأَسّي
يالَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ إِذا رَكِبَتخَيلٌ لِخَيلٍ تُنادي ثُمَّ تَضطَرِبُقَد كانَ حِصناً شَديدَ الرُكنِ مُمتَنِعاًلَيثاً إِذا نَزَلَ الفِتيانُ أَو رَكِبوا
أَلا يا عَينِ وَيحَكِ أَسعِدينيلِرَيبِ الدَهرِ وَالزَمَنِ العَضوضِوَلا تُبقي دُموعاً بَعدَ صَخرٍفَقَد كُلِّفتِ دَهرَكِ أَن تَفيضي
فَإِن كانَ صَخرُ الجودِ أَصبَحَ ثاوِياًفَقَد كانَ في الدُنيا يَضُرُّ وَيَنفَعُ
ذَكَرتُكَ فَاِستَعبَرتُ وَالصَدرُ كاظِمٌعَلى غُصَّةٍ مِنها الفُؤادُ يَذوبُلَعَمري لَقَد أَوهَيتَ قَلبي عَنِ العَزاوَطَأطَأتَ رَأسي وَالفُؤادُ كَئيبُ
يا صَخرُ قَد كُنتَ بَدراً يُستَضاءُ بِهِفَقَد ثَوى يَومَ مُتَّ المَجدُ وَالجودُفَاليَومَ أَمسَيتَ لا يَرجوكَ ذو أَمَلٍلَمّا هَلَكتَ وَحَوضُ المَوتِ مَورودُ
وَمَن يَغشى الحُروبَ بِمُلهِباتٍتُهَدِّمُ كُلَّ بُنيانٍ بَنَيتاإِذا جاءَت لَهُم تِسعونَ أَلفاًعَوابِسُهُنَّ وَرداً أَو كُمَيتا
وَرِثنا المَجدَ قَد عَلِمَت مَعَدٌّنُطاعِنُ دونَهُ حَتّى يَبيناوَنَحنُ إِذا عَمادُ الحَيّ خَرَّتعَنِ الأَحفاضِ نَمنَعُ مَن يَلينا
أَلا لا يَعلَمُ الأَقوامُ أَنّاتَضَعضَعنا وَأَنّا قَد وَنيناأَلا لا يَجهَلَن أَحَدٌ عَلَينافَنَجهَلَ فَوقَ جَهلِ الجاهِلينا
سَتَعلَمُ حينَ تَختَلِفُ العَواليمَنَ الحامونَ ثَغرَكَ إِن هَوَيتاوَمَن يَغشى الحُروبَ بِمُلهِباتٍتُهَدِّمُ كُلَّ بُنيانٍ بَنَيتا
وَإِنّا سَوفَ تُدرِكُنا المَناياَمُقَدَّرَةً لَنا وَمُقَدَّرينا
وَاعلَم بِأَنَّ النَفسَ إِن عُمِّرَتيَوماً لَها مِن سَنَةٍ لاعِجُكَذاكَ لِلإِنسانِ في عَيشِهِغالِيَةٌ قامَ لَها ناشِجُ
فَإِذا طَبَختَ بِنارِهِ نَضَّجتَهُوَإِذا طَبَختَ بِغَيرِها لَم يَنضَجِ